اغتيال الصحفية المالطية المسؤولة عن كشف «وثائق بنما»

الثلاثاء 17 أكتوبر 2017 07:10 ص

قُتلت «دافني كاروانا غاليزيا»، الصحفية التي قادت تحقيق الفساد الضخم المعروف إعلاميا باسم «وثائق بنما»، الإثنين، في انفجار سيارة قرب منزلها في مالطا.

وقالت صحيفة «الغارديان» البريطانية، إن «غاليزيا» وهي عضو الاتحاد الدولى للصحفيين الاستقصائيين، قتلت عندما دُمرت سيارتها وهي من طراز (بيجو 108) بواسطة عبوة ناسفة قوية فجرت السيارة وتناثر حطامها في الحقل المجاور للطريق.

وبينت الصحيفة أن «غاليزيا» كانت مدونة تجذب قراء يزيد عددهم على إجمالي توزيع الصحف الورقية لمالطا بأكملها، كما وصفتها مجلة «بوليتيكو» الأمريكية بأنها «ويكليكيس قائمة بذاتها».

وذكرت الصحيفة أن آخر استقصاء لـ«غاليزيا»، كان عبارة عن تحقيق أشار بأصابع الاتهام إلى رئيس وزراء مالطا «جوزيف موسكات» واثنين من أقرب المساعدين له، حيث كشفت الصحفية أن شركات بالخارج على علاقة بالرجال الثلاثة يقومون ببيع جوازات سفر مالطية، كما يتلقون دفعات مالية من حكومة أذربيجان.

وأضافت الصحيفة أنه لا يوجد مجموعة أو شخص أعلن مسؤوليته عن الهجوم بعد.

من جانبها، دعت رئيسة مالطا ماري «لويز كوليرو بريكا» إلى الهدوء، وقالت: «في هذه الأوقات، عندما تروع البلاد بحادث وحشي كهذا، أدعو الجميع الى حساب كلماتهم وعدم إصدار أحكام، وإظهار التضامن».

ونقلت الصحيفة عن تقارير للإعلام المحلي أن «غاليزيا» تقدمت للشرطة المحلية بتقرير منذ 15 يومًا تقول فيه إنها تتلقى تهديدات بالقتل.

ونشرت «غاليزيا» آخر تدوينة لها، مساء أمس الإثنين، قبل نحو نصف ساعة من تلقي الشرطة بلاغا بالانفجار.

وقالت الشرطة إنها لم تتعرف على الضحية بعد، لكن حسب مصادر فإن أحد أبناء «غاليزيا» سمع الانفجار من داخل المنزل وسارع إلى مكان الحادث.

من جهته قال رئيس وزراء مالطا: «إن ما حدث اليوم غير مقبول على مختلف المستويات، إنه يوم أسود لديمقراطيتنا ولحرية التعبير، لن أشعر بالارتياح حتى يتم تحقيق العدالة».

وكان آخر ما كتبته «غاليزيا» على مدونتها، قبل 30 دقيقة من مقتلها: «هناك أوغاد في كل مكان تنظر إليه الآن.. لقد أصبح الوضع مؤسفاً».

وهاجمت «غاليزيا» خلال التدوينة قادة المعارضة، وَوصفت الوضعَ السياسي الحالي في بلدها بأنه «يائس».

واشتركت الكثير من الصحف ومؤسسات الإعلام العالمية في تحليل وثائق بنما خلال الفترة الماضية، يصل عددها إلى 107 مؤسسات، في 78 دولة، بما في ذلك «الجارديان» وهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، وصحيفة «زود دويتشه تسايتونج» الألمانية التي حصلت على كل السجلات المسربة من مصدر مجهول.

وكشفت تسريبات بنما عن الكثير من فضائح الفساد المالي؛ حيث لجأ المتورطون في هذه الفضائح إلى مكتب «موساك فونسيكا» للتهرب من الضرائب، ونقل ثرواتهم إلى الخارج، من خلال شراء شركات أجنبية سرية.

ومن أبرز المتورطين في هذه الفضائح حسب ما نشرت صحيفتا «الغارديان» و«الإندبندنت» البريطانيتان، 72 من رؤساء الدول الحاليين أو السابقين، بالإضافة إلى أفراد من أسر أو مقربين من زعماء عرب سابقين أو حاليين، بينهم الرئيس المصري المخلوع، «حسني مبارك»، والرئيس الليبي السابق، «معمر القذافي»، ورئيس النظام السوري، «بشار الأسد».

 

  كلمات مفتاحية

وثائق بنما اغتيال مالطا رئيس وزراء مالطا دافني كاروانا غاليزيا