«الإندبندنت»: صفقة سرية بين الأكراد وراء هزيمة «البيشمركة» بكركوك

الأربعاء 18 أكتوبر 2017 05:10 ص

كشفت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أن انسحاب المقاتلين الأكراد «البيشمركة» من مدينة كركوك شمال العراق جاء نتيجة اتفاق سري بين الحزبين الكبيرين في كردستان العراق وهما حزب رئيس الإقليم «مسعود بارزاني» وحزب الرئيس العراقي الراحل «جلال طالباني» والحالي «فؤاد معصوم».

وأشارت الصحيفة إلى أن القرار، الذي اتخذ في اجتماع الأحد الماضي، جاء متأخرا بعض الشيء إلى قوات «البيشمركة» المتمركزة مما جعل الأكراد يخسرون أرواحا بشرية وأكثر من 40% من المناطق التي سيطروا عليها.

وقالت الصحيفة إن الحزبين لم يكن أمامهما سوى خيار الانسحاب أمام القوات العراقية التابعة لبغداد، حيث إنهما يشعران أنهما ضعيفان أمام قوى الجيش النظامية خصوصا أنهما من دون حلفاء حقيقيين على الأرض.

وأضافت أن هذا التغير سيعزز تحولا كبيرا في الوضع الجيوسياسي لشمالي العراق، وسيتحمل أوزاره الأكراد أنفسهم، خاصة أن هناك مناطق جاهد الأكراد للحصول عليها ويبدو أنهم خسروها للأبد.

واعتبرت الصحيفة أن قوات «البيشمركة» بتركها آخر حقول النفط الخاضعة لها قرب كركوك، تكون قد تخلت عن مكاسبها الثمينة منذ الغزو الأمريكي وسقوط الرئيس الراحل «صدام حسين.

وأوضحت أن هذا الانتزاع، جعل الفرحة عارمة في بغداد، حيث اعتبر هذا انتصار ثان للحكومة بعد سقوط الموصل بيد الجيش العراقي ودحر تنظيم «الدولة الإسلامية».

وبحسب الصحيفة، هناك مخاوف متزايدة من أن نشوة النصر في بغداد ربما تستخدمها حكومة حيدر العبادي في بغداد لمزيد من الضغوط على الأقاليم الكردية.

وسيطرت القوات العراقية والشرطة و«الحشد الشعبي» المساند لها، على مدينة كركوك التي كانت خاضعة لسيطرة الأكراد، وذلك بعد انسحاب قوات «البيشمركة» منها.

وتمكنت هذه القوات من استعادة وسط مدينة كركوك والسيطرة على مبنى مجلس المحافظة بعد قيامها بتجريد قوات الأمن في «البيشمركة» الكردية من أسلحتها، كما استعادت العديد من مباني المؤسسات المحلية المهمة دون اشتباكات.

ورفعت القوات العراقية العلم العراقي على مبنى محافظة كركوك تنفيذا لأمر رئيس الوزراء «حيدر العبادي»، وفـرضت قوات الشرطة الاتحادية حظرا للتجوال على المدينة، مساء الإثنين، حتى صباح الثلاثاء.

وتظاهر مواطنون تركمان وعرب في شوارع كركوك حاملين علم العراق، وهتفوا بشعارات وأهازيج تعكس تأييدهم للقوات الاتحادية، في وقت نزحت مئات العائلات -خاصة من المكون الكردي- باتجاه محافظتي السليمانية وأربيل الكرديتين خشية التعرض لأعمال انتقامية من قبل الميليشيات الشيعية، وفق مصادر أمنية.

جاء ذلك بعد أن سيطرت القوات العراقية على مطار كركوك العسكري وقاعدة «كي1» العسكرية وحقول نفطية ومحطة الكهرباء الرئيسية ومناطق أخرى خلال ساعات من بدء عملية عسكرية أسمتها «عملية فرض الأمن في كركوك».

وقالت قيادة ««البيشمركة»» إن الحكومة العراقية ستدفع ثمنا باهظا لحملتها على كركوك، مشيدة بدور سكرتير حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، «كوسرت رسول» في الدفاع منفردا عن كركوك، حسب قولها.

وفي وقت سابق، تعهد رئيس إقليم كردستان العراق، «مسعود بارزاني»، بالحفاظ على مكتسبات الأكراد، مشيرا إلى أن ما جرى في محافظة كركوك، كان نتاج قرارات فردية من جهة سياسية (لم يحددها).

وقال «ما حصل في معركة كركوك كان نتيجة لقرار انفرادي اتخذه بعض الأفراد التابعين لجهة سياسية داخلية في كردستان، وانتهت نتيجة هذا القرار بانسحاب قوات «البيشمركة» بهذا الشكل والطريقة التي رآها الجميع».

ولم يحدد «بارزاني» تلك الجهة، لكن حزبه «الحزب الديمقراطي الكردستاني» سبق أن اتهم قوات حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بالخيانة بعد أن سلم مواقعه في كركوك لقوات الحكومة الاتحادية.

وتابع: «نتيجة لهذا الانسحاب تحول خط التماس الذي تم الاتفاق عليه قبل عملية تحرير الموصل في أكتوبر/تشرين الأول 2016، بين بغداد وأربيل إلى أساس للتفاهم حول كيفية نشر القوات العراقية والقوات في إقليم كردستان».

وأجرى إقليم كردستان استفتاءً على استقلاله، في 25 سبتمبر/آيلول الماضي، وشمل ذلك المناطق المتنازع عليها دستوريا مع الحكومة الاتحادية في بغداد، التي رفضت الاستفتاء، واعتبرته مخالفا للدستور، وردت بالتحرك لانتزاع هذه المناطق من سيطرة «البيشمركة».

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

كردستان كركوك العراق بيشمركة