اهتمت الصحف المصرية الصادرة صباح الخميس بمباحثات الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» والعاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» هاتفيا حول مكافحة الإرهاب، وإشادة حاكم الشارقة «سلطان القاسمي» بالعملية العسكرية المصرية في الواحات، إضافة إلى تأكيد «السيسي» على موقف مصر الداعم لوحدة الصومال.

كما تناولت الصحف الغضب الحكومي من تقرير البنك الدولي الذي كشف تراجع مصر، وتفاصيل العملية العسكرية التي شنتها السلطات الأمنية في الصحراء الغربية، ولقاء «السيسي» بوفد الكنيسة الإنجيلية الأمريكية، بجانب ميكنة الموازنة العامة وتوقف الحكومة عن إصدار شيكات ورقية، وانتهاء بحظر البرلمان التمويل الأجنبي للمنظمات العمالية.

«سلمان» يهاتف «السيسي»

البداية من صحيفة «الأهرام»، التي أبرزت تلقي «السيسي» اتصالا هاتفيا من العاهل السعودي، تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والاستمرار في التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.

وقالت الصحيفة إنه تم استعراض المستجدات المتعلقة بعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها تنسيق الجهود وتعزيز العمل العربي المشترك من أجل التصدي للتحديات المختلفة التي تواجه الأمة العربية في الوقت الراهن، والتأكيد، على خصوصية العلاقات السعودية - المصرية وتميزها على مختلف المستويات، كما اتفق الجانبان على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف بينهما.

حاكم الشارقة يشارك الفرحة

خليجيا أيضا، اهتمت صحيفة «المصري اليوم» بتصريحات حاكم الشارقة «سلطان القاسمي»، خلال افتتاحه معرض الشارقة للكتاب الـ36، التي قال فيها إن مصر عندما تحارب الإرهاب لا تدافع عن نفسها فقط بل تحارب نيابة عن الوطن العربي، «لذلك فإنها مستهدفة، لكنها كما يؤكد التاريخ الصخرة والحصن الذي تنهار عليه جميع المؤامرات، والتاريخ يؤكد أنها حصن العرب وصمام الأمان لها».

وأضاف أنه يتشارك «فرحة مصر بانتقامها لشهدائها، وخاصة أن مصر نالت ما نالت من القوة الظلامية»، في إشارة إلى «مذبحة الواحات» في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي التي راح ضحيتها قتلى من الشرطة المصرية بحسب تقارير رسمية، واعتبر أن الكتاب والثقافة هما القوة الضاربة الحقيقة في محاربة قوة العقول الظلامية التي ترعى الإرهاب، وليس المدفع هو الوحيد القادر على هذه المواجهة.

وحدة الصومال

كما أشارت صحيفة «الأخبار» إلى تأكيد «السيسي» لموقف مصر الثابت «المتمسك بوحدة أراضي الصومال وسيادته، ومساندتها لجهود استعادة الأمن والاستقرار»، وذلك خلال اتصال هاتفي بينه وبين الرئيس الصومالي «محمد عبدالله فرماجو».

وأعرب الرئيس الصومالي عن تقديره للمواقف المصرية في مساندة الصومال، والدعم الذي تقدمه لتحقيق الأمن والاستقرار فيه، وحرصه على استمرار المستوى العالي من التنسيق والتشاور مع مصر، إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة خطر الإرهاب المتنامي، فضلًا عن العمل على دفع التعاون بين البلدين في شتى المجالات.

«فلول الواحات» و«قصف دقيق»

ونشرت صحيفة «الأخبار» تفاصيل العملية العسكرية الأمنية التي قامت بها قوات الجيش والشرطة ضد مجموعات من المسلحين في الصحراء الغربية تقول إنها مسؤولة عن «مذبحة الواحات» وقالت الصحيفة إن العملية تضمنت «إنزالا جويا لوحدة صاعقة مصرية داخل أحد الكهوف التقطت النقيب المختطف محمد الحايس وقتلت المسلحين»، كما أن «القوات الجوية وجهت ضربة دقيقة للعناصر المسلحة أثناء محاولتها الفرار»، وكشفت أن «تليفون الحايس وقصاص الأثر وأجهزة حديثة رصدت بدقة أماكن تجمع المسلحين».

وقالت إن القوات المسلحة أعلنت القضاء علي جميع العناصر الإرهابية الموجودة بمنطقة حادث الواحات بعد قيام القوات الجوية بالتعاون مع  قوات الصاعقة والشرطة المصرية بحصر وتثبيت المجموعة المسلحة التي كانت هاربة بالمنطقة الصحراوية غرب الفيوم وتوجيه وتنفيذ هجمة جوية دقيقة أسفرت عن القضاء عليهم.

واهتمت صحيفة «البوابة» بإشادة القيادة المركزية الأمريكية، بدقة الضربة الجوية التي قام بها الطيران المصري، ضد العناصر المسلحة التي استهدفت عناصر الشرطة على طريق الواحات، وقالت إن الصفحة الرسمية للقيادة المركزية الأمريكية على «تويتر»، عرضت تسجيل فيديو، للضربة التي استهدفت المسلحين، معلقة: «القوات الجوية المصرية تُغير على فلول المسلحين الذين استهدفوا عناصر الشرطة على طريق الواحات بمصر.. جانب من الضربة الدقيقة».

كما زار «السيسي»، النقيب «محمد الحايس» بعد تحريره، صباح الأربعاء، في مستشفى الجلاء العسكري بالقاهرة، ورافق «السيسي» خلال الزيارة، وزير الداخلية، «مجدي عبد الغفار»، ووالد النقيب وعدد من أفراد أسرته.

وفد الإنجيلية الأمريكية

ونقلت صحيفة «البوابة» تأكيدات «السيسي» أنه يجب التصدي لداعمي الإرهاب، لأن القضاء على الإرهاب في المنطقة وخارجها لن يتحقق إلا بالعمل الجماعي وتبني المجتمع الدولي استراتيجية متعددة الأركان، بحيث يتم التعامل مع كافة العناصر والأطراف الداعمة للتنظيمات الإرهابية، وبما يحول دون حصولها على مأوى أو سلاح أو معسكرات تدريب أو تمويل، بحسب قوله.

تصريحات «السيسي» جاءت خلال استقباله وفد من قيادات الطائفة الإنجيلية الأمريكية، معتبرا أن مصر نموذج لرفض الطائفية.

كما أعرب عن حرصه على إعلاء مبادئ المواطنة والمساواة وقبول الآخر.

غضب حكومي

وعرضت صحيفة «المصري اليوم» غضب الحكومة من تقرير ممارسة الأعمال، الذي أعلن البنك الدولي مؤشراته الأولية، وأبدى عدد من المسؤولين بوزارات الاستثمار والتعاون الدولي والمالية والعدل والتجارة والصناعة والإسكان والكهرباء، انزعاجهم من محتوى التقرير، الذي كشف عن تراجع ترتيب مصر العام في سهولة ممارسة الأعمال من المركز 122 لعام 2017، إلى المركز 128 عام 2018 ضمن 190 دولة يرصدها التقرير.

جاءت الصدمة الحكومية على خلفية تراجع الترتيب، في الوقت الذي ظهرت فيه مؤشرات إيجابية أخرى يقيسها التقرير، لكن مسؤولون بالبنك الدولي قالوا إن أثر الإصلاحات التي تتحدث عنها القاهرة لن يظهر إلا العام المقبل.

وكشف تقرير البنك الدولي ضعف أداء مصر، فيما يتعلق بمؤشر دفع الضرائب، حيث حلت فيه بالترتيب 167، والتجارة عبر الحدود 170 حيث وصلت مدة استيفاء إجراءات الاستيراد لـ 265 ساعة مقابل 66 ساعة متوسط عالمي.

وقالت وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي «سحر نصر»، إن تقرير ممارسة أنشطة الأعمال الخاص بمصر، الصادر عن البنك الدولي، والذي أظهر تراجع مصر 6 مراكز في الترتيب العام العالمي لم يتضمن كل الإصلاحات التي تمت في المجال التشريعي والإجرائي منذ شهر أبريل/نيسان الماضي، بحسب قولها.

«ميكنة الموازنة العامة»

وأكدت صحيفة «الأهرام» أنه سيتم وقف إصدار الشيكات الحكومية اعتبارا من نهاية ديسمبر/كانون الأول المقبل، ونقلت عن وزير المالية «عمرو الجارحي» قوله إنه عرض على المجلس استصدار قرار لتعميم نظام ميكنة إدارة المعلومات الحكومية للموازنة العامة، والاعتماد على نظام الخزانة، لكي تتوقف الجهات الحكومية عن إصدار شيكات، والتعامل مع حساب الخزانة الموحد. 

وكشف «الجارحي»، في مؤتمر صحفي على هامش اجتماع مجلس الوزراء الأربعاء، أن القرار سيشمل غلق أكثر من 60 ألف حساب فرعي بالبنك المركزي و2700 وحدة حسابية خاصة بالجهات الحكومية، مشيرا إلى أن المباحثات مع بعثة صندوق النقد الدولي التي تزور مصر حاليا تسير بشكل جيد.

حظر التمويل الأجنبي للنقابات

وقالت صحيفة «الوطن» إن البرلمان والحكومة اتفقا على حظر التمويل الأجنبي للتنظيمات العمالية (بما فيها النقابات)، وأعلنت لجنة القوى العاملة حظر التمويل الأجنبي فيما يخص التنظيمات العمالية، وذلك خلال مناقشة قانون التنظيمات النقابية، حيث قال وكيل وزارة القوى العاملة «محمد عيسى»، إن التجربة أثبتت بعد 2011 أن «التمويل الأجنبي سبب مشاكل للبلد».

فيما قال وكيل لجنة القوي العاملة بالبرلمان النائب «محمد وهب الله»، إن اللجنة انتهت من المسودة النهائية للقانون، تمهيدا لاجراء جلسات حوار مجتمعي عاجل الجمعة المقبلة لسرعة الانتهاء من القانون.