بريطانيا تشيد بتصريحات «بن سلمان» عن «الإسلام المعتدل»

الخميس 2 نوفمبر 2017 05:11 ص

اعتبر وزير الخارجية البريطاني، «بوريس جونسون»، تصريحات ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، عن تحويل بلاده إلى «الإسلام المعتدل» إمكانية ذات أهمية كبيرة من شأنها أن تعود بالفائدة على العالم بأسره.

وأعرب الوزير البريطاني عن رغبة بلاده في تشجيع السعودية في طريق الإصلاح والحداثة.

ومؤخرا، توعد «بن سلمان»، بتدمير من وصفهم بـ«أصحاب الأفكار المتطرفة»، مؤكدا أن المملكة ستعود إلى ما أسماه الإسلام الوسطي المعتدل.

وأوضح «بن سلمان» في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض، أن السعودية ستعيش حياة طبيعية، مشددا على أنه لن يسمح بأن تضيع 30 سنة مقبلة من حياة الشعب بسبب «الأفكار المتطرفة».

وقال: «70% من الشعب السعودي هو أقل من 30 سنة وبكل صراحة.. لن نضيع 30 سنة أخرى من حياتنا في التعامل مع أفكار متطرفة.. سوف ندمرهم اليوم وفورا»، مضيفا: «سننشر الإسلام الوسطي المنفتح على العالم وجميع الأديان».

وأضاف: «اتخذنا خطوات واضحة في الفترة الماضية بهذا الشأن، وسوف نقضي على بقايا التطرف في القريب العاجل، ولا أعتقد أن هذا يشكل تحديا، فنحن نمثل القيم السمحة والمعتدلة والصحيحة، والحق معنا في كل ما نواجه».

         
تركيا و«الاتحاد الأوروبي»
وفي شأن آخر، حذر «جونسون»، من أن «دفع تركيا إلى الابتعاد أكثر عن الاتحاد الأوروبي يعتبر خطرا».

جاء ذلك في إجابته على أسئلة أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني.

وأشار «جونسون»، إلى أن «تركيا بلد هام للغاية من أجلنا جميعا من الناحية الجيوستراتيجية، وإبعادها (عن أوروبا) يعتبر طريقا خاطئا».

وأضاف أن «هناك ملايين الأتراك، الذين يرغبون بتأسيس شراكة وصداقة مع المملكة المتحدة، ويريدون تقاسم مثلنا العليا».

وتجري مفاوضات صعبة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا منذ عام 2005، لكنها باتت شبه متوقفة منذ أشهر عدة بسبب التطورات الأخيرة في تركيا في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها البلاد في يوليو/تموز 2016، ولوقف هذه المفاوضات لا بد من قرار جماعي من قبل دول الاتحاد الأوروبي.

وكانت الدول الأوروبية قد شنت هجوما على «أردوغان» بسبب التعديلات الدستورية التي بادر إليها من جهة، وبسبب حالة الطوارئ التي أعلنتها أنقرة من جهة أخرى، في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة.

الاتصال مع «حماس»

وفي رده على سؤال حول وجود صلات مباشرة بين المملكة المتحدة مع حركة المقاومة الإسلامية «حماس» من عدمه، أشار «جونسون»، إلى أن بلاده تجري محادثات مع العديد من الأشخاص حول العالم.

ولفت إلى أنه تم الإعلان للعلن عن كل الاتصالات مع «حماس»، دون الحاجة إلى القيام باتصالات خاصة.

ووصف «جونسون»، «حماس»، بأنها «قوة سياسية»، ولفت إلى ضرورة البقاء على الاتصال مع الحركة.

بريطانيا و«الروهينغا»

وفيما يتعلق بالأزمة في ميانمار، شدد على ضرورة عدم الاستهانة بالتهديدات التي يواجهها مسلمو الروهينغا، ولفت إلى تهجير 600 ألف شخص من أماكنهم، ومعاناتهم صعوبات كبيرة.

وتطرق إلى تقديم بريطانيا مساعدات إنسانية للمنطقة بقيمة 47 مليون جنيه إسترليني.

واستبعد أن تجري حكومة ميانمار تغييرًا سحريًا للوضع الراهن هناك.

ونوَه إلى أن عدم السماح بعودة المهجرين إلى منازلهم يعتبر تطهيرًا عرقيًا.

وفي 25 أغسطس/آب الماضي، أطلقت ميانمار حملة أمنية بمشاركة قوات الجيش والشرطة وميليشيات بوذية، ارتكبت خلالها جرائم واعتداءات ومجازر وحشية ضد المسلمين الروهينغا، أسفرت عن مقتل الآلاف منهم، بحسب مصادر وإفادات وتقارير محلية ودولية متطابقة.

وأعلنت منظمة الهجرة الدولية، الثلاثاء، أن مجموع عدد اللاجئين الروهنيغا في مخيمات بنغلاديش وصل إلى 820 ألف لاجئ.

استفتاء كردستان

وفي سياق آخر، أشار الوزير إلى أن جلسة مجلس العموم، بحثت موقف المملكة المتحدة من التطورات بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان، عقب الاستفتاء الذي أجراه الإقليم في 25 سبتمبر/أيلول الماضي.

ولفت «جونسون» إلى أن قيام الإقليم بإجراء الإستفتاء على الرغم من جهود بريطانيا من أجل إيقافه، أصابهم «بخيبة أمل».

وأضاف «وجهة نظرنا تتمثل في الإبقاء على العراق موحدا مهما كانت الأسباب».

والأربعاء دعت رئيسة الوزراء البريطانية، «تيريزا ماي»، في كلمة أمام البرلمان، الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان، إلى التهدئة وإجراء حوار لحل الأزمة الراهنة.

وقالت إن «الحكومة البريطانية أكدت دائمًا وبكل وضوح أن أي خطوة سياسية نحو الانفصال تتطلب الاتفاق عليها مع الحكومة العراقية».

وتصاعد التوتر بين بغداد وأربيل، عقب إجراء إقليم كردستان، استفتاء الانفصال في 25 سبتمبر/أيلول الماضي، الذي تؤكد الحكومة العراقية «عدم دستوريته»، وترفض الدخول في حوار مع الإقليم لحين إلغاء نتائجه.

وفرضت القوات العراقية، خلال حملة أمنية بدأت في 16 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، السيطرة على الغالبية العظمى من مناطق متنازع عليها بين الجانبين، بينها كركوك، دون أن تبدي قوات البيشمركة مقاومة تذكر.

لكن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجانبين في محافظة نينوى شمالي البلاد، عندما حاولت القوات العراقية الانتشار، فيما تبقى من مناطق النزاع والوصول إلى معبر «فيشخابور» الحدودي مع سوريا، الذي يعد خارج مناطق النزاع ويتبع محافظة دهوك (شمال).

وتوصل الطرفان إلى اتفاق هدنة، الجمعة الماضي، ومنذ ذلك الوقت يُجريان مباحثات حول كيفية نشر القوات في تلك المناطق، لكن لم تعلن أي نتائج للمباحثات حتى الآن.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

الإسلام المعتدل بريطانيا بن سلمان الروهينغا الاتحاد الأوروبي استفتاء كردستان حماس

استطلاع: نصف السعوديين يميلون لـ"الإسلام المعتدل" وأغلبية تفضل الصين وروسيا على أمريكا