أعلن التحالف العربي، الأربعاء، أنه يتحقق من ادعاء الحوثيين باستهدافه سوقا شعبية بمحافظة صعدة، المعقل الرئيسي للجماعة شمالي اليمن، الأمر الذي أسفر عن مقتل 21 مدنيا، وبين أنه «سيتم الإعلان عن النتائج».

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» عن المتحدث باسم التحالف العقيد الركن «تركي المالكي»، القول إن «قيادة القوات المشتركة للتحالف تابعت باهتمام ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام بادعاء استهداف قوات التحالف لسوق علاف بمديرية سحار في محافظة صعدة».

وأوضح أن القيادة المشتركة للتحالف «تقوم بمراجعة إجراءات ما بعد العمل لعملياتها المنفذة كافة وخصوصا مكان وزمان الحادث محل الادعاء».

وأشار إلى أنه «سيتم الإعلان عن النتائج الأولية حال الانتهاء من إجراءات المراجعة الشاملة والتدقيق العملياتي».

وأكد حرص قيادة القوات المشتركة على تبنيها وتطبيقها لقواعد الاشتباك، بما ينسجم ويتماشى مع قواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني.

وبين أن من أهم تلك القواعد «افتراض أن كل شخص في اليمن هو مدني إلى أن يثبت العكس بشكل قاطع».

كما أكد «المالكي» التزام قوات التحالف القانوني والأخلاقي بحماية المدنيين والممتلكات المدنية، واتخاذها لكل الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تضمن تجنيبهم آثار الصراع.

وبين أن عملياته الجارية تسير وفق أعلى معايير وآليات الاستهداف الحديث، التي تشمل بناء وتحديد الهدف العسكري المشروع لتحقيق الأهداف العملياتية، والضرورة العسكرية في اختيار الهدف وتمييزه وتطبيق مبدأ التناسب باستهدافه والأخذ بالاعتبار للعوامل الإنسانية، وتسخير كافة مصادر ووسائل الاستخبارات المتعددة لتأكيده.

وقالت جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) في وقت سابق الأربعاء، إن 21 مدنيا قتلوا بغارة جوية شنها طيران التحالف العربي، استهدفت سوقا شعبية بمحافظة صعدة.

وينفي التحالف العربي، بشكل متكرر، استهدافه مدنيين باليمن بشكل مباشر، لافتا إلى أن هناك بعض الغارات التي تسبب ضحايا من المواطنين وتكون غير مقصودة.

وبطلب من الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، يشن طيران التحالف منذ 26 مارس / آذار 2015، غارات جوية مكثفة على مواقع الحوثيين وقوات «صالح»، إسنادا للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، في محاولة لاستعادة المناطق والمحافظات التي سيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم.

وينظر مراقبون إلى اهتمام «التحالف العربي» بإعلان اعتزامه التحقيق وإعلان النتائج كنهج جديد في التعامل، وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول استنكرت السعودية ما وصفته بـ«المعلومات غير الدقيقة والمضللة» الواردة بالتقرير السنوي للمنظمة الدولية حول الدول والجماعات «المنتهكة لحقوق الأطفال»، والذي تضمن اسم التحالف العربي، وطرفي الصراع في اليمن.

وكشف التقرير السنوي الذي يتناول أوضاع الأطفال في الصراعات المسلحة، حينها، عن إدراج اسم التحالف العربي بقيادة السعودية، والذي يقود معاركا ضد الحوثيين باليمن، كما تضمن التقرير «الحوثيين وقوات الحكومة اليمنية والمجموعات المسلحة الموالية لها»، إضافة إلى «تنظيم القاعدة» في شبه الجزيرة العربية، وحمّل التقرير، قوات التحالف، مسؤولية مصرع 683 طفلا في غاراتها الجوية في اليمن، العام الماضي.