كسرا للصورة النمطية.. سائقات عربيات في فرنسا يروين قصتهن

الأحد 22 أكتوبر 2017 08:10 ص

تمكنت إحدى النساء المسلمات المستقرات في فرنسا، من أن تحطم الصورة النمطية للمرأة العربية، وتختار لنفسها وظيفة تستطيع من خلالها تحقيق دخلا ماديا مناسبا لظروف معيشتها.

وتعمل «فريدة»، في مهنة «سائقة» تاكسي خاص منذ 13 عاما، موضحة أنها عندما أخبرت زوجها «عبدالقادر»، لم يؤدها أو يكن مع الفكرة، لكن إصرارها دفعها إلى الذهاب نحو عمل لا يزال لدى الأسر العربية المهاجرة في فرنسا بمثابة «تابو».

وفي مقابلة لها، مع صحيفة «القدس العربي» اللندنية، تقول «فريدة»: «تحملت انتقادات كثيرة في البداية لكني أصررت على المضي قدما»، وتضيف: «كان علي تقبل التحديات وها أنا الآن في طور تأسيس شركتي الخاصة لخدمات النقل الخاص، وسأوظف فيها النساء فقط، نحن في حاجة إلى هذا العمل لإثبات أنفسنا». 

تساعد المرأة الأربعينية زوجها في تسديد قروض البنك والسيارة الخاصة، من عمل لا تستهويه نساء فرنسيات، إذ تفضل كثيرات العمل في مؤسسات حكومية أو في سلك التعليم، حيث لا تزال بعض الأعمال «تصنف» حسب الجنس رغم «انفتاح المجتمع وقيمه» بحسب ما قالته «فريدة»، التي أشارت إلى أن «الفرنسيات يفضلن أعمالا أكثر راحة، وتصدم كثيرات حين أخبرهن أني سائقة تاكسي، يصفنني بالمجنونة لأني ذهبت إلى خيار صعب بالنسبة إليهن».

لكن «فريدة»، التي اختارت طريقها «طواعية» شكلت نقطة جذب لنساء أخريات، في مدينة تولوز جنوب فرنسا، حيث كانت من أولى العربيات اللواتي عملن في هذا المجال.

وحول ذلك، تقول: «أحببت العمل خلف المقود منذ أول يوم، لن أقول إنه أمر سهل أن تكون امرأة وتعمل سائقا للتاكسي، لكن الأمر تحول إلى متعة، خصوصا أني أقوم بتأسيس شركة خاصة للسائقات النساء، وهدفها تشجيع المرأة على خوض هذا المجال من دون خوف».

مضيفة: «الفرنسيات بشكل عام، يتجنبن هذا المجال، أتفهم الأمر، كون لهذا العمل مساوئ أيضا، على المرأة أن تواجه الكثير من الزبائن، الرجال تحديدا، تعرضت لمواقف صعبة خصوصا لأني عربية، ومن خلال لون بشرتي أُسأل كثيرا عن أصولي وأواجه كلاما عنصريا».

وتابعت: «النساء يتعرضن للكثير من المضايقات، خصوصا في هذا المجال، دوما أقول لأي فتاة تريد العمل كسائقة، عليها أن تكون من صنف السباع» تقول ضاحكة، وتوضح: «إن لم تكوني ذئبة أكلتك الوحوش».

في السياق ذاته، عانت السيدة المغربية «نورة»، البالغة من العُمر 37 عاما، حيث تركت العمل في مكتب خاص وتوجهت إلى تطبيق «أوبر» لأنها واجهت مرارة العمل وقسوته: «المجال متعب نفسيا، أي أن على المرأة، خصوصا العربية أن تواجه أكثر من غيرها نظرة الزبائن»، مضيفة: «الأمر لا يتوقف عند التحرش أو المضايقات بالكلام أو التعابير، بل أيضا في النظرة الفوقية لبعض الزبائن عن النساء العرب، بعضهم قال لي، أنت عربية وتسوقين؟ غريب، لدى الكثير نظرة سلبية عن المرأة العربية خصوصا في فرنسا، يعتبروننا تابعات للرجال ولا نملك أي خيارات حرة أو أننا لا نستطيع خوض أي مجال عمل». 

وتضيف «القدس العربي» أن تجربة «نورة»، فتحت الباب أمام صديقتها المقربة «فوزية»، للعمل في هذا المجال.

وتقول «فوزية»، البالغة من العمر 36 عاما، للصحيفة: «لقد تشجعت لأن فوزية نجحت في هذا المجال، لم يكن سهلا لأقنع زوجي، لكني اليوم مرتاحة مع خياري، وحققت نجاحا لافتا على تطبيق أوبر، أفضل العمل عبر هذا التطبيق لأنه آمن وزبائنه يثقون بالشركة»، مضيفة: «لدي سيارتي منذ 8 سنوات وشعرت أني لا أستفيد من وقتي في العادة حين يكون طفلي في مدرسته، قررت أن أنجز شيئا خاصا، تجربة نورة دفعتني للعمل، وأنا فخورة بنفسي».

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

المرأة المرأة العربية امرأة عمل نساء امرأة عاملة سائقة تاكسي سائقة أجرة سائقة تاكسي أوبر