«إيكونوميست»: مقاطعة قطر تنقلب على من نفذها

الجمعة 20 أكتوبر 2017 11:10 ص

كان ينبغي على أكبر شركة تأمين في الخليج أن تؤمن أولا على نفسها. ففي العام الماضي، حصلت قطر للتأمين على نحو 110 مليون ريال (30 مليون دولار) من الأقساط من مكتبها في أبو ظبي. وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت الإمارات العربية المتحدة أنه بسبب النزاع الدبلوماسي، لن تجدد الإمارات رخصتها التجارية، ما اضطرها إلى إغلاق فرعها في العاصمة الإماراتية. وانخفض سعر سهمها على إثر ذلك بنسبة 30% منذ بداية الصيف.

وكانت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر قد أغلقت حدودها وخفضت العلاقات الدبلوماسية مع قطر منذ أكثر من 4 أشهر. وتطالب ما تسمى باللجنة الرباعية الإمارة الغنية بالغاز بالتوقف عن دعم الجماعات الإسلامية، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين، وإغلاق قناة الجزيرة، وهي أكثر الشبكات الإخبارية شعبية في العالم العربي، والتي ترعاها قطر. وقد أصبح النزاع شخصيا، حيث أطلق الدبلوماسيون السباب لقادة قطر في القاهرة الشهر الماضي. ويتوقع المسؤولون في الدوحة، العاصمة القطرية، أن يستمر ذلك لأعوام.

وقد تتمكن قطر من الصمود أمام ذلك، ولكن مع الكثير من التكلفة. وقد ضخت حكومتها نحو 39 مليار دولار في الاقتصاد القطري، من احتياطياتها البالغة 340 مليار دولار أمريكي، وفقا لما ذكرته وكالة موديز. وفي العام الماضي، شكلت دول الخليج الأخرى نصف السياح تقريبا إلى قطر. وقد انخفض عدد القادمين منهم بأكثر من 70% منذ يونيو/حزيران. وبلغت معدلات إشغال الفنادق حوالي 50% فقط هذا الصيف، أقل بنحو عشر نقاط مئوية عن العام الماضي. وانخفضت التجارة كذلك.

لكن المقاطعة تضر بالآخرين في الخليج أيضا، بما في ذلك بعض الدول التي فرضتها. وقد أصيبت دبي، مركز خدمات المنطقة، بأضرار شديدة بشكل خاص. فالشركات القطرية التي كانت تقوم بأعمال تجارية في دولة الإمارات كانت تستخدم الشركاء المحليين، وكثير منهم يشعرون بالألم الاقتصادي جراء الأزمة الآن. وتقول مسؤولة تنفيذية للعلاقات العامة إن شركتها تناقش تسريح العمال، بعد فقدان عقد قطري. ويقول وكلاء العقارات إن الأزمة سوف تضرب أيضا سوق العقارات في دبي، حيث اشترى القطريون ما يقارب 500 مليون دولار من الممتلكات هناك في العام الماضي وحده.

وفي جنوب دبي المليئة بناطحات السحاب اللامعة، يقع ميناء جبل علي، وهو أكثر الموانئ ازدحاما في المنطقة. ويتعامل الميناء مع أكثر من ثلث الشحنات في الخليج، و85% من البضائع المنقولة على متن السفن لصالح قطر قبل المقاطعة. 

وقد رغب جيرانها طويلا في الاستيلاء على حصتها في السوق. وفي سبتمبر/أيلول، فتحت قطر ميناء جديدا بقيمة 7.4 مليار دولار أمريكي، وهو ما يسمح لشركات الشحن بتجاوز الإمارات تماما. وتقوم السعودية ببناء ميناء على ساحلها الغربي بالقرب من جدة، جنوب قناة السويس. وسوف يسرع هذا الحصار من التحول عن دبي. وتحول شركة الملاحة القطرية، وهي مجموعة شركات شحن، مركزها الإقليمي من الإمارات إلى عمان، التي لم تنضم إلى المقاطعة. وقد ارتفعت تجارتها مع قطر بنسبة 2000% هذا الصيف. كما ارتفعت حركة المرور في ميناء صلالة بنسبة 29%

كما يضعف الحصار مجلس التعاون الخليجي، المكون من 6 دول، ويضم قطر والسعودية والإمارات. وعلى الرغم من أنه لم يكن أبدا اتحادا سياسيا، فقد سمح على الأقل للسلع والأشخاص بالتحرك بحرية عبر الحدود. ولكن المقاطعة قد أوقفت ذلك.

كما أنه من المفارقات المثيرة للسخرية أن ينتفع أكبر منافسي مجلس التعاون الخليجي من المقاطعة. وكانت التجارة بين قطر وإيران قد بلغت 98 مليون دولار العام الماضي. وقد ارتفعت الصادرات الإيرانية إلى قطر بنحو 60% هذا الصيف. ومع إغلاق المجال الجوي السعودي، تحلق العشرات من رحلات الخطوط الجوية القطرية الآن فوق إيران كل يوم. وتدفع شركة الطيران رسوم تحليق ضخمة لكل طائرة. وقال خبير اقتصادي في دبي: «إذا استمرت الأزمة لأعوام، فنحن نتحدث عن مئات الملايين من الدولارات كعائدات جديدة لطهران».

  كلمات مفتاحية

حصار قطر الإمارات قطر جبل علي ميناء حمد إيران دبي دول الحصار