كشف مصدر مقرّب من دوائر صناعة القرار المصري، عن عرض إماراتي تلقاه الرئيس «عبدالفتاح السيسي»، يقضي بعودة رئيس وزراء مصر الأسبق، الفريق «أحمد شفيق»، للبلاد، مقابل عدم ترشحه لانتخابات الرئاسة العام المقبل.

وقال المصدر، إن «شفيق أبلغ قادة دولة الإمارات أنه لن يترشح للرئاسة في مواجهة السيسي خلال الانتخابات المقبلة، لكنه يريد العودة إلى مصر مرة أخرى دون أن يعترضه أحد أو يلفق له اتهامات جديدة».

وأضاف، أن «قادة الإمارات أبلغوا الرئيس المصري بذلك، لكن السيسي رفض ذلك قبل أن تنتهي الانتخابات الرئاسية المقبلة».  

وطلب «السيسي» من أبوظبي تحذير «شفيق» من التعليق على الأحداث في مصر، أو توجيه أي هجوم أو انتقاد لطريقة إدارة البلاد، بحسب صحيفة «العربي الجديد».

ويعزز صحة ما سبق، ما كشفه الأكاديمي الإماراتي المعارض «سالم المنهالي»، الشهر قبل الماضي، عن أن الإمارات بدأت «تلعب على المكشوف» مع «السيسي» عبر ابتزازه بورقة «شفيق» بهدف إرسال قواته لمساندة القوات السعودية والإماراتية في اليمن.

وقال «المنهالي» في تغريدة له عبر حسابه على «تويتر»: إن «عيال زايد يحاولون الآن دفع السيسي لإرسال قوات مصرية إلى اليمن بدون ثمن ويلوحون له بعصا أحمد شفيق والانتخابات الرئاسية المقبلة».

وتراود «شفيق» فكرة الترشح، خصوصاً بعد الفشل الذريع للنظام الحالي سياسيا واقتصاديا وأمنيا، لكنه يرغب في الحصول على تعهدات واضحة من أطراف بعينها بمساندته حتى لا يضيع مجهوده هباء، وفق المصادر.

ويقول مصدر سياسي، كان واحداً من أبرز داعمي الانقلاب العسكري في البلاد، يوليو/تموز 2013، إن «شفيق يريد أن يمسك بالعصا من المنتصف، فإما أن تبلغه مؤسسات سيادية بدعمها له في ظل رغبة قطاع كبير من رجال الأعمال المتضررين من سيطرة الجيش على الاقتصاد في دعمه، وإما أنه سيناور بملف الانتخابات حتى يحصل على وعود بعودته لمصر من دون مضايقات بعد أن يعلن عدم ترشحه».

واعتبر المصدر، انتقاد «شفيق» التنازل عن جزيرتي «تيران وصنافير» للسعودية، وكذلك بيانه بعد حادث «الواحات» الذي راح ضحيته قيادات بارزة في وزارة الداخلية، الجمعة قبل الماضي، مغازلة لأبناء المؤسستين العسكرية والأمنية؛ لكسب مزيد من الأرض لديهم قبل الانتخابات.

ويتعرض المرشح الرئاسي الأسبق، لحملة هجوم عنيفة عبر وسائل الإعلام، بشأن تردي صحته، وعدم قدرته على الحياة بشكل طبيعي، بدعوى إصابته بمرض «آل زهايمر» (الخرف)، وهو ما ينفيه «شفيق».

ويخشى «السيسي» الذي تنتهي مدة ولايته الرئاسية الأولى يونيو/حزيران المقبل، من خوض «شفيق» ماراثون السباق الرئاسي في 2018.

وحصل «شفيق» فى الانتخابات الرئاسية التى واجه خلالها «محمد مرسي» عام 2012، على ما يقرب من 13 مليون صوت.

وبحسب المادة 140 من الدستور المصري، «تبدأ إجراءات انتخاب رئيس الجمهورية قبل انتهاء مدة الرئاسة بـ120 يومًا على الأقل (أي في يناير/كانون الثاني أو فبراير/شباط المقبلين)، ويجب أن تعلن النتيجة قبل نهاية هذه المدة بثلاثين يوما على الأقل».