«مجزرة الواحات» تفاقم الخلافات بين المؤسستين الأمنية والعسكرية بمصر

الجمعة 27 أكتوبر 2017 01:10 ص

كشفت مصادر سياسية مصرية مطلعة عن تفاقم الخلافات بين المؤسستين العسكرية والأمنية في مصر إثر مجزرة «الواحات»، غربي البلاد، التي راح ضحيتها العشرات من قيادات وجنود الشرطة المصرية، الجمعة الماضية.

وقالت المصادر إن رئيس «جهاز الاستخبارات العامة»، «خالد فوزي»، يقوم بمحاولات لتلطيف الأجواء بين وزارتي الداخلية والدفاع، حسب صحيفة «العربي الجديد».

وفي هذا الصدد، أجرى «فوزي» سلسلة اتصالات بكل من وزير الدفاع «صدقي صبحي»، ووزير الداخلية «مجدي عبد الغفار»، ورئيس أركان الجيش الفريق «محمود حجازي»، في محاولة لإنهاء الخلافات، وتهدئة غضب قيادات وضباط وزارة الداخلية في أعقاب مقتل زملائهم وسط موقف رسمي، وصفوه بالمتخاذل والمتجاهل لتضحياتهم، وفق المصادر ذاتها.

وأضافت المصادر أن «محاولات فوزي تأتي لترميم البيت من الداخل؛ لمنع وقوع مزيد من الخسائر في صفوف المؤسسات الأمنية والعسكرية، حتى لا تستغل عناصر متطرفة تلك الخلافات في استهداف مناطق نفوذ مشترك للمؤسستين لإشعال مزيد من الفتنة بينهما».

كانت السلطات المصرية قالت، عبر بيان رسمي، إن 16 ضابطاً ومجنداً قُتلوا، وأصيب 13 آخرون، في منطقة الواحات بالصحراء الغربية، بعدما تعرَّضوا لإطلاق نار كثيف من مجموعة مسلحة، الجمعة الماضية.

لكن وكالات أنباء غربية ووسائل إعلام محلية نقلت، عن مصادر أمنية، إن الهجوم أسفر عن مقتل 58 ضابطاً ومجندا مصرياً.

ولم تعلن الحكومة المصرية الحداد الرسمي على القتلى، في حين اكتفى الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» بتعزية روتينية قبل توجهه إلى باريس للقاء نظيره الفرنسي «إيمانويل ماكرون».

وحذر «فوزي» من احتمال استغلال الضابط بمباحث مدينة السادس من أكتوبر، غرب القاهرة، حادثة اختطاف زميلهم النقيب «محمد الحايس»، لدى العناصر التي نفذت الهجوم، في إعداد إصدارات مصورة سيكون من شأنها نشر حالة من الخوف والإحباط في صفوف القوات.

ويمثل ارتفاع عدد ضحايا الحادث، وتدمير مركبات القوة الأمنية، واستيلاء المهاجمين على الأسلحة والذخيرة والهواتف التي كانت بحوزتهم، إحراجا كبيرا للمؤسسة الأمنية في مصر، التي خسرت معركة «الواحات» وتورطت في معركة أخرى تتعلق بالرهائن.

كانت مصادر مطلعة كشفت أن «قيادات وزارة الداخلية فضّلت القيام بتلك العملية بمفردهم من دون تنسيق مع الجيش، أو إبلاغ الجهات المختصة بالقوات المسلحة للتنسيق معهم، حتى لا يُنسب لهم في النهاية الفضل في القبض على هشام العشماوي (ضابط صاعقة مفصول من الجيش ومتهم بتنفيذ العملية) ومجموعته».

وأرجعت المصادر التضارب الكبير في التغطيات الإعلامية وتجاهل الإعلام في تغطية الحدث في يومه الأول، الجمعة الماضي، إلى تجاهل الرئيس المصري، لمدة يومين، التعليق على المذبحة، رغم ضخامتها.

وتشكل مذبحة «الواحات»، إحراجا وتحديا كبيرين لـ«السيسي» قبل أشهر من خوضه الانتخابات الرئاسية لفَترة ثانية، خاصة مع تبخر وعود الأمن والأمان، وتوالي الثغرات والأخطاء السياسية والأمنية، بشكل قد ينسف جدوى حملته للترشح ثانيا، تحت شعار «علشان تبنيها».

  كلمات مفتاحية

خالد فوزي المخابرات المصرية هجوم الواحات صدقي صبحي مجدي عبدالغفار مصر وزارة الداخلية المصرية