«إيكونوميست»: أكراد إيران يتطلعون للتمرد

الثلاثاء 17 أكتوبر 2017 11:10 ص

يطالب الأكراد الإيرانيون بالاستقلال تماما مثل أبناء عمومتهم في العراق، وربما يطالبون بأكثر من ذلك. ففي حين كانت الحالة المزاجية في شوارع المدن الكردية في العراق متوترة بشكل عام بعيد استفتاءهم على الاستقلال في 25 سبتمبر/أيلول، كانت هناك احتفالات كبيرة عبر الحدود في كردستان الإيرانية. وقد استمرت المظاهرات لمدة يومين في المدن الكردية مثل بانه وساناندج ومهاباد حتى عندما كانت العربات المدرعة تتحرك في شوارعها، مما أدى إلى موجة من الاعتقالات. وقد هتفت الحشود بالنشيد الوطني لجمهورية مهاباد، الدولة الكردية التي استمرت لفترة وجيزة في شمال غرب إيران في عام 1946. كما علقت الأعلام الكردية على أعمدة الانارة.

وقد تحدث بعض الأكراد الإيرانيين عن دولة يدعونها «روجهيلات»، أو «كردستان الشرقية»، والتي يرون أنها سوف تنهي «الاحتلال» من قبل عجمستان، وهو مصطلح ازدرائي لإيران يقول «لقمان سوتوده»، وهو كردي إيراني بارز: «هناك ثقة جديدة بالنفس لدى الأكراد». «العالم كله وقف ضد الاستفتاء، لكن الأكراد عقدوه بغض النظر عن المعارضة». ويقول المسؤولون الأكراد أن أكثر من 90٪ من الناخبين أيدوا الاستقلال.

وقد أعرب رجال الدين الحاكمون فى طهران عن سخطهم وهددوا بسحق تجربة الأكراد فى الحكم الذاتى فى العراق. حيث يرون فيها الدولة التي ستصطف إلى جانب (إسرائيل) التي تدعم الاستقلال الكردستانيد، حيث وعدت إيران بجعل إقليم شمال العراق نسخة أخرى من قطاع غزة، وهو قطاع صغير محاصر، فقير. وقال «علي أكبر ولايتي» مستشار المرشد الأعلى «لابد من إزالة وصمة العار هذه من العالم الاسلامي». فيما اندلعت قبل شهر واحد فقط احتجاجات في العديد من المدن الكردية الإيرانية وتم مواجهتها بالغاز المسيل للدموع.

وتخشى إيران أيضا من أن خصومها الدائمين، (إسرائيل) والسعودية، يميلون إلى استخدام ورقة كردستان العراق المستقلة كنقطة انطلاق لإثارة المشاكل عبر الحدود في إيران، مثلما تستخدم إيران وكيلها اللبناني، حزب الله، لتهديد (إسرائيل) عبر الحدود الشمالية. وعلاوة على ذلك، فإن إيران لديها العديد من الجماعات العرقية التي يجب أن تتصدى لها. لأنه إذا كان الأكراد سيتحركون، ضد إيران، فإن آخرين سوف يحذون حذوهم مثل عرب إيران، والأتراك الأذريين، والبلوش والأقليات الأخرى، التي تشكل ما يقرب من ثلث الدولة الفارسية الإيرانية أساسا.

وقد قتلت جماعة بلوشية انفصالية عشرة من حرس الحدود الإيرانيين فى أبريل/نيسان الماضى. وكان مسلحون عرب هاجموا في مايو/أيار الماضي مركزا للشرطة في الأهواز، المدينة العربية المضطربة في إقليم خوزستان الذي يقع على الحدود الجنوبية الشرقية للعراق مما أسفر عن مقتل شرطيين. كما كان هناك ضخ مستمر من الأكراد الإيرانيين السنة في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يدعو إلى الإطاحة بالنظام الشيعي الإيراني. ومن المرجح أن هجوم تنظيم الدولة على البرلمان الإيراني وعلى ضريح آية الله الخميني كان قد نفذ على أيدي جهاديين أكراد إيرانيين.

إن الدول الأربعة المحيطة بإقليم شمال العراق وهي العراق وإیران وسوریا وترکیا بالإضافة إلى دول عربية أخرى، کلھا تخشی من أن یؤدي الاستفتاء إلی عودة القومیة الکردیة. ويعتقد أن سوريا لديها أكثر من 2 مليون كردي إضافة إلى 5 ملايين آخرين في العراق و مثلهم في إيران و18 مليون كردي في تركيا التي وضعت الدبابات على الحدود في حالة تأهب. وقد هدد رئيسها «رجب طيب أردوغان» بإغلاق خط أنابيب تصدير نفط كردستان الوحيد من خلال غلق حدوده.

وعلى مدى سبعة قرون كان للأكراد كيان خاص بهم، معروف باسم «أردلان»، في الجبال بين الإمبراطوريات العثمانية والفارسية ولكن أكراد تركيا كانوا متميزين تماما عن أكراد العراق، لأن أكراد تركيا هم في الغالب من العلويين (البعض يطلق عليهم شيعة). لكن الأكراد الإيرانيين كانوا دائما أقرب إلى أكراد العراق، يتحدثون نفس اللهجة السورانية. ومعظمهم يتبعون نفس المذهب الشافعي للإسلام السني. وتميل حركاتهم السياسية إلى الارتباط ببعضها البعض عبر الحدود.

وإذا كان الأكراد الإيرانيون سوف يبدأون ثورة، فإن القوات الإيرانية سيكون لها اليد العليا في التعامل معها حيث استغرق الأمر بضعة أشهر لتخريب جمهورية مهاباد في عام 1946. وبعد الثورة الإسلامية الإيرانية في عام 1979، تم على الفور إخماد التمرد الكردي، مما أدى إلى مقتل حوالي 10 آلاف شخص. ومع ذلك، فقد أثار هذا الاستفتاء حماسة قادة الأكراد الإيرانيين مرة أخرى.

  كلمات مفتاحية

إيران أكراد إيران كردستان استفتاء كردستان الاستقلال