«بن سلمان» يغيب عن استقبال «تيلرسون» و«العبادي»

الأحد 22 أكتوبر 2017 01:10 ص

غاب ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، الأحد، عن استقبال وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون»، ورئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي»، وتوقيع مذكرة تأسيس المجلس التنسيقي بين السعودية والعراق.

جاء هذا الغياب، ليزيد الغموض حول ولي العهد الذي تحدثت أنباء سابقا، عن اختفائه عن الساحة، واعتزاله في يخته، بسبب خوفه من الاغتيال تارة، وكثرة الأصوات الغاضبة منه داخل الأسرة المالكة.

وهذا ليس الغياب الأول لـ«بن سلمان»، ولكنه الأبرز، خاصة أنه لم يظهر طيلة الأسبوع الماضي، إلا في اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد الثلاثاء، بصفته نائبا لرئيس الوزراء وزيرا للدفاع، وعند استقباله قائد الجيش الباكستاني الفريق أول ركن «قمر جاويد باجوه» في ذات اليوم.

كما غاب «بن سلمان»، عن مؤتمر مكافحة الإرهاب الذي عقد في جامعة الملك سعود، تحت رعايته.

الغريب، بحسب المراقبين، هو غياب «بن سلمان»، عن استقبال «تيلرسون»، الذي جاء بحثا عن حل للأزمة الخليجية، الذي يجمع خطوطها في المملكة «بن سلمان» منذ اندلاعها في يونيو/حزيران الماضي.

كما غاب «بن سلمان» عن استقبال أمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح»، والذي زار المملكة الإثنين الماضي، بحثا عن حل للأزمة الخليجية.

وغاب «بن سلمان» المتولي منذ صعود نجمه داخل القصر الملكي الشؤون الاقتصادية، أيضا، اليوم عن توقيع مذكرة اقتصادية مهمة، تفتح للمملكة آفاقا للاستثمار في العراق.

وتتفاوض السعودية على تشكيل تحالف جديد من شأنه أن يعطي الرياض دورا رائدا في إعادة إعمار البلدات والمدن التي مزقتها الحروب في العراق.

ويرى كبار المسؤولين في الرياض، التي وضعت لنفسها أجندة طموحة للإصلاح الاقتصادي والثقافي، فرصة في إعادة إعمار المناطق السنية في العراق كجزء من التحركات الأوسع لكبح إيران وتأكيد قوة المملكة ما بعد تنظيم «الدولة الإسلامية»، وهي ملفات في يد «بن سلمان»، لكنه غاب عنها اليوم.

غياب ملحوظ

وفي وقت سابق، قال المدون السعودي الشهير «العهد الجديد»، إن «بن سلمان»، مختف بعد تصاعد الخلافات داخل الأسرة بشكل غير مسبوق.

وسبق أن ذكر ذات المغرد أن «بن سلمان» يخشى اغتياله، ولا يثق إلا في ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، الذي يعتبره أستاذه وسندا له.

فيما كشف المغرد «مجتهد»، أن ولي العهد السعودي حدث في شخصيته الكثير من التحولات، ويختفي معظم الوقت خشية استهدافه.

وقال إن «بن سلمان لم يعد يشعر بالأمان، وصار يقضي معظم وقته في اليخت سيرين على ساحل البحر الأحمر»، لافتا إلى أن سبب اختيار اليخت «لأنه يظن أن من يريد الكيد به من سواء من العائلة أو من جهات أخرى لا يستطيع الوصول إليه خاصة أن الحرس معظمهم من المرتزقة».

ولفت «مجتهد»، إلى أن الحادثة التي شهدها القصر القصر الملكي بجدة، في 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، سببت له حالة من الذعر والقلق، خاصة بعدما أدت إلى مقتل رجلي أمن وإصابة 3 آخرين، ما جعله يعتبر القصر مكانا غير آمن.

وتابع «مجتهد» أن «بن سلمان» يعتقد أن الحادث يقف خلفه أطراف في الأسرة الحاكمة، بسبب حجم الغضب الكبير الموجود داخلها تجاهه.

وسبق أن تحدثت تقارير إعلامية، عن تحركات متنامية داخل أسرة «آل سعود»، لعزل العاهل السعودي «سلمان بن عبدالعزيز»، والاصطفاف خلف الأمير «أحمد بن عبدالعزيز»، وإقناعه بتسلم قيادة البلاد.

ويستهدف هذا الحراك إصدار بيان بعدم أهلية الملك «سلمان» للحكم، بسبب «وضعه العقلي»، وبطلان تعيين نجله «محمد بن سلمان» وليا للعهد.

يشار إلى أن العاهل السعودي الملك «سلمان»، أصدر أوامر ملكية في 21 يونيو/حزيران الماضي، بتعيين نجله وليا للعهد، بدلا من الأمير «محمد بن نايف»، الذي أعفاه من جميع مناصبه.

وبحسب مراقبين، فإن مشهد تصعيد «بن سلمان» إلى ولاية العهد، لن يكون الأخير، فهو ربما يكون فقط المشهد قبل الأخير؛ حيث سيليه حتماً المشهد الأخير باعتلاء الأمير الشاب لعرش المملكة.

وتناقلت تقارير إعلامية محلية وغربية، أن بيان تنازل الملك «سلمان» عن الحكم لنجله «محمد»، قد تم تسجيله بالفعل، وينتظر اللحظة المناسبة للإعلان عنه.

وسبق أن تم تسريب عريضة، وجهها كبار أمراء «آل سعود» إلى الملك «سلمان»، اعتراضا على تسليم قيادة البلاد لـ«بن سلمان».

وتحدثت وسائل إعلام غربية عن التأثير القوي لولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد» على «بن سلمان» وظهر ذلك واضحا في الأزمة الخليجية الأخيرة التي اندلعت عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها بقطر بدعوى دعمها الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة.

وتقع المسؤولية عن هذه الأزمة غير الضرورية في المقام الأول على «بن سلمان» و«بن زايد»، اللذين تجاهلا كل محاولات التهدئة، وكثير من جهود الوساطة التي بذلها أمير الكويت.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بن سلمان اختفاء تيلرسون الأزمة الخليجية السعودية العراق