ذكرى عزل «سعود» عن الحكم.. الملك السعودي السابق الوحيد

الخميس 2 نوفمبر 2017 10:11 ص

قبل 53 عاما، وفي مثل هذا اليوم 2 نوفمبر/تشرين الثاني، أعلن مفتي المملكة العربية السعودية حينها «محمد بن إبراهيم آل الشيخ» خلع ملك البلاد آنذاك «سعود بن عبدالعزيز آل سعود» ليخلفه في الملك «فيصل بن عبدالعزيز»، ليحصل بذلك «سعود» على لقب ملك السعودية السابق أثناء حياته، حيث إنه الوحيد الذي ترك العرش وهو مازال على قيد الحياة.

وفي الذكرى الثالثة والخمسين لعزل الملك السعودي تتردد تقارير إعلامية حول طموح الملك «سلمان» في أن يكون ثاني ملك يترك العرش في حياته، وأول ملك يتركه اختيارا، عبر التنازل لولي عهده وولده «محمد بن سلمان»، ليكون «محمد» أول ملك من الجيل الثالث (أحفاد عبدالعزيز).

الملك الراحل «سعود» كان كذلك أول ملك من الجيل الثاني (الأبناء)، حيث جاء ملكاً على السعودية خلفًا لأبيه «عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود»، فكان الملك الثاني للمملكة، وهو مولود في 15 يناير/كانون الثاني 1903، وهو الوحيد من ملوك السعودية الذي انتهى حكمه بالعزل من قبل أفراد عائلته وليس بالوفاة.

وحين تم توحيد معظم أراضي شبه الجزيرة تحت حكم الملك «عبدالعزيز»، وإطلاق اسم المملكة العربية السعودية عليها تم إعلانه ولياً للعهد وصدر مرسوم بتعيينه ولياً للعهد في 11 مايو/أيار 1933، وحين تعرض الملك «عبدالعزيز» لوعكة صحية في 1953 أصدر أمرًا بتعيينه رئيسًا لمجلس الوزراء.

تذكر العديد من المصادر أن الملك «سعود» كان من أشبه الناس بوالده في طوله الفارع الذي يتجاوز المترين، كما كان يشبه والده في بنيته القوية وبسمته وهيبته والعديد من سجاياه.

ويقول بعض الذين شاركوا معه فى المعارك إن «سعود» صاحب صوت قوي يؤثر فى سامعه كما كان يحفظ الكثير من القصائد النجدية والأهازيج الحربية التى كان ينشدها أيام الحرب فيدخل إلى القلوب الحماسة والثقة بالنفس، وحمل لقب «أبوخيرين».

وبعد وفاة والده، تولى الحكم في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 1953، فأحدث تطويرات ملحوظة على البنية الأساسية والخدمات والتعليم والمعاشات والزراعة والطرق والمطارات والجيش، ووفق الروايات السعودية، فقد قيل إنه عانى في سنوات حكمه الأخيرة من أمراض متعددة، ولم يعد قادرًا على القيام بمسؤوليات الحكم.

غير أن هذا لم يكن السبب الحقيقي أو السبب الوحيد على الأقل، ففى أواخر فترة حكمه دبت الخلافات بينه وبين ولي عهده الأمير «فيصل» (الأخ الشقيق للملك سلمان)، واتسعت شقة الخلافات.

وبسبب الخلافات المتزايدة ومرض الملك، دعا الأمير «محمد» أكبر أبناء الملك «عبدالعزيز» بعد الملك «سعود» وبعد الأمير «فيصل» إلى اجتماع للعلماء والأمراء عقد في 29 مارس/آذار 1964، وأصدر العلماء فتوى تنص على أن يبقى الملك في منصبه، على أن يقوم الأمير «فيصل» بتصريف جميع أمور المملكة الداخلية والخارجية بوجود الملك في البلاد أو غيابه عنها.

وبعد صدور الفتوى أصدر أبناء الملك «عبد العزيز» وكبار أمراء آل «سعود» قرارًا موقعًا يؤيدون فيه فتوى العلماء وطالبوا فيه الأمير «فيصل» بكونه وليًا للعهد ورئيسًا لمجلس للوزراء بالإسراع في تنفيذ الفتوى.

بعد صدور هذا القرار توسع الخلاف بينه وبين أخيه الأمير «فيصل»، كما ازداد عليه المرض، ولكل تلك الأسباب اتفق أهل الحل والعقد من أبناء الأسرة المالكة أن الحل الوحيد لهذه المسائل هو خلعه من الحكم وتنصيب الأمير «فيصل» ملكًا، وأرسلوا قرارهم إلى علماء الدين لأخذ وجهة نظرهم من الناحية الشرعية، فاجتمع العلماء لبحث هذا الأمر، وقرروا تشكيل وفد لمقابلته لإقناعه بالتنازل عن الحكم وأبلغوه أن قرارهم قد اتخذ وأنهم سيوقعون على قرار خلعه عن الحكم وأن من الأصلح له أن يتنازل، لكنه رفض ذلك.

وفي 1 نوفمبر/تشرين الثاني 1964 اجتمع علماء الدين والقضاة، وأعلن مفتي المملكة «محمد بن إبراهيم آل الشيخ» خلع الملك «سعود» عن الحكم ليخلفه ولي عهده الأمير «فيصل»، وفي 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1964 بويع «فيصل» ملكًا.

وتذكر مصادر أن «سعود» اعترف رسميًا بخلعه من الحكم في 3 يناير/كانون الثاني 1965 وذلك عندما أرسل كتاب مبايعة للملك «فيصل» بايعه فيه بالحكم، وعلى إثر ذلك غادر السعودية في 6 يناير/كانون الثاني 1965، ولم يعد بعدها، إلى أن توفي في 23 فبراير/شباط 1969 في أثينا باليونان، ونقل جثمانه إلى المملكة ودفن في مقبرة «العود».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الملك سعود العرش الملك الملك سلمان ولي العهد الملك فيصل الملك السابق