التلفزيون المصري الرسمي يبث أغاني ويتجاهل تغطية حادث الواحات

السبت 21 أكتوبر 2017 04:10 ص

أثار التلفزيون المصري الرسمي، استياء واسعا لتجاهله تغطية مذبحة الواحات، التي أسفرت عن مقتل 55 شرطيا.

وانتقد قطاع عريض من الجمهور المصري حالة التعتيم داخل ماسبيرو، في الوقت الذي كانوا يتابعون ما يجري من أحداث عبر الفضائيات الإخبارية العربية، بينما كان التلفزيون يعرض أغاني للفنانين «حسين الجسمي» و«شادية».

وقال د.«صفوت العالم» الأستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة: «إن الإعلام في مصر يتسم بأحادية التوجه، كما أنه لا يقدم معلومات حقيقية عن الأحداث التي تدور في البلاد، مضيفا: «انصراف الناس عن متابعة ماسبيرو، والبحث عن الحقيقة في قنوات تتعامل مع الأحداث بشكل محايد وموضوعي هو أمر مبرر».

وتساءل «العالم عن سبب تجاهل ماسبيرو لأحداث الواحات، قائلا: «آن الأوان للتخلص من سياسة الخوف».

وفي ذات السياق، قال الكاتب «سليمان جودة»: «يبدو أن القائمين على العمل في ماسبيرو ما زالوا يعيشون بمعزل عن الواقع المحيط، في عصر السماوات المفتوحة لا تجدي سياسة التعتيم، فقد صار كل مواطن يمتلك هاتفا محمولا، وبضغطة زر يتجول بين وكالات الأنباء وصحف العالم كله».

وأضاف: «ما حدث من تجاهل يكشف ويؤكد أن ماسبيرو لن يتحرك للأمام، ولا توجد لديه نية للمنافسة في سوق إعلامي لا يعرف البطء أو التهاون في نقل الأحداث».

وقال الإعلامي «ياسر عبدالعزيز»: «إنه لا يعرف الهدف من التعتيم أو التجاهل، ففي مثل هذه الأحداث يكون واجبًا على الإعلام الرسمي تسليط الضوء على حجم الفاجعة ومحاولة مواساة أهالي الشهداء، للتقليل من حجم الخسائر المعنوية، بالإضافة إلى تقديم دعم معنوي للقوات المقاتلة في ميادين المعركة».

واعتبر أن التعتيم الإعلامي يكون مطلوبا عندما يكون الصمت أفضل من إثارة البلبلة، وهو ما من شأنه أن يؤثر على معنويات الجنود والأمن القومي وصورة مصر في الخارج، لكن هذه العوامل كلها لم تكن متوفرة في حادث الأمس، حيث كان مطلوبا مواساة أهالي الشهداء وتقديم دعم معنوي للجنود في المعركة، على حد قوله.

في المقابل، قال «مجدي لاشين» رئيس قطاع التلفزيون المصري، وعضو المجلس الأعلى للإعلام، إن فكرة إعلان الحداد التي يطالب بها البعض أو حتى ينتقد عدم إعلانها بالتلفزيون الرسمي للدولة أمر لا يملكه، خاصة أن له إجراءات رسمية يجب أن تتخذ حيال الأمر من أجل تنفيذه.

ونقل موقع «البوابة نيوز» عن «لاشين» قوله: «في كل مرة يعلن فيها الحداد في التلفزيون المصري تكون الدولة بأكملها قد أعلنت الحداد بقرار من رئيس الجمهورية، فالتلفزيون المصري مؤسسة حكومية تتبع للدولة وليس قناة خاصة يتخذ فيها القرار رئيس القناة مثلا، وبالتالي ننتظر إعلان رئيس الدولة ذاته للحداد ووصول القرار إلى ماسبيرو لتنفيذه».

وأضاف: «كما أن إعلان الحداد ليس مجرد شريطة سوداء تضاف إلى الشاشات، ولكنه أمر له تقاليد مثل تنكيس الأعلام، وإضفاء حالة الحداد على كل مؤسسات الدولة وليس ماسبيرو وحده».

وأعلنت وزارة الداخلية المصرية أن اشتباكات الواحات بين قوات الأمن وعناصر مسلحة، أسفرت عن مقتل 16 شرطيا وإصابة 13 آخرين، إضافة إلى مقتل 15 مسلحا، موضحة أن عمليات البحث ما زالت جارية عن أحد ضباط مديرية أمن الجيزة.

وتضاربت الأرقام بشأن عدد قتلى الشرطة المصرية وقالت مصادر أمنية مصرية إن عدد قتلى قوات الأمن في هجوم الواحات البحرية بمحافظة الجيزة ارتفع إلى 55، كما نقلت تقارير صحفية مصرية عن مصادر أمنية بوزارة الداخلية قولها إن عدد القتلى بلغ 58 من أفراد الشرطة (23 ضابطا و35 مجندا)، بينما قالت مصادر إن المسلحين يحتجزون رهائن من الأمن بينهم ضباط.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر الواحات ماسيبرو التلفزيون الإعلام المصري حداد