اهتمت الصحف المصرية الصادرة صباح الأربعاء بتصريحات الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» ونظيره الفرنسي «إيمانويل ماكرون» عقب لقائهما بباريس، كما أبرزت التعاون العسكري بين البلدين على هامش الزيارة.

وأبدت الصحف اهتماما خاصا بمشروع «نيوم» الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، خاصة في ظل مفاجأة مسؤول حكومي بأنه لا تنسيق بشأن المشروع مع مصر، واعتزام «موانئ دبي» تطوير ميناء غرب بورسعيد، ومتابعة تطورات الملاحقات الأمنية للمسلحين في الصحراء الغربية على إثر «مذبحة الواحات».

كما أبزت الصحف دراسة مصر وإثيوبيا مقترح السودان لحل أزمة الخلاف حول ملء خزان سد النهضة، إضافة إلى توقعات خفض عدد موظفي الدولة زيادة الديون والقروض وارتفاع نسبة الودائع في البنوك.

«السيسي»  من باريس: لا تعذيب

اهتمت مختلف الصحف المصرية بتصريحات «السيسي» خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه بـ«ماكرون» عقب لقائهما في الإليزيه، وأبرزت صحيفة «الوطن» تبريرات «السيسي» بقوله إن مصر حريصة على حقوق الإنسان، ولكن مع الوضع في الاعتبار أننا نعيش في منطقة مضطربة جداً، وكاد هذا الاضطراب يُنهي هذه المنطقة ويحوّلها لبؤرة لتصدير الإرهاب للعالم كله، بما في ذلك أوروبا، واعتبر أن «الشعب المصري لن يقبل بأن يكون هناك أي شكل من أشكال الممارسة العنيفة أو الديكتاتورية، أو عدم احترام حقوق الإنسان».

وتابع: «أنا مسئول عن 105 ملايين مواطن مصري في هذه الظروف المضطربة، مع وجود الفكر المتطرف الذي لا يقبل أن يتعايش مع الآخرين بسلام، ونحن لا نمارس التعذيب، وعلى الجميع أن يتحسّب من المعلومات التي تنشر بواسطة منظمات حقوقية».

صفقات تسليح جديدة؟

كما أبرزت الصحف التعاون العسكري على هامش زيارة «السيسي» لباريس، إذ كشفت صحيفة «الأخبار» نقلا عن «السيسي» أن البحرية المصرية باتت ثاني أكبر مستخدم للقطع العسكرية التي تنتجها شركة «نافال» العسكرية بعد البحرية الفرنسية، عقب التعاقد علي عدد من القطع البحرية من إنتاجها.

بينما نقلت صحيفة «المصري اليوم» عن وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي، «برونو لو مير»، أن فرنسا ستبحث صفقة محتملة لبيع مزيد من طائرات «رافال» لمصر، وذلك بعد الصفقة الماضية ببيع 24 طائرة، وقال «لو مير» ردا على سؤال بشأن تقارير عن بيع 12 طائرة إضافية: «إذا كان بالإمكان التوصل لعقود جديدة فسيكون ذلك أفضل كثيرا.. سيبحث رئيس الجمهورية (إيمانويل ماكرون) ذلك اليوم مع الرئيس (السيسي)» لكنه أضاف أن وزارته تحجم عن الصفقة جراء «شروط الدفع التي طلبتها مصر».

لا تنسيق بشأن «نيوم»

ونقلت صحيفة «المصري اليوم» عن مسؤول حكومي قوله إن المشروع الذي أعلنت عنه السعودية تحت اسم «نيوم» لإقامة مناطق لوجستية تركز على 9 قطاعات، ويتضمن جزءاً من الأراضي المصرية وآخر من الأراضي الأردنية، لم يجر التنسيق عليه مع مصر، ولم تتلق الحكومة المصرية أي مخاطبات رسمية بخصوصه حتى الآن.

وأضاف المسؤول أن ما تعمل عليه الحكومة حالياً- خاصة وزارة الاستثمار- هو الاتفاق الموقع بين مصر وصندوق الاستثمارات العامة السعودية، والذي شمل 7 قطاعات، أهمها السياحة والبترول والاستثمار العقاري، والذي ستكون مشروعاته مناصفة بين البلدين، تمثل فيها مساهمات مصر حصصًا عينية، مثل الأراضي والأصول، بينما مشروع «نيوم» خارج اتفاق مصر مع صندوق الاستثمارات العامة الذي أطلقته المملكة.

تأتي تلك التصريحات إثر إعلان ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، عن إطلاق مشروع «نيوم» كأول منطقة اقتصادية خاصة تمتد عبر السعودية ومصر والأردن.

إغلاق الحدود مع ليبيا

وفي متابعة «مذبحة الواحات»، كشفت صحيفة «الأخبار» أن أجهزة الأمن بوزارة الداخلية تمكنت من القبض علي خلية بمحافظة الفيوم تضم 12 إرهابيا قبل ارتكابها عمليات مسلحة واستهداف رجال الشرطة.

كما واصلت أجهزة الأمن لليوم الرابع عمليات التمشيط الواسعة لصحراء منطقة الواحات، ووسعت القوات التمشيط ليشمل التوغل في أماكن كثيرة بصحراء الواحات بالأمتداد مع محافظة الفيوم للقبض علي مرتكبي حاث استهداف القوات بالواحات، بجانب إغلاق الحدود مع ليبيا منعا لهروب الجناة إلى هناك.

بينما قالت صحيفة «الوطن» إن وزير الداخلية اللواء «مجدي عبد الغفار» طلب مراجعة معلومات المصادر السرية، وذلك في ظل تردد أحاديث عن أن أحد هذه المصادر السرية تسبب في المذبحة.

«موانئ دبي» تطور بورسعيد

ونقلت صحيفة «الشروق» عن محافظ بورسعيد اللواء «عادل الغضبان»، قوله إن الاختيار وقع على موانئ دبي لتطوير ميناء غرب بورسعيد، لما تمتلكه من خبرات كبيرة في مصر والعالم العربي والعالم كله، مضيفا أن المحافظة تسعى لعمل توءمة بين بورسعيد ومواني دبي الإماراتية.

من جانبه قال نائب رئيس موانئ دبي ومدير المشروعات بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إن مشاركة الإمارات في تنمية ميناء بورسعيد، تهدف إلى رفع المستوى اللوجيستي والتنافسية التجارية لموانئ مصر على مستوى العالم وتنمية المناطق الحرة، مشيرا إلى أنهم يبحثون تنمية الموانئ النهرية واللوجيستية؛ لتحقيق تنمية اقتصادية وإيجاد وظائف لشباب مصر ولتنمية قدراتهم التأهيلية لإعطائهم فرصا تنافسية على مستوى العالم.

مقترح لملء الخزان

وقالت صحيفة «الأخبار» إن مصر وإثيوبيا تدرسان الاقتراح المقدم من السودان لحل نقاط الخلاف حول كيفية إدارة ملء خزان سد النهضة قبل التشغيل في مراحله الأولى والثانية والأخيرة.

وكشف مصدر مطلع بملف سد النهضة أنه تجري حاليا اتصالات بين الدول الثلاث لتحديد موعد الاجتماع القادم على المستوى الوزاري وأعضاء اللجنة لاستكمال مناقشة نقاط الخلاف الأساسية حول بنود تقارير المكاتب الاستشارية والوصول إلى توافق والإسراع في تنفيذ الدراسات المطلوبة.

خفض عدد موظفي الدولة

وأشارت صحيفة «الشروق» إلى تصريحات رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة المستشار «محمد جميل»، بأن الرقم الدقيق للعاملين في القطاع الحكومي بالدولة يقدر بـ5.7 ملايين موظف، تقدر مخصصات أجورهم في الموازنة العامة بـ240 مليار جنيه، مشيرا إلى أنه من المتوقع انخفاض عدد العاملين بالقطاع الحكومي لـ5 ملايين بحلول العام 2020، وكشف عن استهداف الجهاز خروج نصف مليون موظف «معاش مبكر»، بينما لم يخرج سوى 4 آلاف فقط.

وأوضح «جميل» أن الجهاز يستهدف الوصول إلى معدل موظف لكل 40 مواطنًا بحلول العام 2030، لافتا إلى تراجع عدد من الوظائف الكتابية خلال السنوات المقبلة بسبب الاعتماد على الأنظمة المميكنة، ولفت إلى أن الجهاز الإداري للدولة يضم 151 خبيرا فقط يتقاضون مرتبات من الموازنة العامة للدولة بـ10 ملايين جنيه سنويا، لافتا إلى أن هناك 70 ألف موظف بعقود مؤقتة سيتم تثبيتهم قبل شهر يونيو 2018.

زيادة الديون وارتفاع الودائع

ونشرت صحيفة «المصري اليوم» تقريرًا حديثًا للبنك المركزي المصري رصد فيه زيادة القروض الممنوحة للحكومة، خلال عام، بنحو 181 مليار جنيه، حيث سجلت 354.7 مليار في يونيو الماضي، بينما سجلت في يونيو 2016، نحو 173.7 مليار جنيه.

كما كشف التقرير عن ارتفاع إجمالي الودائع بالبنوك بخلاف البنك المركزي إلى 3.070 تريليون جنيه بنهاية شهر يوليو الماضي، مقابل 2.828 تريليون في يناير 2017، بزيادة قدرها 242 مليار جنيه خلال 7 أشهر.

أما الدين الخارجي فقد ارتفع أيضا؛ إذ إن نسبة الدين الخارجي بلغت 33.6% من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية يونيو الماضي، ليرتفع بنحو 23.3 مليار دولار، بمعدل نمو بلغ 41.7%، خلال العام المالي الماضي، ليصل إلى 79 مليار دولار بنهاية يونيو 2017.