أكبر الأعداء.. الحديث مع إيران

الثلاثاء 24 أكتوبر 2017 08:10 ص

تثبت إيران في السنوات الأخيرة مكانتها كعدو متوحش أكثر بأضعاف من الدول المعادية المحيطة بنا، وبعد أن أعلنت عن نيتها تدمير الدولة الصهيونية، تنتقل إلى خطوات أكثر عملية من شأنها أن تؤدي إلى تجسيد هذا الوعد.

إيران الحالية تحاسب دولة (إسرائيل)، التي ساعدت في حينه الحكم الرهيب للشاه الفارسي ومنحت يدا وكتفا لأفعاله الوحشية، كان لنا هذا مريحا في حينه، وللنظام إياه أيضا، ولكن الإيرانيين لا ينسون هذا حتى اليوم.

فقد تربوا في الشارع الإيراني على مدى السنين على كراهية (إسرائيل)، وهم مستعدون لأن يمزقوها إربا، وللزعم الدارج في أن المواطن البسيط لا تهمه على الإطلاق الخصومة بين النظام في طهران والحكومة في القدس لا يوجد له أي أساس، فعشرات ملايين الإيرانيين يكرهون (إسرائيل) ومستعدون لأن يروها خربة.

هكذا فإن لدينا عدوا كبيرا أكبر بأضعاف من الدول العربية كلها، لدينا عدو ذكي يبحث عن كل طريق للانتقام منا، هذه إمكانية كامنة لحرب يأجوج ومأجوج بين (إسرائيل) وإيران وبالتاكيد يمكن أن يحصل أن تكون يد الجمهورية الإسلامية في هذه المعركة هي العليا.

وعليه فمن واجب القيادة السياسية في (إسرائيل) اليوم بذل كل جهد ممكن لايجاد السبل لمحادثات مصالحة وسلام مع الإيرانيين، وقد فعلنا هذا مع مصر، فعلنا هذا مع الأردن، ونحن نحاول فعل هذا مع الفلسطينيين.

وعليه، فإن كل الجهود يجب أن تتجه نحو المصالحة والسلام مع إيران الكبرى، القاسية الوحشية.

على أي حال سيكون هناك غير قليل من الإسرائيليين ممن سيقولون: «لا أمل، خسارة على الوقت»، ولكن كل أولئك الذين يدعون ذلك عليهم أن يتذكروا بأن أقوالا مشابهة قيلت في السبعينات عن مصر، وفي التسعينات عن الأردن.

نحن سنتنازل، هم سيتنازلون، وفي نهاية محادثات طويلة وصعبة سنصل إلى هدف واحد؛ السلام مع إيران.

إيران ليست بلاد صحراوية، وسكانها لا يركبون الجمال، هذه دولة متطورة، لديها أيضا الكثير مما يمكن أن تخسره، مثلا، القوة النووية الإيرانية، الحياة التجارية والاقتصادية، دولة من 80 مليون مواطن لا يمكن أن تسمح لنفسها بأن تتسلى بالحروب أكثر مما ينبغي، وحتى لو كنا في نظرهم كفارا ونجمع حولنا أعداء إسلاميين بلا نهاية، يحتمل جدا أن تشجع الظروف محادثات سلمية من جانب القطاع المدني، مثلما كان في حينه مع الفلسطينيين.

قلة يتذكرون مثلا بأن «ايبي نتان» مكث في السجن لأشهر طويلة لأنه أراد الحديث مع «م.ت.ف»، في الوقت الذي  كان محظورا فيه رفع أعلام «م.ت.ف» في الشوارع، أي مسافة قطعناها منذئذ في ظل تنازلات لم تكن عظيمة للجانب العربي الإسلامي.

أمام عدو صعب ووحشي، كل نوايانا، كل إراداتنا، كل مقدراتنا، يجب أن تكون موجهة الآن نحو المحادثات مع ايران من فوق رأس الولايات المتحدة التي لا تعرض حياة سكانها للخطر مثلما نحن نعرض في هذه اللحظة حياة مواطني (إسرائيل) للخطر.

* الجنرال «إيتان هابر» مدير مكتب رئيس الوزراء الأسبق «إسحق رابين».

المصدر | إيتان هابر | يديعوت العبرية - ترجمة المصدر السياسي

  كلمات مفتاحية

إيران إسرائيل المواجهة مع إيران المحادثات مع إيران الولايات المتحدة