يحيي الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة والشتات، الخميس، الذكرى المئوية لـ«وعد بلفور».

و«وعد بلفور»، هو الاسم الشائع الذي يطلق على الرسالة التي بعثها وزير الخارجية البريطاني الأسبق «آرثر جيمس بلفور»، في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917، إلى اللورد (اليهودي) «ليونيل وولتر دي روتشيلد»، يشير فيها إلى أن حكومته ستبذل غاية جهدها لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

وقال الرئيس الفلسطيني، «محمود عباس»: إن «القيام بالتوقيع على وعد بلفور هو فعل حصل في الماضي، وهو أمر لا يمكن تغييره، ولكنه أمر يجب تصحيحه، وهذا يتطلب اتخاذ خطوات ملموسة لتصحيح تلك الأخطاء».

وأضاف «عباس»: «في الذكرى المئوية لوعد بلفور، يتوجب على الحكومة البريطانية أن تغتنم الفرصة، وتقوم بتصحيح الخطأ التاريخي، الذي ارتكبته بحق شعبنا الفلسطيني».

وأردف «عباس»: «في عام 1948 قامت الميليشيات الصهيونية بطرد ما يقارب مليون رجل وامرأة وطفل قسرًا من وطنهم».

ومضى «عباس» قائلًا: «لقد كان عمري 13 عامًا حين طردنا قسرًا من صفد (مدينة تاريخية في الجليل شمالي فلسطين التاريخية)، فيما تحتفل (إسرائيل) بتأسيس دولتها، نحيي نحن الفلسطينيين ذكرى مرور أحلك يوم في تاريخنا».

وزاد «عباس»: «وعد بلفور ليس واقعة يمكن نسيانها، حيث يبلغ عدد أبناء شعبي اليوم أكثر من 12 مليون نسمة متفرقين في جميع أنحاء العالم، أجبر بعضهم على الخروج بالقوة من وطنهم في عام 1948».

ورأى «عباس» أن «وعد بلفور»، ليس مناسبة للاحتفال؛ خاصة في الوقت الذي لا يزال فيه أحد الطرفين يتعرض للظلم ويعانيه بسبب هذا الوعد.

وفي الضفة الغربية، انطلقت مسيرات حاشدة،  الخميس، في مختلف محافظات الضفة الغربية، يرفع خلالها المشاركون الرايات السوداء، تنديدا بـ«وعد بلفور»، ومطالبة الحكومة البريطانية الاعتذار للشعب الفلسطيني والاعتراف بدولته.

وعلق نشطاء مساء الأربعاء، رايات سوداء في الشوارع العامة والميادين وعلى مباني المقرات الحكومية، واتشحت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» باللون الأسود، وفتح التليفزيون الفلسطيني الرسمي وإذاعة صوت فلسطين، الخميس، موجة مفتوحة للحديث عن الذكرى المئوية.

وتنظم حركة «فتح» في رام الله مؤتمرا دوليا بحضور وفود برلمانية دولية، للحديث عن مسببات ونتائج «وعد بلفور»، بعد 100عام.

واعتبر «عباس»، مساء الأربعاء، أنه «آن الأوان للحكومة البريطانية القيام بالدور المنوط بها، واتخاذ خطوات ملموسة تهدف الى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي على أساس القانون الدولي والقرارات الدولية».