«حمد بن جاسم» يفند اتهامات دول الحصار.. ويؤكد: انتهى عصر التحكمات

الأربعاء 25 أكتوبر 2017 09:10 ص

قال رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ «حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني»، إن حصار قطر تم التخطيط له قبل مدة، لافتا إلى أن بلاده تريد للسعودية أن تكون في المقدمة.

وفند في حواره مع برنامج «الحقيقة» على «تليفزيون قطر»، الأربعاء، مطالب دول الحصار، كاشفا أن الحرب على قناة «الجزيرة» يعود لأنها فتحت أفق لمعرفة الحقيقة أو جزء منها.

وأضاف: «نحن بحاجة إلى نهضة فكرية لحل الخلافات»، مشدداً على أهمية الحفاظ على مجلس التعاون الخليجي.

تخطيط مسبق

وكشف «بن جاسم»، أن حصار قطر تم التخطيط له مسبقا، ولم يكن سببه التصريح المفبرك الذي نشر بعد اختراق الوكالة القطرية.

واستنكر ارتكاب جريمة قانونية (اختراق الوكالة وفبركة التصريح) لتبرير الحصار.

وأكد أن «فبركة تصريحات أمير قطر كانت تمهيدا لأمر مبيت ضد الدولة»، مشددا أن «القانون الدولي يضمن سيادة الدول مهما كانت أحجامها».

كما أعرب عن استغرابه من مستوى الهجوم الذي تتعرض له قطر الآن، مقارنة بما يحدث في السابق، وقال: «عندما كان التوتر في أوجه، كان هناك حفظ لحد أدنى من الاحترام المتبادل، واللهجة الذي نتحدث بها، لم نكن نمس الرموز، ولم يكن الحديث يصل إلى مستوى الذي وصل إليه الآن».

وبين أن المؤامرة التي تمت لم تكن بمشاركة الجميع في السعودية، «حيث هناك أشخاص في المملكة لم يكن يقبلون بهذا الوضع».

وكشف «بن جاسم» أن أحد المسؤولين الكبار في المملكة، قال له «لا ألومكم في بعض الأشياء الذي اتخذتوها، لأننا أيضا في السعودية قمنا بأشياء لا يجب أن نعملها».

وأضاف: «أنا لا أريد أن أكشف اسم هذا المسؤول، حفاظا على ما يمكن الحفاظ عليه، مع أنه للأسف لا يوجد شئ يمكن الحفاظ عليه بعد كل ما حصل».

«الجزيرة»

وفي رده على سؤال، ما إذا كان «الجزيرة» أنشئت لتصفية الحسابات، قال «بن جاسم»: «أنشأنا الجزيرة لأن الأمير الوالد كان يطمح أن يكون هناك صوت واضح للمواطن العربي عما يجرى في العالم العربي، لذلك أخبارها عن قطر شبه معدومة».

وأوضح أن «الصراحة التي بدأت بها الجزيرة، لم يتعودوا عليها في منطقتنا».

وأضاف: «للجزيرة إيجابيات وسلبيات، ولكنها فتحت أفق في الوطن العربي لمعرفة الحقيقة أو جزء من الحقيقة».

وأشار إلى أن ثمة مواقف ضد قناة «الجزيرة» منذ حرب العراق، لافتا إلى أنها مُنعت من الوصول إلى تغطية الأحداث مقابل السماح لقناتي «أبوظبي» (الإماراتية) و«العربية» (السعودية) بالتغطية.

تفنيد المطالب

وفند رئيس الوزراء القطري السابق، مطالب دول الحصار، وقال: «لم ندعم الحوثيين أبدا».

وأضاف: «أحضرنا الحوثيين هنا بطلب من علي عبدالله صالح، وعقدنا اتفاق معهم، أن يكونوا حزب سياسي سلمي، وأن يسلموا الأسلحة للدولة، وأن يتم تبادل الأسرى، وكان التنفيذ يسير بشكل إيجابي، إلى أن بدأت دول تتدخل في الأمر لأنها لا ترغب في نجاح قطر».

وفما يتعلق بسوريا، قال «بن جاسم»: «عندما بدأت الأزمة، ذهبت للملك (السعودي الراحل) عبدالله بن عبد العزيز، بناء على تعليمات من الأمير الوالد، وقال نحن معكم وأنتم استلموا هذا الموضوع، وكان أي شئ يتم عن طريق الأتراك والقوات الأمريكية وبتنسيق مع السعودية».

وأضاف: «يمكن حصل خطأ بدعم طرف بالخطأ، ولكن تركيزنا كان على تحرير سوريا، ولكن كنتم معنا في خندق واحد، ولكن إذا غيرتم توجهكم في سوريا أبلغونا».

أما عن فتح مكتب لحركة «طالبان» في قطر، فبين «بن جاسم» أن مكتب «طالبان» تم فتحه لإجراء مفاوضات لتبادل الأسرى بين الأمريكيين والحركة.

وكشف أنه تم الضغط على قطر في فترة سابقة، لفتح سفارة لطالبان، إلا أننا رفضنا، وفي المقابل فتحت الإمارات سفارة لهم، ولن نتكلم عن ذلك.

كما لفت إلى أن عدم التعامل مع «حماس»، واحد من ضمن المطالب الـ13 من قبل دول الحصار، «لكنهم يتعاملون معها الآن».

وكشف أن «دولة عربية كبرى (لم يسمها) طلبت من الإسرائيليين منع باخرة مساعدات قطرية من الوصول إلى غزة»، مشيراً إلى أن «هناك علاقات إسرائيلية حميمية مع بعض الدول».

وتابع: «لكن أحذرهم من التفريط في فلسطين أو القدس أو المسلمات العربية».

وعن علاقة بلاده بإيران، أوضح رئيس الوزراء القطري السابق: «علاقاتنا مع إيران طبيعية بحكم أننا جيران وهي دولة كبرى في المنطقة ونحن شركاء في حقل غاز ضخم بيننا (حقل الشمال)»، مضيفاً: «لدينا كثير من القضايا نختلف فيها مع إيران لكن يجب أن نبحثها وجهاً لوجه».

وعن حديث دول الحصار، بشأن دعم الدوحة لثورات الربيع العربي، قال «بن جاسم»: «الجزيرة قد تكون حركّت الشارع العربي، لكنها ليست السبب الرئيسي في هذه الثورات».

وتساءل: «هل الأزمة الخليجية جاءت لفرض سياسة معينة في المنطقة؟ لماذا لا يتم بحث مختلف القضايا في إطار مجلس التعاون وفق رؤية واضحة؟».

خلافات الخليج

ووجه «بن جاسم»، رسالة إلى السعودية، قائلا: «نود أن تكون المملكة في المقدمة، هذا أحسن لنا في قطر، وهذا ليس من اليوم، هذا منذ زمن، نحن ننظر لمكة قبلة المسلمين بكل احترام وتقدير، ولكن ما هذا هو الطريق الذي يؤدي للاحترام؟».

وأضاف: «السعودية هي الدولة الشقيقة الكبرى ولها احترامها، لكن عصر تحكّم الكبير في الصغير قد انتهى. نحن الآن دول ولسنا قبائل يغزو بعضها بعضاً».

ولفت «بن جاسم»، إلى دور بلاده في حل خلافات خليجية سابقة، وخاصة الخلاف الحدودي بين السعودية وعُمان والإمارات، والذي تمكنت الدوحة من حلّه عبر جمع الأطراف الثلاثة على طاولة واحدة.

وأشار إلى «الخلاف البحريني القطري (1987) على المياه والجزر»، وقال: «تم تسليمه (آنذاك) للشقيقة السعودية رغم أن بعض الأطراف (لم يسمّها) كانت تعرقل حل الخلاف».

وتطرق «بن جاسم»، أيضا إلى خلاف «القفوس» الحدودي بين الدوحة والرياض، وقال: «تم التعامل معه بطريقة غير إيجابية، والطرف المُلام هو الذي اعتدى واستخدم القوة».

وفي عام 1965، وقّعت قطر والسعودية اتفاقاً يقضي باتخاذ ترسيم الحدود بينهما، قبل أن تندلع معركة القفوس الشهيرة بين البلدين نهاية سبتمبر/أيلول 1992، والتي انتهت بمقتل ضابط سعودي وسيطرة الرياض على المنطقة.

وتابع «بن جاسم»: «قُسمت الحدود بين قطر والإمارات والسعودية، وتم الاتفاق ونحن نحترم اتفاقاتنا. وقمنا بحل خلافنا البحري مع السعودية، وبحسن نيّة توسطنا لحل الخلاف بين الرياض وأبوظبي، وكنا سنتحمل قيمة إنشاء جسر المحبة مع البحرين والذي أعتقد أنه حيوي ومهم للبلدين».

وكشف «بن جاسم» أن السعودية «ساعدت الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في حل قضية لوكيربي، رغم أنه كان يكذب للأسف»، مضيفا: «التسجيلات التي سُربت لنا مع القذافي لها خلفية خاصة، فالقذافي كان يعتبر الخليج دول من الدرجة رابعة».

وأردف: «القذافي حاول بث تسريبات مسيئة للسعودية عبر قناة الجزيرة، لكننا رفضنا، والمملكة كانت تعلم بكل ما يحدث بين قطر والقذافي، وأنا من كنت أخبرهم».

وشدد «بن جاسم»، على الحاجة إلى نهضة فكرية لحل الخلافات، وقال: «يجب الحفاظ على مجلس التعاون الخليجي».

ولفت إلى أن أمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح»، قام «بدور جبار وعمل المستحيل لحل الأزمة رغم وضعه الصحي».

وأضاف أن «هذه الجهود لن تنساها شعوب الخليج».

وأمس، توقع أمير الكويت، أن الأزمة الخليجية تحمل في جنباتها احتمالات التطور، محذرا من أن تصعيد الأزمة سيكون له «نتائج بالغة الضرر والدمار» على أمن دول الخليج وشعوبها.

وأجرى «الصباح»، الأسبوع الماضي، زيارة قصيرة إلى الرياض، التقى خلالها الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، في إطار جهود وساطة يقوم بها لحل الأزمة التي اندلعت في 5 يونيو/حزيران الماضي.

ويوم الثلاثاء، كشف مصدر دبلوماسي كويتي أن القمة الخليجية المقرر عقدها بالكويت، في ديسمبر/كانون الأول المقبل، باتت في حكم المؤجلة؛ بسبب الأزمة الخليجية.

ولفت المصدر إلى أن «الكويتيين يعتقدون أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى المنطقة ستدفع نحو قمة تفاوضية في واشنطن برعاية الرئيس دونالد ترامب».

واجتمع «تيلرسون»، الأحد، في الرياض، مع الملك «سلمان» ونجله ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان»، قبل أن يغادر إلى الدوحة ويلتقي بأمير قطر الشيخ «تميم بن حمد».

وكان الوزير الأمريكي عبر، في مقابلة مع وكالة «بلومبيرغ»، عن تشاؤمه بشأن قرب حل الأزمة الخليجية، محملا دول الحصار مسؤولية استمرارها.

  كلمات مفتاحية

حمد بن جاسم قطر الأزمة الخليجية السعودية الخليج الجزيرة فبركة تصريحات