اهتمام غربي واسع بأعداد ضحايا هجوم الواحات في مصر

الاثنين 23 أكتوبر 2017 11:10 ص

سلطت تقارير غربية، الضوء على حجم التضارب في البيانات والتصريحات المصرية، بشأن عدد ضحايا هجوم «الواحات» الدامي، غربي البلاد، الجمعة الماضي.

ولم تعلن أي جماعة مسلحة مسؤوليتها عن الهجوم الذي حدث بالقرب من الصحراء الغربية المترامية، وسط جدل كبير، وانتقادات لأداء «الداخلية المصرية»، التي تكبدت خسائر هي الأفدح منذ عقود.

وقال مسؤولون أمنيون لوكالة الأنباء الأمريكية «أسوشيتد برس»، إن حصيلة القتلى بلغت 54، مما يجعله الهجوم الأسوأ الذي يستهدف الشرطة المصرية خلال سنوات عديدة.

وتقول السلطات المصرية إنها خسرت فقط 16 ضابطا وجنديا، وقتلت 15 إرهابيا.

وبجانب التقارير المتضاربة بشأن الخسائر البشرية، أنكرت السلطات أيضا صحة تسريبات صوتية بثتها وسائل إعلام موالية للحكومة، ادعت أنها تنقل عن عناصر أمنية شاركت في العملية.

وبدأ الكمين عندما تصرفت القوات الأمنية استنادا إلى معلومة استخبارية حيث تحركت مدرعات بقيادة ضباط مكافحة الإرهاب نحو الهدف، لكنها تعرضت لفخ خسرت فيه العشرات من عناصرها ما بين قتيل وجريح.

وأشعل الإرباك بشأن الحادث الجدال على مواقع التواصل، حيث انقسم المصريون حول الأطراف التي ألقوا عليها باللوم.

وأشار الكثيرون إلى أن قوة الشرطة تعرضت لاختراق، لا سيما وأن بعض المسؤولين الأمنيين ذكروا أن الكمين جرى التخطيط له بعناية.

 وفي بيان، قالت «الداخلية المصرية» إن مصادر التسريبات الصوتية مجهولة، كما أنها تنقل تفاصيل غير واقعية لا تمت بصلة للحقيقة.

من جهتها، نوهت وكالة أنباء «شينخوا» الصينية، إلى تأكيد «الداخلية المصرية» مقتل عدد من رجال الشرطة في تبادل إطلاق نار مع عناصر إرهابية في منطقة الواحات البحرية التي تتبع محافظة الجيزة.

وأشارت التقرير، إلى أن الهجمات الإرهابية في مصر اعتادت التمركز في شمال سيناء قبل أن يمتد نطاقها في أرجاء البلاد، مما أسفر عن مقتل المئات من رجال الشرطة والجيش خلال الأعوام القليلة الماضية.

وتواجه مصر تمردا مسلحا يقوده تنظيم «الدولة الإسلامية» في شبه جزيرة سيناء حيث قتل المئات من عناصر الجيش والشرطة منذ 2013، لكن في الشهور الأخيرة اشتدت وتيرة الهجمات المسلحة في البر الرئيسي لمصر، وغالبا ما تستهدف الأقباط، وفق «رويترز».

ونقلا عن مصدرين أمنيين لم تسمهما، أكدت «رويترز» ارتفاع عدد ضحايا الشرطة المصرية إلى 58 قتيلا بينهم رتب عالية من قوات النخبة.

بينما قدرت وكالة «سبوتنيك» الروسية، الخسائر البشرية في صفوف القوات الأمنية المصرية جراء أحداث الواحات، بنحو 35 شخصا على الأقل، نقلا عن مسؤولين مصريين لم تسمهم.

إلا أن صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية، قالت إن عدد الضحايا يصل إلى 54 بينهم 20 ضابطا، بحسب مسؤولين أمنيين رفضوا الإفصاح عن أسمائهم.

نفس العدد ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، حيث قالت إن أكثر من 50 قتلوا خلال الاشتباكات في الواحات.

لكن التضارب الذي كان سمة الوكالات الإخبارية، لم يغيب حقيقة المأزق الذي يواجهه الأمن المصري، وتكبده خسائر فادحة في معركة يبدو أنها طويلة الأمد ضد تنظيمات مسلحة.

وكان الغريب أن صحفا مصرية، ومواقع إخبارية مقربة من أجهزة أمنية، نشرت نفس الحصيلة من الضحايا، استنادا إلى مصادر أمنية.

وأذاع الإعلامي المقرب من الأجهزة الأمنية، «أحمد موسى»، تسريبا صوتيا، كشف عن تفاصيل جديدة لـ«مذبحة الواحات»، تخالف الرواية الرسمية للسلطات.

وتضمن التسجيل شهادة لأحد الضباط يعمل طبيبا بأحد المستشفيات التي استقبلت ضحايا مذبحة الواحات (جنوب غربي القاهرة)، قال فيها إن المواجهات مع المسلحين استمرت على مدار 12 ساعة، مؤكدا تأخر الإمدادات والتعزيزات الأمنية، وأن المسلحين هاجموا مدرعات الشرطة مستخدمين قذائف «الهاون» و«آر بي جي»، ثم عمدوا إلى تصفية الضباط وتعجيز المجندين.

وتشهد مصر عمليات تستهدف مسؤولين أمنيين ومواقع عسكرية وشرطية بين الحين والآخر، ازدادت بشكل ملحوظ خلال السنتين الماضيتين.

  كلمات مفتاحية

هجوم الواحات الداخلية المصرية هشام عشماوي تنظيم الدولة الإسلامية