«اضطراب فرط الحركة» .. علاجه وكيف يمكن زيادة تركيز الأطفال

الثلاثاء 31 أكتوبر 2017 08:10 ص

 لطالما يتسائل البعض عن ماهية «اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه»، متسائلين ما إذا كان أولادهم يعانون منه أم من مجرد طاقة صحية للأطفال اليافعين ولا تثير القلق.

وحول ذلك، أثبت الباحثون أن «اضراب فرط الحركة وتشتت الانتباه»، هو اضطراب عصبي بيولوجي حقيقي يجعل حركة الطفل فوق الحد المعقول، وانتباهه أقل مما يجب، ويبدأ منذ الطفولة، ويمتد حتى سن المراهقة والبلوغ.

وفي تصريحات لمجلة «سيدتي»، أوضح الدكتور «جمال الحامد»، استشاري طب الأسرة والاجتماع، أن «الوراثة تلعب دورا مباشرا في الإصابة بهذا المرض بنسبة تصل إلى 90%، وقد أكد مختصون ببرامجهم التثقيفية أن تعاطي بعض العقاقير أثناء الحمل يجعل الجنين فريسة سهلة لمثل هذه الأمراض، كما أن المشاكل العائلية والتفكك الأسري يؤديان إلى غياب مصدر الأمان لدى الأطفال، مما يولد وينمي الاضطراب».

ووفقا لآخر الدراسات المسحية، أكد الدكتور «الحامد» أن نسبة المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه في السعودية تزيد عن 12%، أي ما يقارب 2.5 مليون مصاب، وأن النسبة آخذة بالارتفاع.

من ناحية أخرى، أوضح الدكتور «نادر الرحيلي» أستاذ الطب النفسي المساعد في جامعة الإمام، للمجلة ذاتها، أنه «يجب احتواء المصاب، وإعطاؤه جرعات مضاعفة من الحنان والاهتمام والإيجابية لتعزيز الطاقة الذاتية لديه، وتسليط الضوء على نقاط قوته، إضافة إلى مكافأته، فكلما شعر برضا من حوله، وبالأخص والديه، زادت ثقته في نفسه، لذا يجب عليهما تقبُل فكرة أن هذا الطفل لا يسيطر على أفعاله، ويقتضي ذلك عدم توبيخه والقسوة عليه، وأن يكونا المثال الحي للانضباط والتماسك ليجد فيهما القدوة».

كما اعتبرت الدكتورة «سعاد اليماني» أن «عدم التشخيص المبكر يؤثر سلبيا على حياة الطفل دراسيا وسلوكيا واجتماعيا، مما يجعله مستقبلا شخصيّة غير مسؤولة، ولا تتقيّد بالأنظمة، وبالتالي يتسبب بمشكلات تصل لحد الإدمان والجريمة على النطاق المجتمعي».

وبحسب دراسات وإجماع المختصين، فإن المصاب يحتاج بشكل أساسي إضافة إلى العلاج الدوائي، إلى المساعدة لاكتساب مهارة التواصل للاندماج بالمجتمع، ويكون ذلك بالعلاج السلوكي، ليتمكن من التركيز لتحسين مستواه الدراسي والسيطرة على ردود فعله لتقليص عدوانيته، ويبقى للغذاء الصحي دور لا يقل عما سبقه أهمية، بحسب «سيدتي».

كما لفتت دراسة خبراء نفسيين، ينتاب المصاب ألم الشعور بالذنب بسبب الأذى الذي يصدر عنه وعدم تقدمه العلمي، مما يؤدي لعدم احترامه لنفسه وتقدير ذاته، وذلك يجعله انطوائيا ودائم القلق ومتقلب المزاج.

ويوضح الدكتور «نادر الرحيلي» عددا من النصائح لللآباء والأمهات للتعامل مع هذا المرض، تمثلت في:

  • الاحتواء والحنان من الركائز التي تهدئ من روع المصاب في ظل جو أسري مليء بالمحبة والألفة
  • توفير بيئة تناسب حالته لتفريغ طاقته الزائدة باللعب وإشغال وقته بفعاليات متنوعة وهادفة
  • عدم تعريض الطفل لأحداث مفاجئة، بل تهيئته تدريجيا
  • وعدم تجاهل أي سؤال يطرحه الطفل مهما كان سطحيا، ولابد من الإجابة بشكل واف
  • تقسيم الوقت بشكل منظم يجعل لأكله ودروسه ولعبه ولنومه وقتا محددا
  • التحدث معه وقص الحكايات لتعزيز تركيز السمع لديه والتحكم بانتباهه
  • للأب دور خاص وتأثير كبير على نفسية طفله، حيث يراه مصدر الأمان وكل معاني الراحة

​وتعد ثقافة الوالدين بتفاصيل المرض والقناعة بأنهما بريئان مما يعانيه طفلهما، وبذل المستطاع لاستيعابه، والتحدث معه ومصارحته بوضعه، أمور تُكسب الطفل الثقة بنفسه وبأهله، بالتالي تسهل عليه الاستجابة لهما.

ولخص «الرحيلي» أهمية دور المعلم في التعامل مع هذه الحالة بالنصائح التالية:

  • منح الطفل الثقة بأنه يستطيع إنجاز مهامه وإخباره بذلك
  • غض الطرف عن تصرفاته السلبية
  • تعبئة وقته بمهام حركية تشغله وتستنزف طاقته
  • إعطاؤه وقتاً بسيطاً يتحرر فيه من مقعده بالفصل ليتجول
  • الحرص على استمتاعه بالنشاطات التي يقوم بها والحرص على استخدام حواسه والعمل بيديه قدر الإمكان
  • مشاركة أحد أصدقائه لتذكيره بالواجبات الموكلة إليه وتقسيمها لأجزاء بسيطة
  • تشجيعه من قبل أصدقائه كي لا يشعر أنه دونهم
  • تحفيزه بمكافآت آنية ومستقبلية بحسب تجاوبه الدراسي بالتعاون مع والديه
  • التواصل والتعاون مع والدي الطفل بشكل دائم

في سياق متصل، نشرت أبحاث حديثة عددا من النشاطات والألعاب التي تساعد الأطفال على التركيز، وتساعد الأهالي في التواصل بشكل صحي ومبدع مع أطفالهم.

ولحل مشكلة السرحان، وقلة الاستيعاب، وزيادة التحصيل الدراسي عند الاطفال، كشفت الدكتورة «لاري جيه كوينج» مؤسس أكثر الندوات عن التربية في الولايات المتحدة الأمريكية، وفقا لمجلة «هي»، عددا من تلك الأنشطة التي يجب عليكِ كأم اتابعها مع أطفالك.

 

قراءة الأعداد

عليكي قراءة الأعداد بالترتيب، مع إخفاء رقم محدد أثناء العد، ثم اطلبي من طفلك معرفة الرقم المختفي وذكره بسرعة. وبتكرار هذه اللعبة عدت مرات خلال الأسبوع، سيساعد ذلك على زيادة التركيز.

أوامر مركبة

لعبة الأوامر المركبة، هي من أهم الألعاب لزيادة التركيز عند الأطفال، فما عليك إلا تكليف طفلك خلال فترات متقطعة على مدار اليوم، بأوامر مركبة مع تعقيد الأوامر بالتدريج خلال الأيام المتتالية مثل: «اذهب إلى المطبخ واحضر الطبق من الدرج الأول والملعقة من الدرج الثالث».

تمييز الأصوات

اطلبي من طفلك باستمرار وخصوصا في الأماكن المزدحمة، تمييز بعض الأصوات بسؤاله أثناء التنزة عن تحديد نوعية الأصوات الموجودة من حوله مثل «صوت الطائرة، السيارة، عربة الإسعاف، الحيوانات، الطيور».

سرد القصص

احكي لطفلك حكايات قبل النوم، ثم اطلبي منه إعادتها على والده أو إخواته في اليوم التالي، اتركيه يحكي وشجعيه، وفي حالة نسيانه كثير من التفاصيل أعيدي عليه القصة في المساء، على أن يوم في اليوم التالي يقوم بسردها للأسرة دون خجل من التكرار.

جائزة الكلمات

تعتبر من الألعاب الهامة لزيادة التركيز عند الأطفال، تتطلب وجود مجموعة من الأطفال مع طفلك، لتحفيزه، يمكنك تكرارها مرة كل أسبوع، على أن تكون أعمار الاطفال واحدة.

لتحقيق نتائج تعود على طفلك بالإيجابية وليس شعوره بعدم المعرفة أو التقليل من قدراته، احضري ورقة ودوني عليها هذه كلمات مثل: «ولد، بنت، جماد، نبات، بلد، وجبة، حيوان»، ثم اطلبي من الأطفال كتابة الأسماء التي تبدأ بحرف معين كـ«الباء»، يمكن إعادة اللعبة بحرف آخر وهكذا، على أن تقدم جائزة قيمة كل شهر للطفل الذي تتكرر سرعته في الإجابة خلال تطبيقها على مدار الشهر، ما يزيد من تحفيز وتركيز الاطفال على المدي البعيد وخلال مراحل عمرهم المختلفة.

ومن بين النصائح اللازمة لزيادة التركيز عند الأطفال:

  • غرس المعتقدات الإيجابية في الأطفال
  • تحديد مناطق التميز عند الأطفال
  • الحرص على اختيار العاب زيادة التركيز حسب سن الطفل
  • استخدام نظام التربية الذكية لمعالجة مشكلات عدم التركيز عند الأطفال
  • تربية الأطفال على مبدأ العلاقة المباشرة بين الثقة بالنفس والنجاح في المدرسة
  • تجنبي الوقت الطويل الذي يقضيه الطفل في أداء الواجب المنزلي
  • الإصرار والمثابرة يؤتيان ثمارهما الوفيرة مع الأطفال
  • ذكاء الأم يلعب دور كبير في تشويق الطفل وتحفيزه
  • التعامل بهدوء مع الأطفال لزيادة التركيز

 

  كلمات مفتاحية

أطفال طفل طفولة فرط الحركة وتشتت الانتباه تركيز تشتت التركيز نفسي مرض عصبي نصائح

أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه تتراجع عند عُشر الأطفال المصابين حين يكبرون