تصفية للاستعمار في المناهج .. «كامبردج» تدرس نتاج كتاب سود

الأربعاء 25 أكتوبر 2017 04:10 ص

قررت جامعة «كامبردج» الاستعاضة عن كتاب بيض بآخرين سود في قسم الأدب الإنجليزي بناء على مقترحات قدمها أعضاء في الهيئة التدريسية بعد مطالبات طلابية بـ«تصفية الاستعمار» في المنهج.

ولأول مرة في تاريخ الجامعة العريقة سيكون على المحاضرين والأساتذة أن «يتأكدوا من وجود كتاب سود وكتاب ينتمون إلى أقليات أثنية في منهجهم التدريسي عملا بالخطط التي ناقشها المنتدى التدريسي لقسم الأدب الإنجليزي في الجامعة».

ويأتي القرار بعد رسالة مفتوحة من اتحاد طلبة جامعة «كامبردج» تحمل توقيعات أكثر من 100 طالب بعنوان «تصفية الاستعمار في قسم الأدب الإنجليزي».

وقالت «غيل إيفنز»، أستاذ اللاهوت القروسطي والتاريخ الفكري في الجامعة إن القرار يستجيب للدعوات المطالبة بوقف تدريس التاريخ الغربي أو الأوروبي في الغالب فضلا عن الأدب الغربي.

وأضافت البروفيسورة «إيفنز»: «إن تشويه محتوى منهج التاريخ والأدب بإدراج مادة متنوعة إحصائيا أو نسبة متساوية من ثقافات مأخذة عالميا يعني بكل تأكيد إغفال الحقيقة التاريخية الماثلة في أن الغرب استكشف العالم ابتداء من القرن السادس عشر وسيطر على رقعة كبيرة جدا منه - استعماريا أو خلاف ذلك ـ ومن الزيف التظاهر بأن ذلك لم يحدث».

ولكن «برياميدا غوبال»، الأستاذ في كلية تشرتشل وعضو المنتدى التدريسي في قسم الأدب الإنجليزي، رحبت بالخطوة، وقالت: «إن لبريطانيا تاريخا طويلا من الاحتكاك ببقية العالم لا سيما من خلال المشروع الإمبراطوري وإن هذا كان له تأثيره البالغ في ما نسميه بالأدب الإنجليزي».

ولفتت «غوبال»، المختصة بالأدب الكولونيالي وما بعد الكولونيالي، إلى أن تدريس نتاجات كتاب سود؛ ومن الأقليات الإثنية يقتصر الآن على البحوث المعاصرة، وقالت إن دراسة أعمال هؤلاء الكتاب يجب ألا تبقى اختيارية.

وأضافت «إن الأمر لا يتعلق بإضافة بضعة أصوات سوداء أو آسيوية من أجل الإضافة بل إن قضايا العرق والهوية يجب أن تكون ذات أهمية مركزية لا تقل عن أهمية المساواة بين الجنسين في العلوم الاجتماعية والإنسانيات بصفة خاصة».

وقالت «لولا أولوفيمي» مسؤولة شؤون المرأة في اتحاد طلبة «كامبردج» للصحيفة الطلابية في الجامعة إن القرار بتدريس كتاب سود ومن الأقليات الإثنية «خطوة واعدة الى الأمام».

وذكرت جريدة «الديلي تلغراف» أن أعضاء الأسرة التدريسية في أقسام أخرى في جامعة «كامبردج» يبحثون طرق «تصفية الاستعمار» في مناهج بينها السوسيولوجيا.

وكان لفيف من الطلاب في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية طالبوا في وقت سابق من العام الجاري، بأن تكون غالبية الفلاسفة في منهج الفلسفة من أفريقيا وآسيا.

وأشارت الرسالة إلى أن تدريس الأدب الإنجليزي في جامعة «كامبردج» يشجع منذ زمن طويل الموقف التقليدي «الذي يرفع الكتاب الذكور البيض على حساب جميع الآخرين».

وأضافت الرسالة «إن ما لم نعد قادرين على تجاهله هو حقيقة أن المنهج عموما يهدد بتكريس العنصرية المؤسسية».

وأوضح الطلاب انهم لا يريدون استبعاد الكتاب البيض من المراجع والمصادر المطلوب قراءتها في المنهج، لكن مراقبين لاحظوا أن إضافة نصوص جديدة لكتاب سود ومن أقليات إثنية ستؤدي على الأرجح إلى وضع كتاب بيض بمرتبة ثانوية من الأهمية أو إلغاء أعمالهم نظرا لعدم وجود نية في توسيع المنهج ليضم موادا جديدة.

وتكشف محاضر اجتماع المنتدى التدريسي لقسم الأدب الإنجليزي التي أن الخطوات اتخذها أكاديميون مراعاة لمشاعر الطلبة.

وأرسلت المحاضر الى الطلاب باسم رئيس قسم الأدب الإنجليزي البروفيسور «بيتر ديبولا»، رئيس المنتدى التدريسي، وهي هيئة جديدة شكلت لمناقشة قضايا المنهج والتدريس بين أعضاء الأسرة الأكاديمية في القسم.

المصدر | الخليج الجديد + إيلاف

  كلمات مفتاحية

بريطانيا عنصرية طلاب استعمار نتاج كتاب سود بيض إبدال