سعوديات ينفقن على مركز رعاية أطفال بعد إيقاف الدعم الحكومي

الاثنين 30 أكتوبر 2017 08:10 ص

قدمت العاملات في مركز غراس الاستشاري لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في منطقة جازان السعودية مثالا رائعا في «الإنسانية» بعدما قطعت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية الدعم المالي المقدر سنويا بنحو مليوني ريال، بحجة تحويل المركز إلى استثماري ربحي تارة، وتارة أخرى بحجة عدم استكمال المركز استخراج التصاريح.

وأسفر ذلك عن إيقاف رواتب العاملات من معلمات وأخصائيات وإداريات لنحو نصف عام، فيما بات نحو 200 طفل مصابين بالتوحد تحت تهديد الحرمان من الرعايتين التعليمية والصحية.

لكن العاملات اللائي لم يتقاضين أجورهن لنصف عام رفضن التوقف عن أداء مهماتهن، وفضلن عدم تقديم شكوى إلى أية جهة، حرصا منهن على توفير الرعاية لأطفال المركز.

وبحسب إحدى المسؤولات فإن مركز غراس الذي يتبع لجنة التنمية الأهلية في جازان يستهدف «تقديم خدمات مميزة، والارتقاء بذوي القدرات الخاصة نفسيا وسلوكيا وعقليا بأسس عالمية ومعايير إنسانية».

وأضافت أن العمل في المقام الأول خيري، وما تقدمه العاملات والإداريات والأخصائيات والمشرفات من مهمات وأعباء لا يتوافق مع الأجور الضعيفة، ومع ذلك يعملن في المركز بروح الفريق الواحد، وتحملن في سبيل واجباتهن الإنسانية تبعات تأخر تسلم المستحقات، ولم يحصلن إلا على القليل الذي قبلن به عند توقيع العقود.

وتابعت المسؤولة قائلة: «كنا نتمنى من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تقدير الجهود التي نبذلها بالمركز وصبرنا الطويل، لكنها أوقفت الدعم نهائيا وأصبح المركز على مشارف إغلاق أبوابه أمام 200 طفل يأتون من 15 محافظة».

وعلقت إحدى العاملات بالمركز بالقول إن العاملات في أمس الحاجة لرواتبهن لمواجهة مستلزمات الحياة، ويرفضن التوقف عن مهماتهن «لا أخفي عليكم أن عددا من العاملات كن يصرفن جزءا كبيرا من رواتبهن في دعم أطفال المركز وشراء الهدايا لهم لتعاطفهن مع الصغار».

وتساءل عدد من أولياء أمور الأطفال بقلق عن أسباب توقف الدعم المخصص للمركز من الوزارة، خصوصا أن الأطفال وجدوا الرعاية الكاملة وتحسنت قدراتهم الفكرية والذهنية ثم بجهود وإخلاص كل العاملات بالمركز.

وطالب المتحدثون بتدخل الجهات المعنية لإعادة الدعم وإنصاف العاملات.

في المقابل، أكد مدير عام فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بمنطقة جازان «أحمد القنفذي» أن توقف الدعم ليس من اختصاصه، وهناك جهات أخرى في الوزارة مسؤولة عن بحث مثل هذه الأسباب، أما في ما يتعلق بتأخر الرواتب فإن فرع الوزارة ممثلا في مكتب العمل بمنطقة جازان وقف على معاناة العاملين، واتضح عدم تسلمهم للرواتب منذ نحو ستة أشهر، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية حسب اللوائح والأنظمة في مثل هذه الحالة، وفرض العقوبات اللازمة على إدارة المركز.

وبسؤال المتحدث باسم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية «خالد أبا الخيل» عن أسباب توقف الدعم، وتأخر رواتب العاملات قال: «تمت مباشرة القضية من قبل الزميلات في مكتب عمل جازان وثبت تأخر صرف أجور العاملات، وتم ضبط المخالفة، وإحالة القضية للهيئات العمالية للحكم فيها».

من جانبه، قال رئيس اللجنة الاجتماعية الأهلية بجازان المشرف العام على مركز غراس «سراج بن عمر دخن» ليعلم الجميع أن المركز يعمل في الأصل على الجانب التطوعي والاجتماعي، وجميع العاملين في المركز يقدمون فعل الخير على أي أمر آخر، وكثير من العاملات بدأن العمل معنا قبل أربع سنوات تقريبا دون أي مقابل مادي، وحين تحسنت أوضاع المركز وأصبحنا نتلقى الدعم من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية استقطبنا عددا من المعلمات والأخصائيات لتأهيل الأطفال والإشراف عليهم، ووقعنا معهن عقودا تلزمنا بدفع مرتبات شهرية وفجأة توقف الدعم دون أي مقدمات.

وأضاف: «أنا شخصيا راجعت فرع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بجازان ومقر الوزارة في الرياض، وأشعر أنني لم أخذل العاملين لأنهم يعلمون أننا كإدارة كنا نوفر المرتبات ونواقص المركز من الدعم الذي نحصل عليه من الوزارة ومن دعم شخصي من عدد من منسوبي المركز، أما بالنسبة عن أسباب توقف الدعم تحديدا فاسألوا الوزارة، نحن كإدارة موقفنا سليم وكل ما تطلبه الوزارة والقائمون عليها نوفره أولا بأول، وجميع من زار المركز من شخصيات ومسؤولين في الوزارة أشادوا به وأثنوا على جهوده».

المصدر | الخليج الجديد + عكاظ

  كلمات مفتاحية

السعوديات رعاية أطفال العمل السعودية