فرار عائلات كردية من كركوك بسبب ممارسات «الحشد الشعبي»

الأربعاء 18 أكتوبر 2017 03:10 ص

فر آلاف الأكراد من مدينة كركوك شمالي العراق، الأربعاء، هربا من ممارسات «الحشد الشعبي» (الشيعي) ضدهم، بعد سيطرة الأخير مع القوات العراقية على المدينة.

واضطر الهاربون للتوجه نحو السليمانية بسبب إغلاق «الحشد الشعبي» الطريق الرابط بين كركوك وأربيل، بحسب مواقع عراقية.

وقال سكان بالمدينة إنه منذ فرض «الحشد الشعبي» سيطرته على كركوك ومناطق كردية أخرى، وهو يمارس الترويع ضد الأكراد وتهديدهم والإساءة لرموزهم، فضلا عن اقتحام منازلهم ونهب ممتلكاتهم، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف.

ويوم الثلاثاء، دعا «راكان الجبوري» محافظ كركوك بالوكالة، و«علي فاضل عمران» قائد عمليات شرق دجلة، في مؤتمر صحفي، النازحين للعودة إلى منازلهم للحفاظ على ممتلكاتهم.

وقال شاهد عيان من كركوك، إن مسلحي «الحشد الشعبي» يقتحمون المنازل في مناطق رحيماوا وكردستان وبنجا علي ومناطق أخرى ويفصلون النساء عن الرجال، ما أدى إلى وقوع اشتباكات.

وسيطرت القوات العراقية والشرطة و««الحشد الشعبي»» المساند لها، على مدينة كركوك التي كانت خاضعة لسيطرة الأكراد، وذلك بعد انسحاب قوات «البيشمركة» منها.

وتمكنت هذه القوات من استعادة وسط مدينة كركوك والسيطرة على مبنى مجلس المحافظة بعد قيامها بتجريد قوات الأمن في «البيشمركة» الكردية من أسلحتها، كما استعادت العديد من مباني المؤسسات المحلية المهمة دون اشتباكات.

ورفعت القوات العراقية العلم العراقي على مبنى محافظة كركوك تنفيذا لأمر رئيس الوزراء «حيدر العبادي»، وفـرضت قوات الشرطة الاتحادية حظرا للتجوال على المدينة، مساء الإثنين، حتى صباح الثلاثاء.

وتظاهر مواطنون تركمان وعرب في شوارع كركوك حاملين علم العراق، وهتفوا بشعارات وأهازيج تعكس تأييدهم للقوات الاتحادية، في وقت نزحت مئات العائلات -خاصة من المكون الكردي- باتجاه محافظتي السليمانية وأربيل الكرديتين خشية التعرض لأعمال انتقامية من قبل الميليشيات الشيعية، وفق مصادر أمنية.

جاء ذلك بعد أن سيطرت القوات العراقية على مطار كركوك العسكري وقاعدة «كي1» العسكرية وحقول نفطية ومحطة الكهرباء الرئيسية ومناطق أخرى خلال ساعات من بدء عملية عسكرية أسمتها «عملية فرض الأمن في كركوك».

وقالت قيادة «البيشمركة» إن الحكومة العراقية ستدفع ثمنا باهظا لحملتها على كركوك، مشيدة بدور سكرتير حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، «كوسرت رسول» في الدفاع منفردا عن كركوك، حسب قولها.

وأجرى إقليم كردستان استفتاء على الانفصال في 25 سبتمبر/آيلول الماضي، وشمل ذلك المناطق المتنازع عليها دستوريا مع الحكومة الاتحادية في بغداد، التي رفضت الاستفتاء، واعتبرته مخالفا للدستور، وردت بالتحرك لانتزاع هذه المناطق من سيطرة البيشمركة.

ويحفل سجل ««الحشد الشعبي»» بانتهاكات كثيرة في أنحاء العراق، ترقى إلى «تطهير عرقي» بحق السنة، في المدن العراقية التي تمت السيطرة عليها من تنظيم «الدولة الإسلامية»، تنوعت بين الإخفاء القسري، وقتل مدنيين وتعذيب معتقلين، ونهب مدن وبلدات محررة قبل حرق ونسف آلاف المنازل والمحال بها، بحسب منظمات دولية ومحلية، وهو ما تنفيه الميليشيات، وتعتبره الحكومة العراقية حوادث فردية.

  كلمات مفتاحية

العراق كركوك الأكراد الحشد الشعبي