استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

مجلس التعاون الخليجي والخطط البديلة!

الأربعاء 25 أكتوبر 2017 11:10 ص

قد تنعقد قمة دول مجلس التعاون الخليجي في الكويت في الربع الأول من ديسمبر القادم كما هي العادة، أو لا تنعقد. إن انعقدت فيجب أن يكون على جدول أعمال القمة بند واحد لا غير، وهو "حصار قطر والآثار المترتبة عليه".

(1)

أستأذنكم يا أصحاب الجلالة والسمو في أن أصارحكم، صراحة مواطن خليجي/ عربي مخلص لخليجه العربي وأمنه واستقراره وسيادته وسلامته، ليس هذا فقط بل مخلص لأمته العربية من محيطها إلى خليجها العربي.

أعلم حق العلم أن حديثي إليكم عبر هذا المنبر الشريف الأمين سيغضب بعض رجالكم، وقد يثيرون النقع من حولي، وقد يستعدونكم على مواطن من مواطنيكم يدين بالولاء والانتماء إلى هذه الأرض الخيرة، قد يفسر بعض رجالكم ما أقول كتفسير قارئة الكف على قارعة الطريق.

أرجو يا قادتنا الميامين أن تنظروا إلى قولي على أنه حرص مني ومن جيلي على مستقبل هذه المنطقة: "الخليج العربي"، وحرص على عزة أمتنا العربية والإسلامية.

(2)

بعد هذه المقدمة التي كان لا بد منها، أنتقل إلى التذكير بأن مقدمة بيان تأسيس مجلس التعاون عام 1981 كانت "تشدد على التعاون في مجال المال والتجارة والتعليم والثقافة والصحة والإعلام والسياحة"، وتجاهلت المسألة الأمنية.

ولكل صاحب رأي عليه أن يستنتج لماذا أسقط بند الأمن من وثيقة التأسيس، إلا أن تصريحات المسؤولين كانت تشير إلى أن أمن هذه المنطقة هي مسؤولية شعب وقيادات دول الخليج العربية، ثم انقلبتم على ذلك، وقلتم إن أمن الخليج مسؤولية عالمية، وعلى ذلك تتصرفون.

لا أريد أن أنكأ الجراح لكن الأمانة تقتضي تذكيركم دون تفصيل بالأزمات التي رافقت مسيرة مجلسكم الحاضر الغائب في الأزمات: الحرب العراقية الإيرانية، والأزمة العراقية الكويتية، وحرب الناقلات، وألغام البحر الأحمر، ثم احتلال الكويت وأدوات تحريره.

لم تقفوا وقفة لإعادة تقدير الموقف، وانطلق البعض منكم بوعي أو من دون للتصدي لحركة الربيع العربي، فناصرتم الانقلابيين في مصر وحفتر في ليبيا، وحاولتم العبث بتونس، وفي سوريا واليمن حدث ولا حرج. وأصبح اليمنيون يصرخون بأن عاصفة الحزم انقلبت إلى قوى محتلة لجنوب اليمن.

لقد خسرتم كل معارككم سياسيا وعسكريا، وخسرتم أموالا طائلة، والعائد على تلك المعارك صفر، لأن بعضكم وقف ضد بعض، وهكذا كانت النتائج خسائر مال وسمعة دولية وأرواح بشر ودمار، وفي النهاية ستجبرون على إعادة إعمار ما خربته الحروب.

(3)

أضيف إلى أزماتكم المشار إليها أعلاه الأزمة الخليجية الراهنة "حصار قطر".. يصر الطابور الخامس المنتشر في دول الحصار الرباعي (السعودية والبحرين والإمارات، ومصر المأزومة) على تسمية هذه الأزمة بأنها أزمة قطر، وهم ينشدون من وراء ذلك إرضاء الشباب صانعي الأزمة، والحقيقة تقول إنها أزمة خليجية مكتملة الأركان، لأن أركانها أربع دول خليجية.

إن جوهر المشكلة الخليجية الراهنة ليس الإرهاب وتمويله وإيواء بعض أطرافه ولا التدخل في شؤونهم الداخلية، فكل تلك الادعاءات مردود عليها، ورفضت أطراف الأزمة الاجتماع لمناقشة تلكم الأقاويل وجها لوجه مع القيادات القطرية لأنهم يعلمون أنه ليس لديهم دليل مادي ضد قطر.

إن جوهر الإشكال هو الدور الذي تقوم به قطر على الساحة العربية والدولية، وحققت نجاحات مشهودا لها في ذلك الأمر. يسعى أطراف الحصار لفرض إرادتهم على قطر، تمثل ذلك في النقاط الـ13 والمبادئ الستة أنها "شروط الإذعان"، على دولة قطر أن تستجيب لهم.

معنى ذلك تحجيم الدور السياسي لقطر على الساحة الدولية بعد أن أبلت بلاء حسنا في هذا المجال بطرائق مختلفة ومتعددة، وسرد تلك الأدوار يحتاج إلى مساحة أكبر في هذه الصحيفة المباركة. والحق أن قطر لم تمنع أحدا أو تزايد على أي منهم في أي أعمال تعود بالنفع على الإنسان العربي أولا ثم العالم على امتداده.

مصر خرجت عن منوال القيام بأي دور على الساحة الدولية والعربية بعد اتفاق كامب ديفيد واتخذت شعار «مصر دولة فرعونية»، وانظر إلى زي الحرس الجمهوري المصري.

السعودية لا تريد ولا ترغب أن تقوم بدور على الساحة الدولية والعربية إلا فيما يخصها مباشرة.

العراق أُخرج من الدائرة الفاعلة عربيا، وكذلك سوريا، والجزائر تعيش ظروفا صعبة. في هذا السياق قطر قامت بأدوار على الساحة العربية لا ينكرها منصف، وكذلك على الساحة الدولية.

(4)

اليوم يتردد في وسائلا الإعلام أن القمة الخليجية في الكويت لن تنعقد هذا العام، وأن هناك مساعي بين دول الحصار مؤداها إقامة مجلس مواز لمجلس التعاون الخليجي تضم في عضويته إلى جانب الفرسان الثلاثة الخليجيين الأردن ومصر واليمن.

إذا كانت تلك المعلومات صحيحة فإني أرجو من الله أن يبتعد الأردن عن هذا المولود، وأن يبقى على الحياد، فظروف الأردن ليست كظروف مصر السيسي المأزومة، وليست اليمن التي يشتكي حالها إلى الله عز وجل.

الشعب الأردني يأبى الذل والمهانة، ويرفض الاستتباع والاستجداء.. إنه شعب يقوده رجل ينتسب إلى بيت النبوة من بني هاشم لم يهبّ أحد لنجدته في أزماته كما أنجدوا مصر السيسي بعشرات مليارات الدولارات، لم يوفوا بما وعدوا به الأردن.

آخر القول: قطر ليست موناكو التي أرادت أن تعبث بها فرنسا في ستينيات القرن الماضي، فعادت فرنسا إلى تحكيم العقل وتراجعت عن مخططاتها العدوانية تجاه موناكو، فهل يفعل جوارنا مع قطر فعل فرنسا مع موناكو؟!

* د. محمد صالح المسفر استاذ العلوم السياسية بجامعة قطر

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية

الخليج مجلس التعاون الخليجي الأردن أمن الخليج الكويت الأزمة الخليجية