حالة من الغضب، شهدها موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إثر تصريحات وزير المالية السعودي «محمد الجدعان»، عن العلاوة السنوية، التي أثار فيها قلق السعوديين، بعد تلميحه إلى استمرار توقفها، وتأكيده أن ذلك يوفر 3% من فاتورة الرواتب.

وكان «الجدعان»، قال في حوار مع وكالة «بلومبيرغ» على هامش مبادرة مستقبل الاستثمار، إنه استمع إلى شكاوى بشأن تأخر الصرف وسيتم النظر بها، مشيرا إلى أنه «تمت إعادة الحوافز والبدلات لمعظم الموظفين بالدولة، وأن الشكاوى في بعض الإدارات من عدم الصرف، ترجع لمشكلات تقنية».

وأكد وزير المالية أن إعادة الحوافز والبدلات ليس له تأثير كبير على الميزانية في ضوء الإجراءات العديدة التي جرى اتخاذها من أجل رفع كفاءة الإنفاق.

كما أشار إلى أن خفض فاتورة الرواتب سيظل هدفا، موضحا أن ذلك لن يتحقق من خلال تقليص رواتب الموظفين، وإنما عبر تعيين أعداد أقل بدلا من المتقاعدين سنويا.

وقد اشتعل جدل العلاوة السنوية في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، عندما قررت وزارة المالية إلغاء المكافآت والبدلات وإيقاف العلاوة السنوية لمدة عام للعام المالي الماضي 1438 هجرية، وعاد الجدل مرة أخرى في أبريل/نيسان الماضي إثر تناقل آلاف المغردين على «تويتر» أنباء عن أمر ملكي يقضي بإعادة العلاوة، وهو الأمر الذي نفاه وزير المالية «محمد الجدعان» وقتها.

وتحت وسم «العلاوة السنوية، هاجم السعوديون القرار، واعتبروه إهدارا لحقوقهم، في وقت يتم فيها صرف مليارات الدولارات على مشروعات لم تتضح جدواها الاقتصادية بعد».

المغرد السعودي الشهير «كشكول»، علق على تصريحات «الجدعان» قائلا: «هذا التصريح الأهبل يأتي بعد الإعلان عن صرف نصف تريلون دولار لمشروع نيوم».

وأضاف: «إحساس المواطن بالجوع سيقوده لإحراقكم يا خونة».

 

 

واتفق معه حساب «ضمير الأمة»، حين قال: «الشعب أولى من مشروع نيوم».

وشدد «تيجر»، على أن «العلاوة السنوية حقٌ أصيل لكل مواطن سعودي، أخذها بهذا الأسلوب وتجميد الموظف لا يقبل وليس بمنطق وليس بعقل».

وقال «رماد»: «العلاوة السنوية هي حق من حقوق الموظف لا يمكن التعدي عليها.. المفروض تضاعف العلاوة للموظف مو (لا) توقفها».

فيما سخر «عبدالله المزهر»، من الوزير، وقال: «بهذه المناسبة أفيد معاليه أن إيقاف الراتب كله سيوفر 100% من فاتورة الرواتب».

ولفت «محمد يحيى الشهراني»، إلى أن تصريح الوزير «كلام غير مسؤول وغير مقبول من وزير ويجب أن يحاسب».

وأضافت «تهاني التميمي»: «الأمر بإيقاف العلاوة السنوية لعام ١٤٣٨ تجاهل لحق الموظف».

فيما قالت «هاجر»: «ما بين الجزية لـ(الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب.. ورز (الرئيس المصري عبدالفتاح) السيسي وغيره.. وخمسين ألف لكل أمير يبذرون بدون حساب.. وحرب فاتحها الدب الداشر في اليمن.. الكارثة قادمة بلا شك».

واقترح «كريموف»، قائلا: «رجعوها.. ووقفوا المكافآت اللي يوزعها (رئيس هيئة الرياضة) تركي آل شيخ على اللاعبين وستوفرون أكثر».

فيما غرد «تركي الشلهوب»، قائلا: «مئات المليارات ذهبت لترامب.. و30  مليار ريال لمشروع القدية.. وحولي ترليوني ريال لمشروع نيوم.. ويستكثرون على المواطن 200 ريال سنويا».

ونشر مغردون صورة للملك السعودي الراحل «عبدالله بن عبدالعزيز»، مشيرين إلى أن العلاوة السنوية، ماتت معه، في إشارة إلى عدم حصولهم عليها منذ عامين.

وقال «ضمير سعودي»: «الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله.. مرت بلدنا في عهدهم بأزمات اقتصادية حقيقية ولم يوقفوا العلاوات».

وغرد حساب «أنا»: «خليهم ينسدحون في بيت بدون كهرباء.. ويشوفون أنوار يخت بن سلمان.. وطز في الراتب وزيادته».

فيما تساءلت «هالة القحطاني»: «لا أفهم لماذا العلاوة السنوية للسعوديين أصبحت توفر من فاتورة الرواتب، ورواتب الأمريكان والغربيين ومميزاتهم وضرائبهم أصبحت لا تكلف المالية؟!».

وكان «الجدعان» قال في وقت سابق، إن السعودية تتجه نحو خفض عجز الموازنة إلى أقل من 10% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام 2017، مشيرا إلى أنه لن يتم التسرع للوصول إلى  ميزانية متوازنة في 2019.

كما صرح بأن المملكة العربية السعودية نجحت بالفعل في إحراز تقدم بالإصلاح الاقتصادي، إلى جانب الفرص الضخمة المتاحة للاستثمار الأجنبي.

وقبل أيام، أعلنت السعودية تدشين مشروع «نيوم» العملاق الذي ستبلغ تكلفته 500 مليار دولار، وهو عبارة عن مدينة ذكية ستخضع لقوانين خاصة ونظام ضريبي وقضائي خاص بها، كما أنها المدينة الأولى في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط التي ستحتوي على إنسان آلي «روبوت» وطائرات بدون طيار أكثر من عدد سكانها من البشر.