زيارة «السبهان» للرقة.. ضربة سعودية لتركيا أم إرضاء لأمريكا؟

الخميس 19 أكتوبر 2017 11:10 ص

تباينت آراء الخبراء والمراقبين لدوافع الزيارة التي أجراها وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، «ثامر السبهان»، مؤخرا، إلى محافظة الرقة، شمالي سوريا؛ حيث التقى مسؤولين في «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي (ب ي د)، الذي تعتبره تركيا منظمة إرهابية، تهدد أمنها القومي.

ورأى بعضهم أن الزيارة تأتي كضربة سعودية تحت الحزام لتركيا، وردا على تحالف الضرورة الحالي بين أنقرة وطهران وموسكو.

لكن أحدهم قال إن الزيارة ليست سوى استجابة لرغبة أمريكية، حسب ما نقل موقع «ترك برس» عن برنامج بثته قناة «الجزيرة».

وكشفت مصادر متطابقة أن «السبهان» زار مدينة بلدة «عين عيسى»، شمال مدينة الرقة السورية، الثلاثاء الماضي، بصحبة مبعوث الرئيس الأمريكي للتحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، «بريت ماكغورك»، وعقد 3 اجتماعات مع «المجلس المحلي للرقة» الذي يقوده «ب ي د»، و«لجنة إعادة الإعمار»، إضافة إلى شيوخ العشائر العربية.

وقالت صحيفة «عكاظ» السعودية إن الزيارة تأتي لبحث دور السعودية في إعادة إعمار الرقة، بعد إعلان استعادتها من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية»، الثلاثاء.

رد على حلف الضرورة

وتعليقا على الزيارة، قال الصحفي السوري «محمد العبدالله»، فإن حلف الضرورة الذي نشأ بين روسيا وتركيا وإيران تحاول السعودية الرد عليه عبر دعم أكراد سوريا، بل ودعم أقليات البلوش والأكراد والعرب داخل إيران.

وأضاف أن السعودية تلقت -فيما يبدو- عرضا من الولايات المتحدة بإعمار الرقة المدمرة مقابل تعزيز علاقاتها مع العشائر العربية التي تربطها أواصر تاريخية بالرياض.

بدوره، اعتبر الكاتب الصحفي السوري «فيصل عبدالساتر» أن زيارة المبعوث السعودي للرقة ضربة تحت الحزام لتركيا، التي تبتعد عن أمريكا، وتقترب من روسيا وإيران.

كما تبدو السعودية منزعجة من موقف تركيا من الأزمة الخليجية الراهنة؛ حيث أبدت أنقرة دعمها الواسع للدوحة.

ومضى «عبد الساتر» قائلا إن الأكراد يتوهمون بأن القوى الكبرى ستمضي معهم، لكن هذه القوى تتركهم دائما عند كل منعطف.

استجابة لرغبة أمريكية

أما الباحث السوري في الفلسفة السياسية «رامي الخليفة العلي» فرأى أن زيارة السبهان ليست ضمن استهداف تركيا، ولا دعم الأكراد، بقدر ما هي استجابة السعودية للرغبة الأمريكية.

وتابع أن ثمة سباقا بين النظام السوري والمليشيات الكردية المدعومة أمريكيا للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة، والحال أن أمريكا تريد الأرض تحت سيطرة ما يُعرف بـ«قوات سوريا الديمقراطية»، التي يشكل الأكراد. عمودها الفقري.

ووفقا له، فإن الدور السعودي يتعلق بالعشائر التي وقعت بين مطرقة النظام وسندان الأكراد، والتي تريد من السعودية ضامنا، مشيرا إلى وجود وشائج عشائرية بين السعودية وسوريا في مناطق كالرقة ودير الزور منذ عهد الملك «عبد العزيز بن سعود».

وخلص «العلي» إلى أن زيارة المبعوث السعودي ذات طابع مرحلي لا تحمل أي إسهام في الحل السياسي، بل إن الحال ذاته ينطبق على أمريكا التي لديها معالجة عسكرية للملف وليس لديها جواب على سؤال: ما الحدود التي يمكن أن تسيطر عليها المليشيات الكردية؟.

وتمس زيارة «السبهان» للرقة، ولقائه مسؤولين في «ب ي د» وترا حساسا لدى تركيا.

إذ لا تخفي أنقرة خشتيها من استغلال الأكراد الحرب الحالية في سوريا في تنفيذ مشروعهم لقيام دولة كردية في شمال سوريا، على غرار إقليم كردستان العراق، وتقلق من أن تشجع هذه الخطوة الأكراد في تركيا على المطالبة بخطوة مماثلة.

ووفق مراقبين، لجأت المملكة للورقة الكردية للرد على الموقف التركي المساند لقطر في الأزمة الخليجية.

فقد استضافت الصحف ووسائل الإعلام السعودية، طيلة الفترة الماضية، شخصيات كردية معادية لأنقرة في توجه لافت.

وجاء كل ذلك بالتزامن مع حملات منظمة جرى العمل عليها على مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب من خلالها مغردون خليجيون بالرد على الموقف التركي من الأزمة من خلال تقديم الدعم إلى الأكراد في سوريا وتركيا، ودعم تكوين دولة للأكراد في تركيا.

المصدر | الخليج الجديد + ترك برس

  كلمات مفتاحية

تركيا السعودية العلاقات السعودية التركية السبهان الرقة