تضامن واسع مع أكاديمي مصري متهم بالإساءة لـ«السيسي»

السبت 21 أكتوبر 2017 06:10 ص

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، تضامن العديد من الناشطين والأكاديميين والسياسيين المصريين، مع أستاذ الجيولوجيا بجامعة حلوان «يحيى قزار»، عقب استدعاء النيابة له للتحقيق معه بتهمة التحريض على قتل رئيس الجمهورية.

وكان النائب العام المصري المستشار «نبيل صادق»، أمر بفتح تحقيق في البلاغ المقدم من المحامي «أشرف سعيد»، ضد الدكتور «يحيى القزاز»، والذي يتهمه فيه بالتحريض على قتل رئيس الجمهورية «عبدالفتاح السيسي»، مكلفا نيابة الاستئناف بالتحقيق في نص البلاغ.

وقال مقدم البلاغ إن المشكو في حقه «القزاز»، وصف «السيسي» على حسابه الشخصي على موقع «فيسبوك»، بالخيانة وطالب بإعدامه وذلك على خلفية تمرير «السيسي» وموافقته على اتفاقية إعادة ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، والتي تم بمقتضاها نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير من مصر إلى السعودية.

وعبر وسمي «#متضامن_مع_قزاز» و«#حاكمهم_يا_قزاز»، استنكر العديد من المغردين التحقيق مع «قزاز»، معتبرين أن الأمر ما هو إلا تنكيل بكل من يعترض على النظام الحاكم.

وكتب «أيمن نور»، زعيم حزب غد الثورة المعارض «أول القصيدة.. ينظر حزب غد الثورة بعين الدهشة للتحقيق مع د.يحيى القزاز بتهمة إهانة السيسي مرشح الانتخابات الرئاسية المقبلة»، مضيفا «قلبي مع أخي الفارس النبيل الدكتور يحيى القزاز».

وقال الدكتور «محمد محسوب»، وهو وزير مصري سابق، «مصر تعلم من أوصلها لهذا الحال.. فقدان أمن واستخفاف بالأرواح وتبديد خيرات وتفريط بالحقوق لكل من يعترض لا يليق الصمت».

وأضاف «طارق الزمر»، رئيس حزب البناء والتنمية السابق، «أتضامن مع الدكتور يحيى القزاز في مواجهة الاتهامات الديكتاتورية الجائرة، كما أتضامن مع كل المعتقلين والمكلومين في بلادنا».

وطالب الناشط السياسي «حازم عبدالعظيم»: بمحاكمة من أهان مصر، قائلا «حاكموا اللي أهان مصر. حاكموا اللي فقر مصر.. حاكموا اللي خدع شعب مصر.. حاكموا اللي فرط في أرض مصر.. حاكموا اللي حبس شباب مصر، حاكمهم يا قزاز».

وقال الوزير السابق «عمرو دراج»، «أتضامن بقوة مع د.يحيي القزاز الذي استدعى للتحقيق لإهانة رئيس الجمهورية، السيسي هو الذي يجب محاكمته لإهانة و قمع شعب مصر».

وأكد «أسامة رشدي»، المستشار السياسي لحزب البناء والتنمية، تضامنه مع «القزاز»، «متضامن مع د. يحي القزاز وضد التحقيق معه بالعيب في الذات السيسية والحرية لكل شبابنا وبناتنا واخواننا الحرية لكل المعتقلين».

وكان «قزاز»، قد كتب عبر حسابه على «فيسبوك» «‏إن سجنوك أعداء الحرية وأنت تقاوم الاستبداد فهذا شرف، وإن أخفوك قسريا فهذا تاج على رأسك، وإن قتلوك فتلك شهادة فى سبيل الحرية».

وعلق «جمال عيد»، مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان، بالقول «المناضل من أجل الديمقراطية في الشارع، المناضل في الجامعة لبناء أجيال إن شافت توعي، وإن وعت ما تخاف..الدكتور يحيي القزاز أمام النيابة يوم السبت للتحقيق في قضية رأي.. من 14 سنة، رئيس نيابة قام بتحية وتقدير دكتور آخر على دوره الوطني، واعتذر عن التلفيق الأمني الفج ضده!! فهل يتكرر المشهد؟.. ادعموه».

ومن جانبها، أعلنت الجبهة الوطنية المصرية تضامنها مع «قزاز»، مؤكدة أنه سيحول هذه المحاكمة لمحاكمة النظام الذي باع الأرض.

وقالت الجبهة في بيان لها، «في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها مصرنا الحبيبة، والتي كانت أحدث حلقاتها الهجوم المسلح على قوة أمنية في الواحات ومقتل عدد كبير من ضباطها، مع استمرار نزيف الدماء في سيناء، وتصاعد وتيرة الديون، والمشروعات عديمة الجدوى، في وسط كل ذلك تحيل السلطات الدكتور يحيى القزاز لنيابة أمن الدولة بتهمة إهانة السيسي، وتقتل أحد السجناء (عبدالكريم صالوحة) نتيجة الإهمال الطبي بسجن طرة، واعتقال 3 سيدات أحدثهن سمية ماهر التي لا تزال في اختفاء قسري حتى الآن».

وأكدت الجبهة الوطنية المصرية، التي تضم شخصيات وقوى معارضة بالخارج، تضامنها التام مع «المناضل الدكتور يحيي القزاز، والمعتقلين والمعتقلات».

وشددت الجبهة على أن «إحالة القزاز إلى المحاكمة بهذه التهمة يؤكد هشاشة هذا النظام الذي لا يقوى على احتمال بضع كلمات أو عبارات ناقدة له على صفحات الإعلام الاجتماعي، وأنه فاقد للثقة في نفسه وفي شعبيته، وبالتالي فهو يخشى من أي نقد ولو كان بسيطا».

وتابعت «إننا إذ نفخر بالدكتور يحيي القزاز وبنضاله، فإننا نثق أنه سيحول هذه المحاكمة إلى محاكمة للنظام ذاته الذي باع الأرض وتنازل عن حقوق مصر في مياه النيل وغاز المتوسط، الذي كبل مصر بعشرات مليارات الدولارات من الديون والصفقات التي عقدها السيسي؛ طلبا لدعم سياسي لحكمه وليس استجابة لحاجة ضرورية للشعب».

وأردفت، «إننا إذ نجدد تضامننا مع القزاز، فإننا لم ننس أيا من الأحرار خلف القضبان الذين دفعوا ضريبة الدفاع عن الحرية ولا يزالون، كما أننا نتضامن مع السيدات المعتقلات ومع كل المناضلين الذين يخضعون لمحاكمات جائرة من كل الاتجاهات».

واعتبرت الجبهة محاكمة «القزاز» وغيره ممن وصفتهم بـ«أحرار الوطن»، فرصة جديدة «لتوحيد كل القوى الوطنية للخلاص من هذا الحكم العسكري»، مضيفة: «كما أننا نعتقد أن هذا التضامن الواسع مع القزاز هو مقدمة لهذا التوحد الذي بدأت مؤشراته تتصاعد يوما بعد يوم، فليس أمامنا جميعا من طريق لإسقاط هذا النظام سوى هذه الوحدة».

بيان مشترك

وفي سياق متصل، أعلنت 40 شخصية معارضة داخل مصر رفض «كل أنواع القمع والتنكيل، وشجب أي إجراء تعسفي ضد أستاذ جامعي وطنى؛ معروف بإخلاصه لشعبه وضحى كثيرا من أجل وطنه، ويعلنون تضامنھم معه، ويھيبون بالسلطة القضائية؛ بما لھا من مكانة خاصة فى نفوس الشعب؛ ألا تتورط في أعمال الانتقام السياسية المسيئة إلى القضاء المصري العريق».

وأضافوا، في بيان مشترك لهم الجمعة: «كان الأولى مواجھة من أفسدوا الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية، وأشعلوا نيران الأسعار؛ حتى عجز المواطن عن تلبية المطالب البسيطة، وأصبح يعاني من الحرمان من أبسط حقوق الحياة، ومن المصادرة على حريته ووقف التنكيل به، وأغلقت كل أبواب العمل العام أمامه. ولنقف جميعا صفا واحدا من أجل الدفاع عن يحيى القزاز، ومن أجل أي مواطن يتعرض لمثل ھذا القمع والبطش غير المبرر والتضامن معه».

وتابعوا: «من يبحث وراء استدعاء الدكتور القزاز سوف يكتشف دور مجموعة من ھواة الشھرة من المحامين، تجد في التقرب من السلطة فرصة للنفوذ والمكسب والانتشار، ويكتشف أنه استدعاء جاء في ذروة حملة قمعية مكارثية؛ ضد شرفاء مصر ووطنييھا استعدادا لانتخابات رئاسية مقررة العام القادم، وقد لا تتم».

وأكملوا «كما يستھدفون نشر الذعر والترويع والإرھاب النفسي والبدني ضد قوى المعارضة الوطنية؛ خاصة تلك المتحفظة أو الرافضة وغير القابلة بالسياسات الحالية، والداعية إلى ضمان حق المواطن في انتخابات نزيھة؛ تكون سبيله في اختيار من يراه جديرا بالمنصب، وقد بدا أمر إنجاح السيسي وفرضه على الناخب خارج قدرة أجھزة الدولة وجحافل الأمن، التي من المتوقع أن تلبي نداء تزوير إرادة الناخبين عند الطلب»؟

ومن أبرز الشخصيات الموقعة على البيان، «حمدين صباحي»، مرشح سابق لرئاسة الجمھورية، و«ممدوح حمزة»، أستاذ بجامعة قناة السويس، «وخالد داوود»، رئيس حزب الدستور، و«يحيى حسين عبدالھادي»، ضابط مھندس، و«مصطفى كامل السيد»، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، و«كمال أبو عيطة» وزير القوي العاملة والھجرة سابقا، و«حسن نافعة»، الرئيس السابق لقسم العلوم السياسية بجامعة القاھرة، و«معصوم مرزوق»، مساعد وزير الخارجية سابقا، و«سمير عليش»، ناشط سياسي، و«حازم عبدالعظيم»، أستاذ مساعد بقسم تكنولوجيا المعلومات بجامعة القاھرة، و«جميلة إسماعيل» سياسية وإعلامية.

و«يحيى قزاز» من مؤسسي الحركة  المصرية للتغير «كفاية»، وعضو حركة استقلال الجامعات، المعروفة بـ«حركة 9 مارس»، وأحد مؤسسي وقادة المجلس الوطني المصري، وناشط سياسي بارز، وكان أحد قيادات حركة «تمرد» سابقا، وأصبح معارض لنظام «عبدالفتاح السيسي» الذي أيده في بدايته، إلا أنه سرعان ما عارض ممارساته وأعلن رفضه التام لسياسته.

  كلمات مفتاحية

إهانة السيسي النظام المصري يحيى القزاز مصر