في مصر.. إهانة «السيسي» بـ5 جنيهات

الأربعاء 1 نوفمبر 2017 08:11 ص

بخمسة جنيهات فقط (0.3 دولار)، انتشرت لعبة في مصر، تحمل إهانة فجة للرئيس «عبدالفتاح السيسي»، دعت أجهزته الأمنية لمحاربتها وشن حملات أمنية لبائعيها أو الأطفال التي تلعب بها، من أجل مصادرتها.

«بيضان السيسي»، هو اسم اللعبة، التي انتشرت في مصر، كالنار في الهشيم، خلال الأيام الماضية، وهي عبارة عن كرتين صغيرتين يربطهما حبل.

الأطفال في مصر يتنافسون فيما بينهم، باللعب بها، عبر تحريك الحبل الصغير الذى يربط بين الكرتين فتصطدم كلتاهما بالأخرى بشكل دائرى سريع، والذى تستمر لعبته في الاصطدام لفترة أطول يعتبر فائزاً.

اسم اللعبة، وإن كان عربيا خالصا، إلا أنه يحمل إهانة عند المصريين، الذين يعتبرونه جزءا من الأعضاء التناسلية الذكورية، التي يعتبر الحديث فيها نوع من أنواع السباب والإهانة.

وبحسب معجم المعاني، فكلمة «بيضان»، هي جمع «بيضة»، وهي مفردة عربية فصيحة، صحيحة، رغم استخداماتها الشعبوية.

و«البيضة»، هي الخصية، وهو المعنى الشعبوي الذي يعتبره المصريين إهانة.

اللعبة انتشرت في الأحياء الشعبية بين الأطفال، ثم تناقلها الناشطون إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حين صور أحد الشباب، مقطع فيديو صغير بكاميرا الموبايل، مع طفل يحمل اللعبة بأحد الشوارع، حيث يسأل الشاب الطفل: «ما الذي في يدك؟»، فيقول: «لعبة»، فيسأله: «ما اسمها؟»، ليرد الطفل: «بيضان السيسي»، يضحك ويسأله: «ولماذا هذا الإسم؟»، فيجيب الطفل بعفوية: «لأنها لعبة بيضان مثله».

ولفظة «بيضان» تستخدم أيضا في الثقافة الشعبوية المصرية، للتدليل على السماجة والسخافة.

اعتراض أولياء الأمور على اللعبة، بحسب ما رصده «الخليج الجديد» عبر مواقع التواصل، كان لسببين، أولهما هو اسمها، الذي يحمل مدلولا غير أخلاقي، لأطفال في مقتبل أعمارهم، وليس لارتباطه بشخص «السيسي».

أما السبب الثاني للاعتراض، فهو الصوت المزعج الذي تصدره اللعبة والذي يسبب ضوضاء كبيرة.

صحف محلية، كشفت أن وزارة التربية والتعليم، حظرت اللعبة في المدارس، وعاقبت تلاميذ عبر سحبها منهم.

في الوقت نفسه، شنت السلطات الأمنية حملات مكثفة على مناطق بيع اللعبة، وصادرتها، دون تصريح واضح عن السبب، والذي أرجعه مراقبون لما يحمله اسمها من «إهانة للسيسي».

يشار إلى أن اللعبة ليست جديدة على الإطلاق، فقد ظهرت بأمريكا في أواخر ستينيات القرن الماضي، وسميت «Clackers»، حيث انتشرت بشكل واسع بين الأطفال في ذلك الوقت، بحسب تقرير سابق لموقع «QZ».

وتشبه الـ«Clackers» سلاحاً قديماً يسمى «Bolas»، أي «الكرات» بالإسبانية، وكان عبارة عن كُرَتين أو 3 مربوطتان بحبل، استخدمه السكان الأصليون في أمريكا الجنوبية لاصطياد بعض الطيور، كما تم استخدامه في الحروب أيضاً، بحسب «هاف بوست».

ومع بداية السبعينيات، تم بيع ملايين الـ«Clackers» حول العالم، حتى أن بعض القرى الإيطالية أقامت بعض المسابقات لمحبي هذه اللعبة، وسموها «Calcinatello».

وصُنعت هذه اللعبة من الخشب أو الحديد، وأيضاً من البلاستيك الإكريليكي كما تُصنع حالياً، إلا أنها لم تكن آمنة على الإطلاق، فقد انفجرت في الكثير من الأحيان جراء التصادم القوي، لتتناثر الشظايا الحادة في وجه الأطفال.

وبسبب ذلك، قررت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عام 1971، وضع معايير جديدة للمصنّعين عليهم اتباعها في تصنيع هذه اللعبة، إلا أنه في النهاية تم سحبها من الأسواق عام 1985 لخطورتها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السيسي إهانة مصر أطفال لعبة