استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

إلى الملك «عبدالله الثاني»

الاثنين 23 أكتوبر 2017 01:10 ص

 يعيش الأردن الشقيق في دائرة حرجة، تحيط به من كل الجهات، تتربص به، بفرض قضايا عليه أن يؤديها لصالح بعضهم، وإن لم يفعل، فإنهم ينوون العمل لإضعافة وكسر شوكته.

وفات عنهم أن الجسد الأردني العربي يستعصي على كل من أراد، أو يريد، إخضاعه، أو المس بكرامته.

الشعب الأردني عريق لا يقبل الضيم ولا المهانة، لا يقبل كسر كرامته وكبريائه، لا يقبل أبدا النيْل من سيد الأردن، سليل بيت النبوة، الملك «عبدالله الثاني بن الحسين».

(1)

نعم الأردن الشقيق في حاجة إلى إخوانه وأشقائه، كما هم في حاجته عند اشتداد أزماتهم، وكم أعطى من دماء أبنائه لحفظ عرش، أو هيبة نظام يترنح، وما برح يعطي عندما تحدّق بهم المصائب، فماذا جني هذا الشعب الأبي الوفي من أشقاء له حباهم الله بثروةٍ، يبعثرونها في العالم، من أجل النيْل من دولةٍ شقيقة وتشويه سمعتها، وهي أقرب إليهم من الأردن الذي لم ينل من هؤلاء سوى الوعود غير الصادقة.

سمعت وقرأت في وسائل إعلام أن الملك قال لأقرب مساعديه: «علينا أن نعتمد على أنفسنا، علينا ألا نترقب مطر خير يأتي إلينا من غير الله».. وذلك هو قول الحق.

(2)

الخليج العربي، يا ابن بيت بني هاشم، يترنح، وتعصف به العواصف من داخله، وتتربص به القوى من خارجه، وبعض قادته في غيهم يعمهون، غاب العقل، وانعدمت الحكمة عند كبارهم، واستشرس شبابهم، وكأنهم يحكمون العالم بما أتاهم الله من خير وفير.

اجتهد عقلٌ من عقول الخليج، وصاحب حكمة، اكتسبها من تجارب الزمان، هو أمير الكويت، الشيخ «صباح الأحمد الصباح»، اجتهد من أجل إيجاد سبيل للخروج من الأزمة التي تعتصر هذا الخليج، تحت طبخة سياسية خليجية، يعد لها كي ترى النور في الأسابيع المقبلة.

والأردن الشقيق قد يكون من بين المدعوين للانضمام إلى «هيئة الطبخة» ادعاءات باطلةٍ، لا يستطيعون إثباتها، قالوا إن قطر تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وقالوا إنها تمول الإرهاب، وتأوي إرهابيين، وغير ذلك، فقيل لهم: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.

عندها، قدّموا ملفاً يحتوي على «تغريدات» تردّدت في وسائل الاتصال الاجتماعي (تويتر)، لا يمكن الاستناد إليها لإثبات قضيةٍ بحجم القضية المطروحة اليوم على الساحة الخليجية.

قيل لهم، في عواصم الغرب من قيادات عالية المستوى: لا ترقى ادعاءاتكم إلى المستوى الذي تفرضون على شقيقتكم الحصار وقطع العلاقات الدبلوماسية، إنكم تردّدون كلاما عاما، وهذا غير مقبول في العلاقات الدولية، قطر تدعوكم إلى الحوار وجها لوجه، وأنتم تمتنعون.

وكان أجدّ قول، في هذا الشأن، لوزير الخارجية الأمريكي، «ريكس تيلرسون»، الذي زار المنطقة هذا الأسبوع: «موقف دولة قطر من الأزمة الراهنة واضح ومنطقي.. والأطراف الأخرى ليست راغبة في الحوار مع قطر».

وكتب في صحافتهم، عن الوزير «تيلرسون»، إن ميوله قطرية، ولا يعبر عن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، وإن راسم السياسة الخارجية الأمريكية هو الرئيس «دونالد ترامب»..

ألا يعبر هذا عن جهل القائلين؟ يجب أن يعلم القوم أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات، وكل مسؤول فيها محاسبٌ عمّا يقول وما يفعل.

(3)

يعيش مجلس التعاون الخليجي في أسوأ مراحله السياسية منذ تأسيسه.. تصدّع من الداخل، بعثرة أموال طائلة على كل الصعد، لتجنيد كل باحثٍ عن مال، وكان له منصب رفيع في بلاده، وانتهت ولايته لإلقاء محاضرة هنا أو هناك، أو صحفي يبحث عن تعظيم دخله من كتابة مقالة في صحيفة مرموقة.

والغرض من ذلك كله تأليب الرأي العام الدولي على قطر، وتشويه سمعتها، بأنها ممولة للإرهاب، وهذه حجة من يريد إثارة الفتنة بين قطر ودول العالم.

مارسوا كل أنواع الضغوط على دولٍ لا حول لها ولا قوة، لكي تنضم إليهم في معاداتهم قطر، مثل الحكومة اليمنية المقيمة خارج حدود بلدها، وتتلقى قوتها اليومي مما يجودون به على أعضائها، ودولة «خليفة حفتر» في شرق ليبيا، والتي لا اعتراف دوليا، ولا عربيا بها.

وقس على ذلك، وقد يتساءل بعضهم: لماذا هذه الضجة الكبرى ضد قطر؟ بكل تجرّد أجيب: إنه حقد وحسد وغيرة مما تفعل قطر على الساحة الدولية، وهي التي لم تكن منافسة لهم، بل من حقهم أن يفعلوا أكثر مما تفعل، وسيجدون التأييد من القيادة السياسية القطرية بلا جدال.

(4)

بعد هذه المقدمة عن حال الخليج اليوم، أتوجه إليك، يا صاحب الجلالة، الملك الهاشمي القرشي، «عبدالله الثاني»، منبها أن هناك «طبخة سياسية خليجية»، يعد لها كي ترى النور في الأسابيع المقبلة، والأردن الشقيق قد يكون من بين المدعوين للانضمام إلى «هيئة الطبخة».

وهنا أناشدكم، يا صاحب الجلالة، ألا تستجيبوا لأي دعوة تتشكل بغرض النيْل من دولة قطر، لأن ذلك سيُلحق بأهلنا في الأردن أضرارا جسيمة.

وأنبهكم إلى أن الخلافات الخليجية لا يطول بها الزمن، وسرعان ما يعودون إلى طبيعتهم ويتصالحون، ويعانقون بعضهم بعضا، والخاسر الوحيد هو من ينضم إلى أي تحالفٍ يُلحق أضرارا بأي طرف.

دور الأردن الشقيق إما أن يناصر الحق، ويقف إلى جانب المظلوم، أو يقف على الحياد في هذه الحالة، وسينال احترام الكل.

آخر القول: أعلم حال الأردن، ولكن الكرامة قبل لقمة الخبز.

* د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر.

  كلمات مفتاحية

الأردن الملك عبد الله الثاني الخلافات الخليجية الخليج العربي ريكس تيلرسون العلاقات الدولية مجلس التعاون الخليجي