اعتبر مصدر دبلوماسي غربي رفيع في مجلس الأمن مؤتمر الحوار السوري، الذي تعتزم روسيا استضافته في مدينة سوتشي، الشهر الجاري، «التفافا إضافيا» على العملية السياسية في جنيف بعد العملية الالتفافية التي بدأت بها روسيا من خلال مسار أستانة.

وقال المصدر، الذي فضل عدم الإفصاح عن هويته، إن روسيا لم تفصح حتى الآن عن تفاصيل مبادرتها، وعليه لا يمكن الترحيب بهذه المبادرة، خصوصا «أننا نشكك بالحاجة للذهاب إلى سوتشي من أجل إنجاح مسار جنيف»، حسب ما أفاد به مراسل «الجزيرة» في الأمم المتحدة، «رائد فقيه»، عبر حسابه على «تويتر».

ورأى المصدر أن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، «ستيفان دي ميستورا»، يقف في موقف حرج الآن في ظل انزلاقه باتجاه المواقف الروسية بصورة متواصلة، فيما يقف الأمين العام للأمم المتحدة، «أنطونيو غوتيريس»، في مكان آخر.

ودعا «دي ميستورا» إلى أن يكون حذرا في كيفية تعامله مع مؤتمر سوتشي كي لا يُستخدم كأداة لإضفاء الشرعية على هذا التحرك بصورة بعيدة عن مضمون قرار مجلس الأمن رقم 2254.

وقال: «لا يمكن لأحد معارضة بحث قضايا الدستور والانتخابات في سوريـا كجزء من الحل، لكن ذلك يجب أن يتم في سياق عملية الانتقال السياسي التي تضمن رحيل الأسد في لحظة معينة».

كانت موسكو أعلنت عن عقد مؤتمر «الحوار الوطني السوري» بمدينة سوتشي الروسية، في 18 نوفمبر/تشرين الثاني، وقال وزير خارجيتها، «سيرغي لافروف»، إن هذا المؤتمر لا ينافس جهود التسوية في إطار الأمم المتحدة، بل يهدف لتوسيع مشاركة السوريين في العملية السياسية.

فيما دعا مبعوث الرئيس الروسي الخاص لسوريا، «ألكسندر لافرينتيف»، المجموعات السورية المسلحة للمجيء إلى روسيا لطرح رؤيتها حول الحل السياسي من دون وضع شروط مسبقة، مشيرا إلى أن موسكو تعول على مشاركة «دي ميستورا» في مؤتمر سوتشي.

لكن المعارضة السورية أبدت رفضها للمشاركة في هذا المؤتمر.

وقال عضو الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة «محمد علوش»، لـ«رويترز»، الأربعاء، أن «الهيئة العليا تفاجأت بذكر اسمها في قائمة الدعوة، وهي بصدد إصدار بيان مع قوى أخرى، يحدد الموقف العام الرافض لهذا المؤتمر».

ووصف «علوش» مؤتمر سوتشي بأنه سيكون اجتماعا «بين النظام والنظام».

بدوره، أعلن «الائتلاف الوطني السوري»، أحد الفصائل المعارضة، الأربعاء، رفضه المشاركة في مؤتمر سوتشي، واعتبره محاولة للالتفاف على مفاوضات جنيف.

وقال المتحدث باسم الائتلاف، «أحمد رمضان»، لـ«رويترز»، إن ائتلافه «لن يشارك في أي محادثات مع النظام خارج إطار جنيف أو من دون رعاية الأمم المتحدة».

وتابع: «الدعوة الروسية لعقد مؤتمر للسوريين في سوتشي هي محاولة للالتفاف على جنيف والإرادة الدولية لتحقيق الانتقال السياسي في سوريا بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي».