ألغام العلمين تهدد السكان وتعيق التنمية غربي مصر

الأحد 29 أكتوبر 2017 12:10 م

لا تزال رمال الصحراء في العلمين (غربي مصر) تعج بالألغام رغم مرور 75 عاما على معركة الحرب العالمية الثانية، ما يشكل خطرا على السكان وعقبة أمام التنمية.

وتتمركز وحدة متخصصة من سلاح المهندسين التابع للجيش المصري بالقرب من العلمين حيث تقوم يوميا بعمليات مسح لكشف الألغام رغم الجهود الكبيرة التي بذلت من قبل والمساعدات الدولية التي قدمت لنزع الألغام في المنطقة.

وقال «إيفان سركوس» رئيس بعثة «الاتحاد الأوروبي» في القاهرة والذي يزور العلمين هذا الأسبوع على هامش مراسم الذكرى الـ75 للمعركة: «إن في العام 1942 خلفت المعركة كمية كبيرة من الألغام التي لم تنفجر وهي مازالت تشكل خطرا كبيرا على السكان».

وأضاف أن قرابة 2680 كيلومترا مربعا من أراضي الساحل الشمالي الغربي لمصر لا تزال بها ألغام.

وقد أطلقت وزارة التعاون الدولي المصرية في العام 2006، برنامجا لإزالة الألغام بالعملين، وبدأ يؤتي ثماره في 2017، في حين انضم «الاتحاد الأوروبي» في 2014 إلى الجهود المصرية بدعم مالي قدره 4.7 ملايين يورو.

ويشمل برنامج الوزارة حملات توعية لـ75 ألف شخص بما في ذلك الحملات في المدارس، لكن المهمة لم تنته بعد وتم تمديد البرنامج إلى أبريل/نيسان 2018.

وتقول الوزارة إن المناطق التي لا تزال فيها ألغام تتركز بدرجة كبيرة في مدينة العلمين وإلى الجنوب منها ما يجعل بعض المناطق غير صالحة لأي مشاريع تنموية.

وشيدت السلطات المصرية في إحدى المناطق التي تم نزع الألغام منها، مدينة العلمين الجديدة وهو مشروع يهدف إلى إنعاش السياحة والمشاريع في المنطقة.

ويفترض أن توفر المدينة الجديدة 279 ألفا و375 فرصة عمل وأن تجتذب سكانا من المناطق المكتظة بالسكان في الدلتا.

وتبلغ المساحة الإجمالية لمدينة العلمين الجديدة 50 ألف فدان، وتتكون المرحلة الأولى من قطاعين أساسيين بمساحة نحو 8 آلاف فدان، وهما القطاع الساحلي، ويشمل قطاع المركز السياحي العالمي، والقطاع الأثري، والحضري.

وتعتبر مدينة العلمين الجديدة أول نموذج للجيل الجديد من المدن المليونية، والتي من المخطط لها أن تستوعب أكثر من 3 ملايين نسمة في نهاية مراحلها الأولى.

وبالتوازي مع هذا المشروع، افتتحت وزارة التعاون الدولي في العام 2016 مركزا لمعالجة ضحايا الألغام في مدينة مرسى مطروح (غرب العلمين).

وكان الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» شارك قبل نحو أسبوع، في إحياء ذكرى مرور 75 عاما على معركة العلمين، بحضور عدد من ممثلي 14 دولة، وقيادات مصرية بارزة، بينهم «شريف إسماعيل» رئيس مجلس الوزراء، و«صدقي صبحي» وزير الدفاع المصري.

وقال «السيسي»: «إن ذكرى آلاف الضحايا الذين لقوا حتفهم في معركة العلمين تدفعنا لتجديد العهد على الحفاظ على السلام، وبذل مزيد من الجهد لإرساء السلام وخاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تواجه أزمات خطيرة تهدد كيان الدولة الوطنية».

وبدأت معركة العلمين الثانية في 23 أكتوبر/تشرين الأول 1942 بين قوات الحلفاء بقيادة الماريشال البريطاني «برنارد مونتغومري» وبين قوات المحور بقيادة «إيرفين روميل».

وشكلت هزيمة هذا الأخير أحد المنعطفات الحاسمة في الحرب العالمية الثانية وحالت دون تحقيق طموحات «هتلر» وحليفه «موسوليني» باحتلال الإسكندرية وقناة السويس.

ومشكلة الألغام تعود إلى الحرب العالمية الثانية حيث إن المعارك خلفت وراءها حجما هائلا من المخلفات والألغام لوثت ما يقرب من نصف مليون هكتار من الأراضي.

وفى 1995 انعقد مؤتمر جنيف لبحث مشكلة الألغام في العالم، وأعلن حينها أن مصر وحدها لديها 21% من الألغام، بمعدل 23 مليون لغم ومخلفات حرب.

وهناك 8313 حادثة وقعت أثناء تطهير اﻷراضى من الألغام  تسببت في 697 حالة وفاة وإصابة 7616، كما أن ضحايا الألغام منهم أطفال وسيدات.

  كلمات مفتاحية

مصر العلمين السيسي ألغام الحرب العالمية الثانية

التحالف» العربي يعلن العثور على ألغام بحرية قبالة السواحل اليمنية