مصر تتهم «رويترز» و«بي بي سي» بتضخيم أعداد ضحايا الواحات

الاثنين 23 أكتوبر 2017 05:10 ص

وجهت «الهيئة العامة المصرية للاستعلامات» (جهاز حكومي)، احتجاجا شديد اللهجة إلى كل من وكالة «رويترز» وشبكة «بي بي سي» البريطانية، منتقدة تغطيتهما حول هجوم الواحات البحرية، الجمعة الماضي.

ووصفت الهيئة، في بيان، أمس الأحد، الأخبار التي نشرتها المؤسستان حول ارتفاع عدد ضحايا الواحات من الأمن المصري إلى 58 قتيلا، بأنها «تغطية غير دقيقة لهذه الواقعة».

وأضافت: «في ظل الحرب التى تخوضها مصر دفاعا عن شعبها وشعوب العالم ضد الإرهاب الدموي الذي يضرب في كل مكان، نشرت كل منهما أن عدد الشهداء من قوات الشرطة بلغ 52 شهيدا منهم 23 ضابطا حسب رويترز، و 18 حسب بي بي سي، استنادا إلى ما أسمته بمصادر أمنية لم تحددها».

وتابعت الهيئة، ومقرها مدينة نصر، شرقي القاهرة،: «لا يليق من الناحية المهنية باثنتين من أكبر وسائل الإعلام في العالم أن تقعا في أخطاء مهنية فادحة أبرزها، الاستناد إلى ما أسميتاه بمصادر أمنية لم تحدداها، بينما لم تنتظر أي منهما أو تلجأ إلى السلطات الأمنية الرسمية لكي تحصل منها على المعلومات الحقيقية، ويخالف هذا القواعد المهنية المتعارف عليها دوليا في تغطية العمليات الإرهابية، التي قد تستلزم مواجهتها الأمنية الانتظار لبعض الوقت حتى إعلان المعلومات الرسمية عن نتائجها».

واتهمت الهيئة، التي يترأسها نقيب الصحفيين المصريين الأسبق «ضياء رشوان»، وسائل الإعلام بـ«التلاعب في نص البيان الرسمي الأول لوزارة الداخلية الذي يصف العناصر التي قتلت وأصابت رجال الشرطة بالعناصر الإرهابية».

وقالت الهيئة في بيانها: «أضافت البي بي سي العربية بداخل النص المفترض أنه منقول حرفيا، جملة العناصر التي وصفتها بالإرهابية، أي وزارة الداخلية، ما يعد تلاعبا بنص منقول يتحمل قائله مسؤوليته».

وزادت «كما يوحي هذا من ناحية أخرى بأن البي بي سي العربية لا توافق على وصف هذه العناصر الإجرامية بالإرهابية، وقد قامت البي بي سي الإنجليزية ووكالة رويترز باللغة الإنجليزية باستبدال مصطلح (الإرهابيين)، الذي لا يوجد غيره من حيث الدقة والواقعية لوصف تلك العناصر، بمصطلح (المقاتلين) الذي يمكن أن يعطي باللغة الإنجليزية إيحاءات إيجابية للقارئ».

وطالبت الهيئة العامة للاستعلامات، «بي بي سي» و«رويترز»، إما نفي صحة ما سبق لهما نشره من أرقام للضحايا وتأكيد الأرقام الرسمية، والاعتذار عن عدم دقة هذه المعلومات ومصادرها.

الغريب أن صحفا مصرية، ومواقع إخبارية مقربة من أجهزة أمنية، نشرت نفس الحصيلة من الضحايا، استنادا إلى مصادر أمنية.

وأذاع الإعلامي المثير للجدل «أحمد موسى»، تسريبا صوتيا، كشف تفاصيل جديدة لـ«مذبحة الواحات»، فضحت كذب وزارة الداخلية في بيانها الرسمي.

وتضمن التسجيل شهادة لأحد الضباط يعمل طبيبا بأحد المستشفيات التي استقبلت ضحايا مذبحة الواحات (جنوب غربي القاهرة)، قال فيها إن المواجهات مع المسلحين استمرت على مدار 12 ساعة، مؤكدا تأخر الإمدادات والتعزيزات الأمنية، وأن المسلحين هاجموا مدرعات الشرطة مستخدمين قذائف «الهاون» و«آر بي جي»، ثم عمدوا إلى تصفية الضباط وتعجيز المجندين.

وتشهد مصر عمليات تستهدف مسؤولين أمنيين ومواقع عسكرية وشرطية بين الحين والآخر، ازدادت بشكل ملحوظ خلال السنتين الماضيتين.

والهيئة العامة للاستعلامات هي هيئة حكومية تضطلع بدورها «كجهاز الإعلام الرسمي والعلاقات العامة للدولة» حتى نقل تبعيتها لتكون خاضعة مباشرة لرئاسة الجمهورية منذ سبتمبر/آيلول 2012.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

هجوم الوحات الداخلية المصرية رويترز الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان