استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

(إسرائيل) وتقسيم المنطقة

الاثنين 16 أكتوبر 2017 04:10 ص

لا يجدر بأكراد العراق أن يبتهجوا بالدعم «الإسرائيلي» لخطوتهم في إجراء الاستفتاء على الاستقلال عن العراق، وهم الذين يجمعهم تاريخ مشترك مع جيرانهم في المحيط العربي، لا يتوفر لهم مع (إسرائيل)، العدوة لهذا المحيط، ومضمرة الشر له.

مُحَلل من كردستان العراق كان يتحدث على إحدى الفضائيات غداة استفتاء كردستان، أجاب على سؤال لمحاوره حول هذه المسألة بالذات: لماذا تدعم (إسرائيل) انفصال الكرد العراقيين عن العراق، بالقول: ما هي المشكلة في ذلك؟

هنا المفصل، فلم يُعرف عن (إسرائيل) أنها دولة تقف مع حق الشعوب في تقرير مصيرها، وتدعم حركات التحرر في العالم، فهي ذاتها المسؤولة عن حرمان الشعب الفلسطيني من حق تقرير مصيره على أرضه، فيما غالبية من تتشكل منهم (إسرائيل) مستوطنون أتوا من مختلف بقاع العالم إلى أرض ليست لهم، هجروا منها شعبها المقيم عليها منذ قرون، ومع السنوات تزداد شهيتها في ابتلاع المزيد من أراضي هؤلاء وحملهم قسراً على مغادرتها.

كيف لا يجد هذا «المُحَلل» وكل من يذهبون إلى ما يذهب إليه في أمر استقلال إقليم كردستان عن العراق مشكلة في أن (إسرائيل) بالذات لا غيرها هي الأولى، لا بل والوحيدة، في المجاهرة بالترحيب به، فيما كل دول العالم تحفظت عليه، إن لم تعلن صراحة رفضها له، وعياً منها لما سيترتب عليه من هزات وارتدادات في المنطقة كلها.

هذه «الهزات والارتدادات» هي ما تطمح إليه (إسرائيل)، أي إغراق المنطقة في الفوضى الشاملة، وهدّْ الكيانات الوطنية القائمة فيها، التي بنيت بشق الأنفس وبالباهظ من التضحيات، وهي بالكاد تسعى لتجاوز واحدة من أخطر المحن التي جابهتها في تاريخها الحديث بعد قيام (إسرائيل) نفسها.

ونعني بذلك نشوء وتمدد تنظيم «داعش» الإرهابي، ولم يعد خافياً أن هذا التنظيم وما هو على شاكلته من تنظيمات لقي كل التشجيع، لا بل حتى الدعم من (إسرائيل)، وما العلاج الذي تلقاه مقاتلوه المصابون في سوريا بالمستشفيات الإسرائيلية، إلا أحد أوجه ذلك.

لا تنطلق (إسرائيل) من حب الكرد العراقيين، ولا من الإيمان بحقهم في تقرير مصيرهم، في دعمها للاستفتاء الذي أجروه، أو فيما تبديه من تودد تجاههم، وتقديم الإغراءات بأوجه الدعم التي تنتظرهم إذا ما مضوا في طريق الانفصال عن العراق، وإنما من الرغبة في تفكيك الكيان العراقي، خطوة وراء خطوة، ليكون مقدمة لتقسيم دول عربية أخرى، كي «تتسيّد» هي على كيانات هشة، ستدخل، بصورة تلقائية، في نزاعات وحروب فيما بينها.

وما النموذج السوداني إلا خير دليل، فلم يؤدِ انفصال جنوبه عن شماله إلى أي استقرار، ولا أي تحسن في أحوال مواطني الجنوب الذين أفاقوا على وجودهم في «دولة مستقلة».

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين.

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

(إسرائيل) تقسيم المنطقة انفصال كردستان العراق الفوضى الشاملة تفكيك العراق تفتيت الكيانات الوطنية فلسطين