تفاصيل لقاء «تركي الفيصل» مع رئيس سابق لـ«الموساد» بنيويورك

الاثنين 23 أكتوبر 2017 11:10 ص

كشف الناشط اليهودي «جيفري ستيرن»، عن مشاركة رئيس الاستخبارات السعودية السابق الأمير «تركي الفيصل» في لقاء عقد بولاية نيويورك، جنبا إلى جنب مع مسؤول الاستخبارات الإسرائيلي السابق، «إفريم هيلفي».

ونشر «ستيرن» في تغريدة له على «تويتر»، أن «الفيصل تحدث برفقة هيلفي المدير السابق للموساد الإسرائيلي في معهد دراسات الأمن القومي بنيويورك».

ونقل «ستيرن» في تغريدته عن «الفيصل» قوله، إنه «بأموال اليهود وعقول العرب كل شيء يمكن تحقيقه».

ونشر منتدى السياسة الإسرائيلية تغريدة له قال فيها إن «الفيصل تحدث لأول مرة في كنيس بأمريكا».

وبحث اللقاء برنامج إيران النووي وعلاقات (إسرائيل) بالدول العربية والحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية» إضافة إلى القضية الفلسطينية.

وكان الجنرال «يعقوب عميدرور»، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي قد شارك في نقاش مشترك مع «تركي الفيصل»، جرى في العاصمة واشنطن العام الماضي.

وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإن «عميدرور»، والذي شغل سابقا منصب رئيس جبهة الأمن الداخلي، والفيصل، شاركا في نقاش علني بمشاركة جمهور في مؤتمر نظمه معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط (WINEP) الذي افتتح في  5 يونيو/حزيران عام 2016 تحت عنوان (السلام والأمن في الشرق الأوسط).

وفي السياق ذاته، كانت السعودية قد ردت، أمس الأحد، على ما أثير حول زيارة سرية قام بها ولي العهد «محمد بن سلمان» إلى (إسرائيل)، نافية صحة ذلك في بيان صدر عن وزارة الخارجية.

ولم يذكر بيان الخارجية السعودية اسم «بن سلمان» صراحة، واكتفى بالقول: «ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن زيارة أحد المسؤولين في المملكة إلى إسرائيل سرا عار عن الصحة جملة وتفصيلا».

وكان مسؤول إسرائيلي كشف أن ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، هو الذي زار (إسرائيل) مؤخرا، ونقلت «وكالة الأنباء الفرنسية» عن المسؤول -الذي رفض كشف اسمه- قوله الجمعة إن المسؤول السعودي الذي زار (إسرائيل) هو «بن سلمان».

وقال بيان الخارجية إن «المملكة العربية السعودية كانت دائما واضحة في تحركاتها واتصالاتها، وليس لديها ما تخفيه في هذا الشأن»، وأضافت: «لن يتم الالتفات إلى مثل هذه الشائعات والأخبار المعروف أهدافها ومن وراءها، ولن يتم التعليق عليها مستقبلا»، داعية وسائل الإعلام إلى تحري الدقة.

وكانت «وكالة الأنباء الفرنسية» قالت أيضا، إن الصحفي الإسرائيلي «أرييل كهانا»، الذي يعمل في أسبوعية «ماكور ريشون» اليمينية القومية، قال بتغريدة على «تويتر»، في سبتمبر/أيلول الماضي، إن «بن سلمان» زار (إسرائيل) مع وفد رسمي والتقى مسؤولين.

وكان «ترامب» أشار لدى وصوله لـ(إسرائيل) بعد زيارته الرياض، إلى أنه لمس شعورا إيجابيا لدى السعوديين تجاه (إسرائيل).

يشار إلى أن موقع هيئة البث الإسرائيلي باللغة العربية، قد نشر في سبتمبر/أيلول الماضي، نقلا عن مراسله «شمعون أران»، أن أميرا من البلاط الملكي السعودي زار البلاد سرا خلال الأيام الأخيرة، وبحث مع كبار المسؤولين الإسرائيليين فكرة دفع السلام الإقليمي إلى الأمام.

تاريخ تطبيعي لـ«الفيصل»

ورغم الموقف السعودي الرسمي الذي لا يعلن عن أي تواصل مع الجانب الإسرائيلي، لكن على الصعيد غير الرسمي شهدت السنوات الأخيرة لقاءات بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين سابقين؛ وصلت إلى حد زيارة (إسرائيل)، وهي أمور لم تكن معهودة في الماضي.

ففي يناير/كانون الثاني الماضي، نشرت وزيرة خارجية (إسرائيل) السابقة «تسيبي ليفني»، عبر حسابها الرسمي على موقع «تويتر»، صورة تجمعها مع الأمير «تركي الفيصل»، خلال تواجدهما معا في المنتدي الاقتصادي العالمي المنعقد في مدينة دافوس بسويسرا.

الصورة التي تشاركت فيها «ليفني» و«الفيصل» الابتسامة تأتي في ملمح جديد من ملامح التطبيع غير الرسمي بين السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، والتي لم تكن تمر مرور الكرام في سنوات ماضية؛ عندما كانت لجان مقاومة التطبيع ناشطة في المنطقة العربية.

وقالت «ليفني» معلقة على الصورة: «في دافوس مع الأمير السعودي تركي الفيصل بعد مناقشة عملية السلام وقضايا المنطقة مع وزير الخارجية الأردني، ورئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني».

وفي يونيو/حزيران 2016، أجرى الأمير «تركي الفيصل» مناظره مع الجنرال الإسرائيلي (احتياط) «يعقوب أميدرور» مستشار الأمن القومي السابق لحكومة «بنيامين نتنياهو»، نظمها معهد واشنطن للسياسات الشرق الأدنى، حسب شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية.

وآنذاك، قال الأمير السعودي: «(إسرائيل) لديها سلام مع العالم العربي، وأعتقد أن بإمكاننا مجابهة أي تحدي، ومبادرة السلام العربية المقدمة من السعودية عام 2002 من وجهة نظري تقدم أفضل معادلة لتأسيس السلام بين (إسرائيل) والعالم العربي».

وأضاف: «التعاون بين الدول العربية و(إسرائيل) لمواجهة التحديات مهما كان مصدرها سواء كانت إيران أو أي مصدر آخر ستكون مدعمة بصورة أقوى في ظرف يكون فيه سلام بين الدول العربية و(إسرائيل)، ولا أستطيع أن أرى أي صعوبات بالأخذ بذلك».

وتابع: «أقول دائما للمشاهدين اليهود أنه وبالعقول العربية والمال اليهودي يمكننا المضي قدما بصورة جيدة، وفكروا ما يمكن تحقيقه في المواضيع العلمية والتكنولوجيا والمسائل الإنسانية والعديد من الأمور الأخرى التي بحاجة إلى النظر إليها».

وفي فبراير/شباط 2016، وثقت لحظة المصافحة بين «الفيصل» عند انتهاء خطاب وزير دفاع الاحتلال «موشيه يعلون»، في نهاية جلسة خاصة بموضوع الشرق الأوسط، والتي تطرق فيه وزير دفاع الاحتلال إلى العلاقات بين (إسرائيل) والسعودية، وبقية الدول العربية التي ليست لها هناك علاقات دبلوماسية رسمية بينها وبين الاحتلال.

وأكد «يعلون»، حينها، أن لـ(إسرائيل) «قنوات حوار مع الدول العربية السنية المجاورة؛ وهنا أنا لا أتحدث عن مصر والأردن فحسب، بل أيضا عن دول الخليج ودول شمال أفريقيا»، مضيفا: «مع الأسف، ليس هنا ممثلون عن هذه الدول ليسمعوا كلامي».

وكان الأمير السعودي، جدد في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، عرض «مبادرة السلام العربية» التي طرحتها المملكة العربية السعودية على (إسرائيل)، مقابل التطبيع الكامل.

جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة «هآرتس» الإسرائلية، بعد عام من كتابة «الفيصل» مقالا لنفس الصحيفة في 2014، طالب فيه بإقامة السلام بين الدول العربية و(إسرائيل).

وجاء إجراء هذه المقابلة مع «الفيصل» بعد لقائه في نيويورك، مع وزير المالية الإسرائيلي السابق «يئير لبيد» وزعيم حزب «ييش عتيد» الإسرائيلي، الذي يمثل يمين الوسط.

ومن المفارقة أن «الفيصل»، وافق على مقابلة «لبيد» على الرغم من أنه يتبنى مواقف يمينية لا يمكن على أساسها حل الصراع، وضمن ذلك رفضه أي انسحاب من القدس أو وقف مشاريع التهويد فيها، ناهيك عن دعمه المطلق لضم التجمعات الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية لـ(إسرائيل).

يذكر أنه سبق للأمير «الفيصل»، الذي يدير مركز للأبحاث في الرياض حاليا، أن التقى في السنوات الأخيرة بعدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، من بينهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق «عاموس يادلين».

تطبيع مرتقب

والشهر الماضي، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، عن وجود علاقات «غير مسبوقة» بين (تل أبيب) والدول العربية، مؤكدا أنه لم يتم الكشف عن حجم هذا التعاون حتى الآن، وواصفا هذا التغير بـ«الأمر الهائل».

وقال عبر حسابه على «تويتر»: «ما يحدث اليوم في علاقاتنا مع الدول العربية يعتبر غير مسبوق، لم يتم الكشف عن حجم هذا التعاون بعد، ولكنه أكبر من أي وقت مضى، هذا تغيير هائل».

وأضاف في تغريدة أخرى: «هذا التغيير الهائل يجري رغم أن الفلسطينيين لم يغيروا بعد، للأسف، شروط التوصل إلى تسوية التي تعتبر غير مقبولة بالنسبة لجزء كبير من الشعب».

وتابع: «هذا التغيير يحدث بسبب الدمج بين قوتنا الاقتصادية-تكنولوجية وقوتنا العسكرية-استخباراتية الذي يؤدي إلى تعزيز قوتنا السياسية».

وشهدت الشهور الأخيرة، انطلاق دعوات بالسعودية غير مسبوقة للتطبيع مع (إسرائيل)، رغم أن التصريح بهذا الأمر علنا كان من قبيل «التابوهات» (المحرمات)، قبل وصول الأمير «محمد بن سلمان»، إلى رأس السلطة في المملكة.

المصدر | الخليج الجديد + هاف بوست

  كلمات مفتاحية

السعودية إسرائيل تركي الفيصل العلاقات السعودية الإسرائيلية