السعودية.. تغييرات جذرية بأولويات «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»

الثلاثاء 31 أكتوبر 2017 04:10 ص

أعلنت «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في السعودية تغييرات جذرية في طبيعة عملها الميداني، وحددت ست أولويات للعمل خلال الفترة المقبلة.

وحسب صحيفة «المدينة» (سعودية خاصة)، أبلغ رئيس الهيئة، «عبدالرحمن السند»، فروع الرئاسة وهيئاتها ومراكزها، بأن هناك 6 أولويات يعنى بها العاملون في الميدان، تشمل التحذير من الفكر الضال، ومن دعاة الفتنة، ولزوم جماعة المسلمين.

كما تتضمن الأولويات، المحافظة على أمن الوطن ومقدّراته، والحرص على وحدة الصف، وجمع الكلمة، والأمر بالسمع والطاعة لولي الأمر.

وأوضح المتحدث باسم رئاسة الهيئة، «تركي الشليل»، أن فروع الرئاسة وهيئاتها بالمملكة تلقت تعميمات بالأولويات المذكورة، كما تمت دعوتها للتعاون مع الجهات المعنية في كل ما يحقق مصلحة البلاد، ويحفظ أمنها.

وتعد هذه الأولويات الست، تغيرا جذريا في عمل الهيئة التقليدي بالميدان، الذي كان يركز على «محاربة الاختلاط والسفور ومراقبة الأسواق والحث على الصلاة».

وتأسست «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» عام 1940، كجهة مكلفة بتطبيق نظام الحسبة المستوحى من الشريعة الإسلامية، وكانت وظيفتها الأهم هي ضمان امتثال الجمهور للتعاليم الإسلامية -المعتمدة بالسعودية- في الشوارع والأماكن العامة.

وخلال الشهور الماضية، أجرت المملكة تعديلات واسعة على صلاحيات «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» مثلت تقليصا من نفوذها.

وأبرز تلك التعديلات جرت في أبريل/نيسان 2016؛ عندما أقر مجلس الوزراء السعودي، بموافقة ملكية، تنظيما جديدا للهيئة، تم بموجبه منع رؤساء المراكز أو أعضاء الهيئة من إيقاف الأشخاص أو التحفظ عليهم أو مطاردتهم أو طلب وثائقهم أو التثبت من هوياتهم أو متابعتهم.

إذ قصر القرار دور الهيئة على تقديم البلاغات إلى الشرطة أو الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شأن ما يظهر لها من مخالفات أثناء مزاولتها لاختصاصها.

ومنذ بروز دور الأمير «محمد بن سلمان»، في العام 2015، حين كان وليا لولي العهد، ثم وليا للعهد، تسارعت في المملكة خطوات عدها كثيرون تراجعا عن نهج المملكة المحافظ.

ومن ذلك، تدشين «هيئة الترفيه»، العام الماضي، التي بدأت بتنظيم فعاليات ثقافية وفنية وترفيهية في مناطق عدة بالمملكة، بعد أن ظلت غائبة عنها لسنوات طويلة؛ ما أسفر عن صراع محتدم بين التيارين المحافظ والليبرالي.

كذلك، شهدت احتفالات المملكة بالعيد الوطني، في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، تجاوزات أخلاقية دفعت مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي إلى إطلاق وسم بعنوان «الوطنية ليست بالمعاصي»، بعدما تحدث المغردون عن أمور عدة؛ مثل مسألة الاختلاط بين الجنسين، والعروض والحفلات الموسيقية التي لم تكن بهذا الحجم في السابق.

وعقب فعاليات اليوم الوطني للمملكة، دعا ناشطون ومغردون سعوديون إلى عودة «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» للعمل من جديد، وبصلاحيات أوسع، لضبط مخالفات تعاليم الإسلام والمجتمع السعودي المحافظ.

وفي كلمة له الثلاثاء الماضي، أكد «بن سلمان»، أنه يريد أن تسود بلده «نسخة أكثر اعتدالًا للإسلام»، وإنه لتحقيق ذلك سيدفع باتجاه إصلاحات اجتماعية.

وقال: «نحن فقط نعود إلى ما كنا عليه، الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان وعلى جميع التقاليد والشعوب».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محمد بن سلمان