حالة من الجدل، شهدها موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بعد إثارة الحديث حول تجنيس أبناء السعوديات، بين مؤيد ومعارض، وبين من يري في الرفض عنصرية لا تمت للإسلام.
وبحسب صحيفة «عكاظ»، لا يزال الغموض يحيط بأسباب تأخر التصويت على مشروع تعديل نظام الجنسية السعودية، رغم توصية اللجنة الأمنية بملاءمة دراسة مقترحين لتعديل النظام بما يمنح أبناء المرأة السعودية المتزوجة من غير سعودي حقهم في التمتع بالجنسية السعودية.
فيما وعد المتحدث باسم مجلس الشورى «محمد المهنا»، بتقديم تفاصيل عن مشروع النظام خلال اليومين المقبلين.
وتحت وسم «لا لتجنيس أبناء السعوديات»، شهد «تويتر» بالمملكة، جدلا واسعا، خاصة أن عضو مجلس الشورى الدكتورة «لطيفة الشعلان»، أحد مقدمي مشروع تعديل النظام، قالت إن «التكهنات الرائجة عن إيقاف المشروع لا علم لي بها، ويفترض بكم التوجه بالسؤال إلى المتحدث الرسمي للمجلس لعل لديه ما يقوله».
وأضافت: «لقد أوصينا في اللجنة الأمنية منذ كنت عضوا فيها خلال الدورة الشورية الماضية بملاءمة دراسة مقترحين لتعديل نظام الجنسية بما يمنح أبناء المرأة السعودية المتزوجة من غير سعودي حقهم في التمتع بالجنسية السعودية، وتوصية اللجنة حسب النظام نافذة ويبقى الفيصل هو مناقشة وتصويت المجلس الذي لم يتم حتى الآن».
وتابعت «الشعلان»: «نظام الجنسية السعودية هو أحد الأنظمة العتيقة، إذ لم يطرأ عليه سوى تعديلات محدودة منذ صدوره منذ أكثر من ستة عقود، رغم التغييرات الهائلة على كافة الأصعدة، وتراكم تجربة المملكة في المجالات الإدارية والتنظيمية والتشريع القانوني».
جدل
وبررت «نوال الشيري»، مطالبهم بالقول: «كثير من المقيمين وخاصة الجنسية السورية واليمنية يخططون تخطيط محكم للزواج بسعوديات لمصالحهم فقط!».
وقال «نايف المغيري»: «من تزوجت من أجنبي وتشرفت به، عليها أن تتشرف بجنسيته لأبنائها.. الجنسية السعودية غالية جدا ولا تمنح لأي أحد».
وأضاف حساب «توطين»: «الجنسية بالنسب.. والنسب للوالد.. لولا البترول وخير الأرض لم ترى أحد من مرتزقة العرب والعجم يفكر بالبقاء ليلة بصحرائنا».
وأشار «سليم»، إلى أن «البعض يأخذ سعودية عشان الجنسية والسجل التجاري فقط.. وكذلك الأجنبيات عند زواجهم من السعودي.. المسألة مادية بحتة».
وتابع «نواف»: «ستبكون بدل الدموع دما وستعضون على أصابع الندم إن جنستم الأجانب أو سمحتم لهم بالاستيطان بأرضنا».
في المقابل، طالب مغردون، بالسماح بتجنيسهم، فقال «محمد العمري»: «المرأة في المجتمع حقها مثل الرجل.. فمن حق المواطنة منح الجنسية لأبنائها دون تردد. وباذن الله مجلس الشورى يرفع لولي الأمر بهذه التوصية في القريب العاجل».
واتفقت معه «لولا»، حين قالت: «أنا مع تجنيس أبناء السعوديات زيهم زي أبناء السعوديين من أمهات أجنبيات».
عنصرية
فيما تعجب آخرون، من هذه المطالبات، واعتبروها عنصرية، فقالت «روان العمودي»: «وصلنا آخر 2017.. ولسه في أشباه بشر على وجه الأرض فيهم كمية قذارة وعنصرية تفشل!».
وأضاف «سعود عايد»: «هاشتاق يقطر عنصرية ذكورية يبغون كل شئ لهم بينما المرأة مالها حقوق على وطنها كل جريمتها انها فعلت مثل مافعلوا».
وقال «محمد اليحيا»: «التجنيس غير المدروس لن يضيف للوطن شيء.. بل سيزيد الأعباء عليه.. التجنيس مطلوب لمن يحتاجه الوطن وليس لمن يحتاج الوطن».
وأرجأ مجلس الشورى، أكثر من مرة، مناقشة ملف تجنيس أبناء السعوديات من زوج أجنبي.
وتفيد إحصاءات رسمية أجرتها المملكة، في الأعوام الأخيرة، أن عدد السعوديات المتزوجات من أجانب بلغ أكثر من 700 ألف امرأة، وتبلغ نسبتهن حوالي 10% من المواطنات.
ويترقب عدد من أبناء السعوديات من أزواج غير سعوديين مسار المقترح في «الشورى»، وسط موجة تفاؤل بإقراره بعد طول انتظار كونه سيساهم في استقرارهم، خصوصا أن الكثيرين منهم لا يعرفون غير السعودية وطنا.
ورغم حرمانهم من جنسية أمهاتهم؛ يتمتع أبناء السعوديات بجملة من الحقوق، يرى أعضاء في «الشورى» أنها تصل إلى درجة مساواتهم بالمواطنين؛ كحق التعليم المجاني والرعاية الصحية، واحتسابهم في برنامج «نطاقات» كمواطنين، وإدخالهم ضمن نسب السعودة.
وسبق أن منحت الرياض، العام 2015، أبناء وأزواج المواطنات السعوديات، القادمين بتأشيرة حج أو عمرة أو زيارة، إقامة نظامية، إلا أن الموافقة على زيارة الزوج الأجنبي والأبناء يطالها في الغالب التأخير الذي قد يصل إلى أعوام جراء روتين وبيروقراطية الدوائر الرسمية.
يذكر أن آخر لائحة لنظام الجنسية تشترط توفر ست نقاط حدا أدنى للنظر في طلب المتقدم، فإذا كان يحمل مؤهلا دراسيا لا يقل عن الثانوي يحصل على نقطة واحدة، وإذا كان والد الأم وجدها لأبيها سعوديين يحصل على ست نقاط، وإذا كان والدها فقط سعودي فيحصل على نقطتين.
