ابتكر العلماء حبوبا جديدة يمكنها أن توقف مرض السكري من النوع الثاني عن التقدم، كما يمكنها أن تقلل وزن المرضى أيضاً في الوقت ذاته، أي إن الأمر أشبه بكونها تضرب عصفورين بحجر واحد.

أمل جديد لمرضى السكري

 أظهرت الاختبارات على دواء «سيماجلوتيد» نجاحه في تقليل وزن 71% من أصل 632 مريضا، مما جعل الباحثين يأملون أن يقدم طريقة أفضل للتحكم في هذا القاتل الصامت، خاصة أن بعض العلاجات المتاحة في السوق حاليا قد تسبب زيادة غير متوقعة في الوزن.

وقد تناول المرضى الحبوب الجديدة كدواء إضافي إلى جانب عقار «ميتوفورمين»، الذي يعد الخط الدفاعي الأول للمرض في صورته القابلة للوقاية، واكتشف الباحثون أن الحبوب أوقفت السكري من النوع الثاني عن التطور، كما إنها أغنت المرضى عن الإنسولين.

وداعا للحقن المتعبة

يُذكر أن مرض السكري من النوع الثاني قد يتسبب في حدوث فشل في القلب، أو عمى، أو بتر في القدم، كما إن زيادة السمنة قد تسببت في تصاعد التشخيص به بنسبة 65% في العقد الماضي، حيث يوجد في العالم 380 مليون مريض يعيشون بهذا المرض.

وقد قالت الأستاذة «ميلاني دافيس» التي رأست هذه الدراسة أن أخذ هذا الدواء قد يريح مرضى السكري الذين يعانون بسبب اضطرارهم لحقن أنفسهم، وأن تناول الدواء عبر الفم يجعله أسهل.

نجاح مهم في الاختبارات

يعد دواء «سيماجلوتيد»، شبيها للببتيد المماثل لهرمون الجلوكاجون، وهي أدوية قابلة للحقن أو التناول بشكل فموي، تعمل عبر تحفيز إنتاج الإنسولين وتثبط إفراز هرمون الجلوكاجون الذي يزيد الجلوكوز، كما إنها تقلل الشهية.

واختبر الباحثون دواءهم بإعطائه لبعض المشاركين المصابين بالسكري من النوع الثاني، بينما تم إعطاء آخرين دواء وهميا (بلاسيبو)، ثم تمت مراقبتهم 26 أسبوعا، فوجدوا تحسنا في اختبار خضاب الدم السكري HbA1c؛ قدّر بـ1.9 بالمئة، بالإضافة إلى فقدان الوزن.

كانت النتائج مشابهة للحقن الأسبوعية، كما إنها كانت أفضل من الدواء الوهمي بـ0.3 في المائة، وقد حقق تسعة أعشار المرضى الذين تناولوا السيماجلوتيد المستوى المطلوب من اختبار خضاب الدم السكري.

ونُشرت نتائج المرحلة الثانية من التجربة في دورية «جاما» المرموقة، ويتوقع أن يتاح الدواء عبر مركز الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة في غضون ثلاث سنوات.