«الصادق المهدي» لإقليم كردستان: خذوا العبرة من جنوب السودان

الثلاثاء 17 أكتوبر 2017 09:10 ص

حذر رئيس حزب الأمة القومي، أكبر أحزاب المعارضة السودانية، «الصادق المهدي»، من أن فكرة الانفصال التي كرس لها الاستفتاء في إقليم كردستان العراق، «خاطئة وخطيرة للغاية»، وطالب إدارة الإقليم بأخذ العبرة من جنوب السودان، التي انفصلت عن السودان منذ عام 2011، ورغم ذلك لم تتقدم خطوة واحدة.

وشدد في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية على أن انفصال إقليم كردستان يصب في مصلحة (إسرائيل) العدو الاستراتيجي للأمة.

وأضاف: «أعتقد أن الأكراد، شعب لديه قضية، ويريدون أن تكون لديهم هوية ثقافية مُعترف بها (..) ويرون أن لديهم مشكلة، لكن الانفصال ليس الحل».

وأكد أن «الحل يكمن في التفاهم مع الدول القائمة على الحقوق المستحقة (لم يذكرها)، لأن فكرة الانفصال خاطئة وخطرة للغاية، لأن هناك أكرادا في سوريا والعراق وتركيا، وإذا انفصل الإقليم عن العراق، فإن هذه الدول ستتمزق».

واعتبر «المهدي» أن «تمزق هذه البلدان يصب في مصلحة العدو الاستراتيجي للأمة وهو (إسرائيل)».

وفي خطوة تعارضها قوى إقليمية ودولية، والحكومة المركزية في بغداد، أجرى إقليم كردستان، في 25 سبتمبر/أيلول الماضي، استفتاء الانفصال عن العراق، وسط تصاعد التوتر مع الحكومة العراقية.

وإثر ذلك، بدأت بغداد فرض حظر على الرحلات الجوية الدولية من وإلى الإقليم عقب رفض إدارة الإقليم تسليم مطاري أربيل والسليمانية للحكومة المركزية.

ورأى «المهدي» أن كل الدول التي جربت الانفصال «كوسيلة للإصلاح والإنصاف، وجدت عكس ذلك، كما حدث بالنسبة للسودان حين انفصلت دولة الجنوب عنه».

وتعاني دولة الجنوب، التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء شعبي في 2011، من حرب أهلية بين القوات الحكومية وقوات المعارضة، اتخذت بعدا قبليا، وخلفت آلاف القتلى وشردت مئات الآلاف.

وكشف «المهدي» عن خطاب مفتوح أرسله إلى رئيس إقليم كردستان العراق، «مسعود بارزاني»، وناشده فيه بـ«مراجعة كل ذلك النهج (الانفصال)، والاتجاه نحو الحوار ضمن وحدة العراق».

وأعلن المعُارض السوداني تأييده «لوحدة الدول الوطنية بصورة قوية جدا، مع الحرص على الحوار مع المجموعات الوطنية المتظلمة (في إشارة إلى المطالبين بالانفصال)، لإيجاد حلول على أساس احترام الهوية والمساواة في المواطنة».

المصالحة الفلسطينية

وفيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية، والاتفاق الذي جرى توقيعه 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بالعاصمة المصرية القاهرة بين حركتي «فتح» و«حماس»، قال «المهدي» إن إتمامها «الآن معقول وهذا شيء مهم جدا».

وأشار إلى اتصالات أجراها مؤخرا مع الرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، ورئيس مكتب «حماس» السياسي السابق، «خالد مشعل»، ناشدهما خلالها بـ«توحيد كلمتهما».

وقال إن «أساس المرحلة المقبلة في نضال الشعب الفلسطيني لتحقيق أهدافه يقوم على استخدام القوة الناعمة (في إشارة إلى المفاوضات)».

واستدرك: «هذا لا يعني إلغاء أو إسقاط الحق في المقاومة (الفلسطينية ضد إسرائيل)، وهو حق مشروع وضروري، ولكن المسألة مسألة مراحل».

التطبيع مع (إسرائيل)

وأكد «المهدي» «بطلان الدعوات للتطبيع مع (إسرائيل)»، وقال إن «هناك جهات دولية (لم يسمّها) تشجع هذا الاتجاه (التطبيع)، لأنها تعتبر أن المواجهة والخطر تتمثل في إيران وليس (إسرائيل)».

وشدد «المهدي» على أن «إيران جزء من التركيبة الجيوسياسية في المنطقة، ولا يمكن مقارنتها بكيان غريب مغروس (في إشارة إلى إسرائيل)».

وأكد أن «التركيز على عداء إيران وصداقة (إسرائيل) فكرة خاطئة، وخطيئة في الوقت نفسه، وللأسف هناك بعض الجهات العربية تستجيب لهذا التوجه».

المصدر | الخليج الجديد+ الأناضول

  كلمات مفتاحية

العراق كردستان السودان الصادق المهدي العلاقات السودانية العراقية