عراب التقسيم «برنارد ليفي» يرثي وفاة حلم الدولة الكردية

الثلاثاء 24 أكتوبر 2017 03:10 ص

كتب المنظر الفرنسي اليهودي، «برنارد ليفي»، مقالا طويلا رثى فيه نهاية حلم الدولة الكردية، وحمل القوى الغربية المسؤولية عن ذلك بتخليها عن الأكراد.

بينما وصف الكاتب البريطاني «باتريك كوكبرن» في صحيفة «الإندبندنت» ما حدث في إقليم كردستان العراق بـ«المغامرة السياسية غير المحسوبة»، متهما القادة الأكراد بـ«الغرور» و«سوء التقدير».

وتحت عنوان «من خان الشعب الكردي»، وصف «ليفي» في مقال له بصحيفة «لوجورنال دي ديمانش» الفرنسية، ما حدث في إقليم كردستان بـ«الحزن الذي لا ينتهي»، حسب ترجمة موقع «ترك برس».

واستنكر موقف القوى المؤيدة للأكراد، باستثناء (إسرائيل)؛ بسبب انتقاداتها لتوقيت إجراء الاستفتاء أو طلبها إرجاءه إلى ما بعد القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» أو انتظار الانتخابات العامة في العراق سنة 2018.

كما انتقد رفض الولايات المتحدة تسليح الأكراد بالسلاح الثقيل ومضادات الدبابات في الوقت الذي سمحت فيه بتحرك دبابات الجيش العراقي من نوع «أبرامز» و«هامفي» والسيطرة على محافظة  كركوك (شمالي العراق).

واستثني من الدول الغربية فرنسا التي وصفها بـ«الوفية للأكراد»؛ حيث حاولت عقد وساطة بين رئيس إقليم كردستان، «مسعود بارزاني» ورئيس الوزراء العراقي، «حيدر العبادي»؛ قبلها الأول ورفضها الثاني.

وتطرق «ليفي» إلى سقوط مدينة كركوك في أيدي الجيش العراقي، وتحدث عن خيانة مسؤولين في «الحزب الوطني الكردستاني» (التابع للرئيس الراحل جلال طالباني).

وقال إن استسلام قوات البيشمركة (التابعة للحزب المذكور) تفاوَض حوله ابن «طالباني» الأكبر، «بافيل»، مع مقرب من الجنرال الإيراني «قاسم سليماني»، الذي ثبت أنه كان موجودا في المنطقة أثناء الإعداد للهجوم وما بعده.

الحسابات الخاطئة

من جانبه، انتقد «كوكبرن» في صحيفة «الإندبندنت» موقف القادة الأكراد في الإقليم الذين اتهموا منتقديهم جميعا بانعدام الوطنية، ولم يكن لديهم استعداد لتقديم أي تنازلات حتى لو كان البديل الانحدار نحو الهاوية.

وفي مقال بعنوان «التاريخ يخبرنا دائما أن الاستفتاءات المبنية على أساس قومي كما حدث في بريطانيا وكردستان، لا تنتهي نهاية حسنة»، رأى «كوكبرن» أن سيطرة القوات الاتحادية على كركوك لم يغير الوضع السياسي في العراق فحسب بل في المنطقة برمتها.

إذ لم تتمتع الحكومة المركزية في بغداد بالقوة التي تتمتع بها حاليا منذ عام 1991، وانطفأت أحلام الكرد بإقامة دولتهم المستقلة المعتمدة على نفط كركوك، وستشهد حكومة كردستان، التي كانت المنارة والأمل لأكراد إيران وسوريا وتركيا، انحسار قوتها.

ودعا «كوكبرن» قادة الأكراد في إقليم كردستان إلى تحمل مسؤولياتهم عما حدث، والذي كان من بين أسبابه الانقسامات بين صفوفهم، والطمع، وسوء التخطيط، والحسابات الخاطئة، مشيرا إلى غرور جميع قادة حكومة الإقليم وسوء تقديرهم.

وأضاف أن الطريقة التي سعى بها «بارزاني» لضمان مستقبله السياسي، عبر إجراء استفتاء الاستقلال، و«بالتالي التحريض على موجة من الحس القومي الكردي يصعب السيطرة عليها، ستدرس كمادة لرسائل دكتوراه في السخف السياسي»، معتبرا أن ما حدث كان متوقعا وكان بالإمكان تجنبه.

وتابع أن إصرار «بارزاني» على إجراء الاستفتاء، وعلى شمل المناطق المتنازع عليها، والتي تشمل مناطق واسعة من العراق، كان تحديا منه لبغداد التي لم تقبل بمثل هذا التحدي، في الوقت الذي كانت حققت فيه أكبر انتصار عسكري لها بعد تحرير الموصل، كما أنه لم يكن هناك ما يضطرها للقبول به، بعد أن خسر الأول حماية أمريكا وتركيا، بإصراره على المضي في موضوع الاستفتاء رغم تحذيراتهما.

ورأى الكاتب أن الإقليم بدأ مغامرة سياسية كبيرة، في بلد مقسم وضعيف، مغامرة أدت إلى إغضاب جميع جيرانه، وتوحيدهم ضده، وأن من بين الأخطاء التي تقع فيها الحركات القومية الانفصالية مثل الحركات الكردية، أنها غالبا ما تقدم وعودا أكبر بكثير من قدرتها. 

المصدر | الخليج الجديد + ترك برس

  كلمات مفتاحية

العراق كردستان استفتاء كردستان دولة كردية الأكراد البيشمركة كركوك