حذرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، «نيكي هيلي»، رئيس جنوب السودان، «سلفا كير»، من فقدان دعم واشنطن، حال عدم إحلال السلام في بلاده.

وقالت «هيلي»، خلال اجتماع مع «كير»، في العاصمة جوبا، أمس الأربعاء، إن الولايات المتحدة فقدت الثقة في حكومة بلاده؛ بسبب تفاقم الحرب الأهلية، وإن عليه إحلال السلام وإلا فقد دعم واشنطن.

وأضافت: «أبلغته بأن الولايات المتحدة عند مفترق طرق، وأن كل قرار سيتخذ من الآن فصاعداً سيستند إلى أفعاله»، وفق «رويترز».

وحذرت الأمم المتحدة من أن العنف في جنوب السودان يوفر «أرضاً خصبة» للإبادة الجماعية، فيما نفت حكومة «كير» مزاعم الأمم المتحدة حول وجود تطهير عرقي.

وعبرت السفيرة الأمريكية، عن إحباط واشنطن من قيادة «كير»، مشيرة إلى أن كل المساعدات أو العون الذي يأمل في تقديمه ليس هبة، دون تفاصيل حول الإجراءات التي قد تتخذها واشنطن، لكنها قالت إن «كير فهم ما كنت أحاول قوله».

وكانت السفيرة الأمريكية ذكرت الإثنين الماضي، أن واشنطن تدرس كيفية الضغط على جوبا من أجل تحقيق السلام، على رغم أنها أشارت إلى أن سحب المساعدات قد لا يجدي نفعاً.

وقالت «هيلي» لإذاعة «آي» في جنوب السودان: «فقدنا الثقة في الحكومة ونحتاج الآن لاستعادة الثقة، والسبيل الوحيد لذلك هو من خلال العناية بالشعب كله».

وطالبت «كير» بإتاحة الوصول الكامل ومن دون انقطاع للمساعدات الإنسانية وبإحلال السلام والاستقرار في البلاد، وأشارت إلى أنها طرحت جدولاً زمنياً على كير للتحرك، من دون ذكر أي تفاصيل.

من جهته، قال كبير مستشاري كير «نيال دينق نيال»، إن «الرئيس أبلغ هيلي بأن حكومته ومهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أقامتا آليات تعمل بشكل مشترك لتحسين الوضع الإنساني والتعامل مع المشاكل الإنسانية»، مضيفاً أن «كير قال إن القوات الحكومية ستلتزم أيضاً بوقف للقتال من أجل تهيئة الأجواء للحوار».

واندلعت الحرب بسبب نزاع بين «كير»، وهو من قبائل الدنكا، ونائبه السابق «ريك مشار»، وهو من النوير، الأمر الذي تسبب في مجاعة في مناطق من جنوب السودان، وأجبر ثلث السكان أي حوالى أربعة ملايين شخص على الفرار من منازلهم.

وانهار اتفاق هش للسلام في جنوب السودان العام الماضي وفر «مشار» من البلاد.

وهناك قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان قوامها 15 ألف جندي، لكنها تواجه انتقادات لعدم تدخلها وقت ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

وأجبر الصراع أكثر من ثلاثة ملايين شخص على النزوح من ديارهم في دولة يسكنها 11 مليون نسمة، ما تسبب في جيوب يعاني فيها السكان من سوء تغذية شديد، وتجاوزت نسبة التضخم في العام الماضي 800%.