القوات الموالية للإمارات تصعد استهدافها لـ«تجمع الإصلاح» في اليمن

الثلاثاء 24 أكتوبر 2017 02:10 ص

ربما كان أغرب تحالف في حرب شهدت تحالفات غير عادية، هو التحالف بين الإمارات العربية المتحدة، الخصم الشديد لجماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرهم إرهابيين، وحزب الإصلاح، الفرع اليمني من الجماعة.

وقد قاتل الطرفان معا بشكل افتراضي لأعوام لتأمين رئاسة «عبد ربه هادي» ضد المتمردين الحوثيين، ودافعوا معا عن المقر المؤقت لحكومة «هادي» في عدن، حيث سيطر الحوثيون على بقية أنحاء البلاد.

ولكن في بلد يتخلله تاريخ من التحالفات المتغيرة والازدواجية والانقسامات، لم يكن الواقع مجرد أبيض أو أسود فقط. وتدعم القوات الموالية لدولة الإمارات، المعروفة باسم «الحزام الأمني»، المجلس الانتقالي الجنوبي، بينما يدعم حزب الإصلاح «هادي» في قيادة يمن موحدة.

ويضاف إلى ذلك الحرب الدبلوماسية الحالية التي تشنها الإمارات وحلفاؤها ضد قطر، التي يتهمونها بدعم «الإرهاب»، من خلال رعايتها لجماعة الإخوان المسلمين.

وقد أدى هذا إلى انقسامات كان مفروغا منها منذ بداية الحرب، حيث دخل وكلاء الإمارات في عدن في صراع مفتوح مع الإصلاح.

وعلى مدى 3 أيام في الأسبوع الماضي، اعتقل الحزام الأمني في عدن 11 من قادة الإصلاح، من بينهم وكيل الوزارة «محمد عبد الملك»، واقتحموا في وقت سابق اثنين من القواعد الرئيسية للحزب، تم إحراق أحدهما.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تم الإفراج عن 8 من المعتقلين، بينما مازال ثلاثة منهم فى السجن.

لكن هذا العنف كان موجة انفجارية لقنبلة كانت قد أضاءت في وقت سابق من هذا العام، حين تم حرق مقر مدينة كريتر من قبل رجال الحزام الأمني احتجاجا على تعيين الرئيس هادي للإصلاحي «مؤيد عبد العزيز المفلحي» حاكما لعدن.

وقد أغضب ذلك الانفصاليين الجنوبيين، مما دفع إلى العنف، وقرر زعيمهم «عيدروس الزبيد»ي، تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي.

وفي الواقع، قال مصدر في شرطة عدن، يؤيد استقلال الجنوب، إن أعضاء الإصلاح يجب أن يعاملوا نفس معاملة القاعدة.

وقال المصدر الذي لم يرغب في الكشف عن هويته، إن «كليهما يحاول خلق الفوضى ويعملان من أجل دول أخرى. وعندما اقتحمت القوات مقر الإخوان المسلمين في عدن، وجدوا أسلحة وقنابل وأموال».

وأضاف: «هذا دليل واضح على أن هذا المقر هو معقل الإرهابيين الذين يهددون أمن عدن».

واعترف بأن مقاتلي الإصلاح ساعدوا في الدفاع عن عدن واليمن الجنوبي من الحوثيين، لكنه قال إنهم قاتلوا من أجل مصالحهم الخاصة، ولا يمكن الوثوق بمعظمهم، بسبب معارضتهم التاريخية لاستقلال الجنوب.

وقال: «صحيح أن مقاتلي الإصلاح ساعدونا على تحرير الجنوب في عام 2015، لكنهم نهبوا الكثير من الأسلحة، من أجل استخدامها ضد الجنوبيين في المستقبل».

واتهم قطر بتشجيع الإصلاح على محاربة الإمارات في عدن، وزعم أن قوات الحزام الأمني عثرت على عملات قطرية في مقر الإصلاح.

وأضاف: «لا يمكن لأحد أن ينكر الدور الإيجابي لدولة الإمارات في الجنوب، حيث أعادت بناء المؤسسات العامة، وبذلت قصارى جهدها لمساعدتنا. لكن قطر تريد خلق الفوضى في عدن، لأجل ألا يقول الناس إن الإمارات قد أنقذت عدن».

ونفى حزب الإصلاح الاتهامات الموجهة إلى أعضائه من قبل الحزام الأمني، وناشد المجتمع الدولي بإدانة عدوانه.

وقال «محمد اليوسفي»، وهو عضو بارز في الحزب في تعز، إن جميع الاتهامات ضد الحزب كانت ملفقة.

وأضاف أن «الأمن في عدن قال إن هناك أسلحة وقنابل وأموالا في مقرنا، إلا أنه قد تم حرق المقر في مايو/أيار الماضي، وهذا دليل على أنه خبر ملفق. ونحن لسنا أغبياء لوضع الأسلحة والمال في مكان ما نعرف أنه مستهدف».

وقال إن أعضاء الإصلاح قد تعرضوا للاضطهاد في عدن، رغم عملهم على تأمين المدينة.

وقال: «تريد الإمارات ومؤيدوها أن يكونوا القوة الوحيدة في عدن، ويرون في حزب الإصلاح عقبة أمام تصرف الإمارات بحرية. لقد بدأوا حربا صامتة ضد الإصلاح في عدن، ويتهموننا الآن بأننا إرهابيون».

وأضاف أن «الإصلاح لم يطلق رصاصة واحدة، لكن الحزام الأمني يريد محاربة الإصلاح في عدن، ولن نستخدم القوة، ونعرف أن القوة ليست الحل لمشاكلنا».

ولإضافة المزيد من التعقيد إلى النزاع، لا يدعم كل الجنوبيين الحزام الأمني والمجلس الانتقالي الجنوبي، حيث قال «اليوسفي» إن المجلس ليس سوى واحد من بين مجموعة كبيرة من الجماعات التي تسعى إلى الاستقلال ولا يملك احتكارا للقرار.

وتعد الحركة الجنوبية، بقيادة العميد «ناصر النوبة»، إحدى المجموعات التي تسعى إلى الاستقلال، ولكنها تعارض دور الإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي في عدن.

وقال «النوبة»: «عندما يحاول شلال، مدير شرطة عدن، خدمة دولة الإمارات في عدن، فإنه يثير فضيحة جديدة».

وقال «فضل الربيعي»، المحلل السياسي ورئيس مركز مدار للدراسات الاستراتيجية في عدن، إن الخلافات بين الإصلاح والحزام الأمني أصبحت أكثر تعقيدا من أي وقت آخر، وتهدد استقرار الجنوب.

وقال إن «الأزمة بين الإصلاح والمجموعات الجنوبية الأخرى تشكل جزءا من الخلافات الدولية بين قطر والإمارات. وعلى الجنوبيين الجلوس فيما بينهم لمناقشة منازعاتهم وإيجاد الحل».

المصدر | ميدل إيست آي

  كلمات مفتاحية

الإمارات الحزام الأمني عدن التجمع اليمني للإصلاح اليمن تجمع الإصلاح حرب اليمن