«القاتل الصامت».. سرطان المبيض يقتل 150 ألف امرأة سنويا

الاثنين 23 أكتوبر 2017 08:10 ص

نادرا ما يعرف الناس، أن مرض سرطان المبيض الذي يصيب السيدات، يحمل اسم «القاتل الصامت»، وهو لقب أطلق مجازا في الأوساط الطبية، بسبب صعوبة اكتشافه في وقت مبكر.

ويحتل هذا المرض المرتبة السابعة لأكثر الأورام انتشارا في السعودية، حيث تقدر نسب انتشاره بـ3%، بحسب الإحصاءات الأخيرة للسجل السعودي للسرطان.

كما تشير الإحصاءات إلى أن نسبة الوفيات من هذا المرض في المملكة تبلغ 19% فقط للمراحل المبكرة، مقارنة بـ81% للحالات المتقدمة، فيما لا تتجاوز نسبة اللواتي يكتشفن إصابتهن في المراحل المبكرة سوى 36%، مقارنة بـ64% للمراحل المتقدمة.

من جانبه، قال رئيس الجمعية السعودية للأورام، الدكتور «متعب الفهيدي» في تصريحات لصحيفة «الحياة»، على هامش مؤتمر «الواقع الحالي والحلول المستقبلية لسرطان المبيض»، الذي أقيم الأحد، في جدة: «إن ارتفاع عدد الوفيات في هذا المرض يعود إلى عوامل رئيسة عدة، منها صعوبة اكتشافه قبل وصوله إلى مراحل متقدمة بسبب طبيعة تكون وانتشار الخلايا السرطانية، وأيضا وجود دراسات سابقة تتحدث عن عدم إلمام الأطباء بآخر التوصيات العالمية في هذا الجانب».

وأوضح: «تظهر إحدى الدراسات أن 13% من الأطباء في السعودية على غير دراية بتوصيات لجهات مثل (الشبكة الوطنية الشاملة للسرطان)، و(جمعية الأورام النسائية)، بأهمية فحص الاعتلال الجيني عند الضرورة».

وأشار إلى أهمية رفع مستوى الوعي الصحي لدى المجتمع، لافتا إلى ارتباط سرطان المبيض بسرطان الثدي، حيث يمثل سرطان الثدي الناتج من الإعتلالات الجينية من 5% إلى 10%، ما يدل على أهمية أخذ التاريخ العائلي لدى مريضة سرطان الثدي.

وطالب «الفهيدي» بإنشاء قاعدة بيانات تحوي جميع أنواع السرطانات، بهدف وضع الخطط الوقائية، وتوعية أفراد المجتمع بالأعراض الأولية لهذه الأنواع، مضيفا: «كما أن الفحص الجيني الخاص بمعرفة التاريخ العائلي لأفراد الأسرة من حيث الإصابة بالأورام، وتحديدا مرض سرطان المبيض، ليس موجود، ولا سيما أننا في السعودية لدينا ندرة في هذا التخصص تحديدا».

كما أشار إلى أهمية الفحص الجيني لمن لديهن تاريخ عائلي في مرض سرطان المبيض، مستبعدا أن يكون لهذا الفحص أهمية لدى مرضى سرطان الثدي، والذي يحتل المركز الأول من حيث معدلات الارتفاع بين السعوديات، وبنسبة تصل إلى 29%.

وأوضح أن سرطان الغدة الدرقية يأتي في المركز الثاني بعد سرطان الثدي في معدلات الانتشار بالسعودية، بنسبة 11%، يليه سرطان القولون، ونسبته 10.2%.

في المقابل، أفاد استشاري الأورام بالمستشفى الجامعي بجامعة الملك «عبدالعزيز» بجدة، الدكتور «شادي الخياط» بأن علاج سرطان المبيض يشهد نقلات نوعية مهمة، أتاحت خيارات علاجية جديدة للمصابات بهذا النوع من السرطان، والذي يمثل نحو 4% من جميع حالات السرطان بين النساء في العالم.

واستطرد: «الخيارات العلاجية لسرطان المبيض لم تشهد أي تطورات تذكر لسنوات طويلة، إذ كانت محصورة في معظمها بالعمل الجراحي، وهو يعتبر بداية طريق المعالجة، والذي قد يتبعه علاجات أخرى، مثل العلاج الكيماوي، ما وضع المصابات بسرطان المبيض أمام خيارات صعبة، حتى تم اكتشاف المجموعة الأولى في فئة مثبطات، والتي أثبتت تطورا ملحوظا في ازدياد فترات وقف انتشار المرض مقارنة بأدوية أخرى».

وصنف المجموعة الأولى من المثبطات بأنها مخصصة للمصابات بسرطان المبيض، ولديهن الإعتلال الجيني، ويتميز هذا النوع من الدواء بأنه يمكن تناوله عبر الفم، ويؤجل الحاجة إلى جلسات العلاج الكيماوي، ويوفر أيضا فرصا أفضل في عدم تطور السرطان في الجسم، ما يمكن المصابات من القيام بأنشطتهن اليومية، وتجديد المقاومة تجاه المرض.

في حين، أكد رئيس قسم الأورام، مدير الشؤون الحكومية في شركة أسترازينيكا، «طراد الخليوي» أن هذا الاكتشاف من شركة «أسترازينيكا» يمتد ليعالج ويقدم الأمل ليس فقط لمرضى سرطان المبيض، بل إن الأبحاث الأولية تدل على أنه قد يكون فعالا في علاج أنواع أخرى من السرطانات، مثل سرطان الثدي، وسرطان البروستاتا، نظرا إلى النتائج الإيجابية، التي ظهرت بعد التجارب.

وأضاف: «لدينا حاليا أكثر من 60 تجربة جارية في مجال علم الأورام في مراحل مختلفة، لضمان أننا نوفر دائما حلولا جديدة لمرضى السرطان، ومن خلالها نوفر حياة أفضل لهؤلاء المرضى».

كما شدد الخليوي على أهمية تكثيف الجهود للتوعية بسرطان المبيض بين شرائح المجتمع كافة، مبينا أن نسبة الوفيات في المملكة تبلغ 19% فقط للمراحل المبكرة، مقارنة بـ81% للحالات المتقدمة، ولكن للأسف لا تتجاوز نسبة اللواتي يكتشفن إصابتهن في المراحل المبكرة سوى 36% مقارنة بـ64% للمراحل المتقدمة.

وعلى الصعيد ذاته، قال رئيس قسم واستشاري أمراض النساء والأورام في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية التابعة للحرس الوطني الدكتور «فيصل الصافي»: «إن الأمور أخذت تتغير إلى الأفضل، وذلك بفضل تطور الأبحاث العلمية في السنوات الأخيرة، ولا سيما في السنوات الخمس الماضية، ما أدى إلى قفزات هائلة ومهمة تبشر بالمزيد من الحلول الواعدة لهذا المرض الخبيث، والذي يودي بحياة نحو 150 ألف امرأة سنويا في العالم»، مشددا على ضرورة إجراء فحص الاعتلالات الجينية للمصابات بسرطان المبيض، والتأكد من مدى قابليتهن للعلاج بفئة عقاقير مثبطة.

المصدر | الخليج الجديد + الحياة

  كلمات مفتاحية

السعودية المرأة صحة علاج مرض سرطان سرطان المبيض قتل أورام جامعة الحياة