القدس العربي: الميليشيات الشيعية تنشر التشيع في ريف حلب الجنوبي

الخميس 26 أكتوبر 2017 06:10 ص

تطرق تقرير نشره «القدس العربي» إلى زيادة نسبة التشيع في ريف حلب الجنوبي، بعد أن سيطرت قوات النظام والميليشيات الشيعية العراقية واللبنانية المدعومة من روسيا، على أجزاء واسعة من ريف حلب الجنوبي في نهاية عام 2015، لافتا إلى انتشار بعض المظاهر الجديدة على سكان تلك المناطق، من قبيل تحويل المساجد إلى حسينيات وانتشار طقوس المذهب الشيعي.

وبحسب التقرير، يقول الناشط السوري، في ريف حلب الجنوبي، «محمود الخالد»: «بدأ تطبيق منهج التشيع في قرى بلاس وعبطين وبلدة الحاضر وغيرها، حيث اعتمدت تلك الميليشيات على موظفين موالين للنظام من أبناء هذه المناطق، لإقناع السكان بحضور الدروس التي يقيمها رجال دين شيعة، كما تم تحويل بعض المساجد إلى حسينيات، ففي بلدة عبطين مثلا حول مسجد عمر بن الخطاب إلى حسينية بعد إهانة لافتة المسجد، وكذلك حولت تلك الميليشيات مسجد عائشة في بلدة الحاضر إلى حسينية».

وتابع «الخالد»: «إن الحسينيات اليوم، يدعى لها الناس، فتقام فيها موائد الطعام، وبعدها يلقي شيخ شيعي محاضرة تتحدث عن ميزات المذهب، كما يتم توزيع بعض الهدايا التي تشمل كتباً للفقه الشيعي وسللا غذائية».

وبحسب التقرير، فإن الميليشيات الشيعية تدفع رواتب ومعونات غذائية لمن يحضر الدروس ويلتزم بالزي الشيعي، مثل وضع شعارات تمجد الخميني على الرأس، وكذلك حمل رايات عليها اسم زينب أو الزهراء، كما أن هناك مشايخ مرافقين للميليشيات، يعملون على تدريس الأطفال مبادئ المذهب الجعفري وذلك من خلال تعيين معلمين من أهالي تلك القرى، مقابل رواتب مغرية.

وهكذا، ارتفعت نسبة التشيع في قرى ريف حلب الجنوبي التي تسيطر عليها هذه الميليشيات الشيعية، خصوصاً بين بعض العشائر التي كانت موالية للنظام في مدينة سفيرة وقرى الذهبية وعين عسان وتركان، كعشيرتي العساسنة والبقارة، وانضم معظمهم إلى «لواء الباقر» الذي لعب دوراً كبيراً في معارك النظام في ريفي حلب الجنوبي والشرقي وساند المعارض السوري «نواف البشير» بعد عودته لصفوف النظام، قبل أن يعلن مشايخ من عشيرة البقارة براءتهم من «البشير» ومن لواء الباقر.

ونقل التقرير عن المعلم «محمد .س» الذي يتواجد في مدينة حلب قوله، إن «حركة النجباء الشيعية التي تتخذ من أكاديمية الأسد مقراً عسكرياً لها، تقوم من خلال مكتب ديني، بإرسال مندوبين توظفهم براتب 200 دولار، إلى المساجد، لكي يعطوا محاضرات ويوزعوا كتيبات، تتكلم عن المذهب الشيعي ومظلومية أهل البيت».

وأضاف «أن جامعة حلب تحولت إلى مكان لإقامة المحاضرات والندوات عن المذهب الجعفري وفي إيران ونهضتها، فخلال شهرين فقط، اقيمت 25 ندوة تتحدث عن التشيع وعن إيران، ويتم فيها بث أفلام سينمائية، تتحدث عن مقاومة إيران لصدام حسين في حرب الثماني سنوات، وعن مظلومية الشيعة من قبل الأمويين والعباسيين».

بدوره، قال «يوسف الأحمد» الذي كان موظفاً إدارياً في جامعة حلب وانشق عن عمله: «في حي حلب الجديدة، توجد ثانوية شرعية يدرس فيها الطلاب المذهب الجعفري وتاريخ الدولة الحمدانية، كما يتم في هذه الثانوية التشكيك بصحة كتابي البخاري ومسلم»، مضيفاً أن «الميليشيات الشيعية أقامت في الحي الأول والرابع من ضاحية الحمدانية مراكز ثقافية، كما تم تحويل مسجد سكينة، كمركز للطلاب».

التقرير أكد أن انتشار مظاهر التشيع، ليس ظاهرة حديثة في سوريا، فقبل قدوم الميليشيات الشيعية إبان الثورة السورية، سمح نظام «الأسد» لحركة تشيع محدودة في البلاد، ظهرت أثارها في محافظتي الرقة ودير الزور ودرعا، حيث لعبت بعض المراكز كمرقد «عمار بن ياسر» في الرقة، دوراً في التثقيف المذهبي، وأدت لتشييع أعداد محدودة من السوريين السنة، بإغرائهم بمنح مالية ومقاعد جامعية، كما حصل في بعض بلدات الريفية بدير الزور، كقرية «حطلة» التي تشيع معظم سكانها.

وبعد دخول الميليشيات الشيعية لسوريا، ارتفعت وتيرة النشاط المذهبي، وحصلت على المزيد من الدعم الحكومي العلني، وأصدر «بشار الأسد»، مؤخراً، قراراً بإنشاء ثانوية شرعية تدرس المذهب الجعفري في مدينة جبلة.

المصدر | الخليج الجديد+ القدس العربي

  كلمات مفتاحية

ريف حلب الجنوبي التشيع ميليشيات شيعية عراقية