صحيفة إسرائيلية: فوز فرنسا بـ«اليونسكو» سببه الشقاق السعودي القطري

الاثنين 16 أكتوبر 2017 03:10 ص

قالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، إن نجاح المرشحة الفرنسية باليونسكو «يعزى جزء منه إلى الشقاق السعودي - القطري الذي أشعل انقسامات حادة بين أقطار العالم العربي».

وأوضحت الصحيفة أن انتخاب «أودري أزولاي مساء الجمعة الماضي في منصب المدير العام المقبل لليونسكو، يمثل انتصارا غير متوقع للدبلوماسية الفرنسية».

وجاء اسم «أزولاي» كمرشحة للمنصب في عهد الرئيس الفرنسي السابق «فرنسوا أولاند» وقتما كانت تشغل حقيبة وزيرة الثقافة.

وأشارت الصحيفة إلى أن «نهاية المشوار المهني لفرنسوا أولاند شكلت خطورة على الطموحات السياسية لأزولاي، والرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون وجد نفسه في وضع غير مريح بمرشحة لم يخترها في منصب لم يكن يسع إليه».

وتابعت: «في واقع الأمر، فإن الدول التي تستضيف مقرات المنظمات الأممية نادرا ما تسعى للمنافسة على المناصب القيادية لها، بيد أن ماكرون سعى شخصيا لاحقا للترويج لترشيح أزولاي، في رهان أتى ثماره».

وأردفت: «المعركة على رئاسة اليونسكو كانت دراماتيكية، إذا اخترنا أقل وصف لها، الجولة قبل الأخيرة من تصويت اليونسكو شهدت تفوق قطر بـ22 صوتا، ثم فرنسا ومصر برصيد 18، وهزمت فرنسا مصر في تصويت ثنائي خاص ظهر الجمعة، ما جعل أزولاي في مواجهة مرشح قطر حمد بن عبد العزيز الكواري في النهاية».

ونوهت الصحيفة إلى أن «الدبلوماسيين الفرنسيين اعترفوا أن هدفهم منذ البداية تمثل في الوصول إلى النهائي فحسب، والذي يمثل في حد ذاته إنجازا لباريس، باعتبار أن فرنسا بدأت حملتها الترويجية لمرشحتها في وقت متأخر جدا من المباراة».

وأردفت: «بدأت الدول العربية حملاتها مبكرا في وقت سابق، ولم يكن الدعم مقتصرا على المرشحين الأربعة، لكنه كان لاختيار مرشح عربي بوجه عام، واستندت الحملات الترويجية إلى أن اليونسكو على مدى سنوات وسنوات تربع على عرشه أوروبيون أو قيادات من أمريكا الشمالية، وحان الوقت لتقلد عربي المنصب الدولي».

وأضافت: «كانت مصر تعول حقيقة على أن تكون مرشحتها الشخص العربي والأفريقي والمسلم الأول التي تتقلد المنصب».

وقالت الصحيفة: «إن حقيقة أن العرب كان لديهم 4 مرشحين للمنافسة على منصب مدير عام اليونسكو لم تصب في مصلحتهم»، مضيفة: «خلفية الشقاق القطري السعودي، والمشاعر القوية المناهضة لقطر داخل العالم العربي لعبت ضد مرشح الدوحة».

وأضافت: «علاوة على ذلك، فإن الشائعات بشأن ممارسة قطر ضغوطا على دول أفريقية فقيرة للتصويت لصالح مرشحها رسمت صورة سلبية لدولة غنية تستخدم وسائلها المالية للظفر بمنصب دولي مرموق».

وتابعت الصحيفة الإسرائيلية: «لم تكن فرنسا الدولة الوحيدة التي تواجه الفوضى العربية الداخلية، الصين على سبيل المثال كانت تستطيع الاستفادة من هذا الشقاق العربي، ولكن مرشحها لم يحصل إلا على 5 أصوات فحسب في المرحلة المبكرة من التصويت».

وأكدت أن «تأثير ماكرون كان فعالا حيث استفادت أزولاي من شعبية الرئيس الفرنسي على الساحة العالمية، وصورته الطازجة التي تتسم بالعزم، وقرار الولايات المتحدة الانسحاب من منظمة اليونسكو صب كذلك في مصلحة باريس، وعزز من تأثير ماكرون».

وأوضحت «بالنسبة للمجتمع الدولي، فإن ماكرون يجسد المضاد التام للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فهو ما زال شابا، ويروج للدبلوماسية الجماعية، ويحترم الهيئات الجماعية».

واختتمت الصحيفة حديثها قائلا: «ليس سرا أن (إسرائيل) كانت تفضل أي شخص لرئاسة اليونسكو فيما عدا المرشح القطري، لكن قرار أمريكا بالانسحاب من المنظمة الأممية وإعلان بنيامين نتنياهو عن خطوة مماثلة صرف أنظار تل أبيب عن التصويت».

وبعد خروج «خطاب» من المنافسة، دعت الحكومة المصرية للتصويت لصالح مرشحة فرنسا «أودري أزولاي» لمنصب مدير عام منظمة «اليونسكو» أمام المرشح القطري علما أن مصر من الدول الأربع التي قطعت علاقاتها مع قطر منذ 5 من يونيو/حزيران الماضي.

وفازت المرشحة الفرنسية بعد حصولها على 30 صوتا، فيما حصل مرشح قطر «حمد الكواري» على 28 صوتا، وذلك من إجمالي عدد الأصوات البالغ 58 صوتا.

المصدر | مصر العربية + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

اليونسكو قطر فرنسا مصر الأزمة الخليجية