فيديو.. سفير (إسرائيل) بمصر يحاول كسر العزلة بـ«جولتين نادرتين»

الجمعة 3 نوفمبر 2017 05:11 ص

أعلن سفير (إسرائيل) لدى القاهرة، «ديفيد غوفرين»، قيامه بجولتين نادرتين بأرجاء مصر، وسط إجراءات أمنية مشددة، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ عام 2011، في محاولة جادة لكسر العزلة وسط الرفض الشعبي للتطبيع.

ونقل حساب «إسرائيل تتكلم بالعربية» التابع للخارجية الإسرائيلية، مقطعين مصورين لجولتين قام بهما السفير مؤخرا لمكانين بارزين شمالي مصر، في سابقة هي الأولى منذ ثورة يناير/ كانون الثاني 2011.

ظهر السفير (الإسرائيلي) في الفيديو الأول، خلال زيارة معبد يهودي شمالي مصر يخضع لترميمات، يستمع ويتحاور باللغة العربية مع مسؤولين مصريين عن الترميم، وسط تواجد لعمالة مصرية تتابع الحديث.

وينقل الفيديو أيضا مشاهد لجلوس السفير (الإسرائيلي) مع مسؤول مصري لم تعرف هويته على الفور، يحدثه السفير عن أهمية الحفاظ على الآثار اليهودية.

وقالت السفارة (الإسرائيلية) في بيان مصحوب بالفيديو، إن السفير «شاهد الترميمات في معبد إلياهو هانبي، يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، التي تقوم بها الحكومة المصرية، واستمع من مهندسين وممثلين عن وزارة الآثار المصرية إلى شرح عن الترميمات التي تقوم بها الحكومة المصرية».

وكانت وزارة الآثار المصرية، خصصت 100 مليون جنيه (5.5 مليون دولار أمريكي)؛ لترميم المعبد اليهودي الكائن بشارع النبي دانيال بالإسكندرية، ويسمي كنيس «إلياهو هانبي» وهو موجود منذ عام 1848 في الإسكندرية كأحد المعابد اليهودية الكبيرة في الشرق الأوسط.

ومن المقرر أن تنتهي أعمال الترميم في المعبد، أبريل/نيسان المقبل، وفق بيان للوزارة.

وكان الصندوق الدولي للآثار أدرج المعبد اليهودي بالإسكندرية، على قائمة المباني الأثرية المهددة بالخطر في مصر.

ضريح أبو حصيرة

ونقل الفيديو الثاني، حديثا متلفزا للسفير (الإسرائيلي) ذاته من داخل ضريح «أبو حصيرة»، بمحافظة البحيرة شمالي مصر، والذي زاره «غوفرين»، الاثنين الماضي.

ولم يصدر الجانبان المصري والإسرائيلي إعلانًا عن زيارة الضريح، التي تعد الأولى منذ ثورة يناير/كانون الثاني 2011 لمسؤول إسرائيلي، الذي تشهد بلاده علاقات جيدة مع القاهرة منذ تولى الرئيس،«عبدالفتاح السيسي»، منصبه منذ يونيو/حزيران 2014.

وتشهد قرية «دميتوه» بمدينة دمنهور، شمالي البلاد، احتفالات سنوية، حيث تأتي حافلات إسرائيلية في أواخر ديسمبر/كانون الأول، وأوائل يناير/كانون الثاني من كل عام، لإقامة طقوس دينية واحتفالية في محيط الضريح تحت حراسة أمنية مشددة.

وكانت محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية (شمال) أصدرت حكمًا، في 29 ديسمبر/كانون الأول 2014، بإلغاء الاحتفالات السنوية نهائيًا لمولد «أبوحصيرة»، وذلك لـ«مخالفتها للنظّام العام والآداب، وتعارضها مع وقار الشعائر الدينية»، وفق حيثياتها آنذاك.

المحكمة المصرية لم تكتف بإلغاء الاحتفالات نهائيا، ولكنها قطعت جذور المولد نفسه، حينما ألغت أيضا قرارا لوزير الثقافة الأسبق «فاروق حسني» في 2001 باعتبار قبر أبوحصيرة «أثرا تاريخيا»، وألزمت الحكومة بشطب الضريح من سجلات الآثار المصرية، مع نشر هذا القرار في جريدة الوقائع المصرية الرسمية، وإبلاغ منظمة «اليونسكو» بذلك القرار عبر إيداع ترجمة معتمدة من الحكم.

وكانت احتفالات «أبو حصيرة» دائما مصدر انتقادات لنظام الرئيس المخلوع «حسني مبارك»، وتحدث في أجواء سرية غير معلنة وتواجه بحملات مناهضة له من مدونين وحركات وجماعات سياسية بالمدينة، رفضا للاحتفالات، وهو ما لم يرصد في الزيارة الأخيرة إطلاقا.

وفي مارس/آذار الماضي، حضر «ديفيد جوفرين»، حفل زفاف حفيد الرئيس المصري الأسبق «جمال عبد الناصر».

وتداول مغردون مقطع فيديو نشرته صفحة «رابطة المصريين في (إسرائيل)»، مقطع فيديو، تظهر فيه «منى جمال عبد الناصر»، كريمة الرئيس الأسبق «جمال عبدالناصر»، وهي ترقص على أغنية شعبية في مناسبة عائلية، كان مدعوًا إليها السفير الإسرائيلي في مصر.

الأكاديمي المصري المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، «سامح عباس»، قال لـ«الأناضول»، إن «الزيارات كانت تتم من قبل بشكل غير معلن، ولكن الجديد الذي نراه اليوم هو بث مواد عنها».

وأضاف، أن «هذا البث هو نوع من الدعاية وكسر العزلة التي كان يشتكي منها السفير الإسرائيلي في مصر من قبل».

وتابع: «المسؤول الإسرائيلي يحاول أن يوصل رسالة أن السلام حار مع مصر، وأنه ما عاد يعاني من العزلة، ويريد أن يتحدث عنه الجميع».

وفي مارس / آذار 2016، وافق مجلس النواب المصري، على إسقاط عضوية النائب المستقل «توفيق عكاشة» على خلفية لقائه السفير الإسرائيلي السابق «حايين كوريين» قبلها بأسبوع، وهو ما أثار موجة غضب برلمانية وشعبية وقتها.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2016، حاول السفير (الإسرائيلي) الحالي التواجد في عرض مسرحي مصري شهير بالقاهرة، غير أنه غادره قبل نهاية العرض مع حالة التجاهل وعدم استقباله رسميا، وفق ما نقلته تقارير صحفية آنذاك.

وعادة لا يظهر سفراء إسرائيل في مصر في الأماكن العامة أو يقومون ببث جولاتهم في مواد متلفزة، ومع ثورة يناير/كانون الثاني 2011، أدت احتجاجات شعبية ضد التطبيع مع (إسرائيل) إلى إغلاق مقر السفارة بعد 8 أشهر من الثورة المصرية، قبل أن تفتتح في عهد الرئيس المصري الحالي في سبتمبر/ أيلول 2015.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2016، استدعت تل أبيب سفيرها الحالي من القاهرة لـ«دواع أمنية»، وفق تقارير صحفية سابقة، قبل أن يعود في 6 سبتمبر/ أيلول الماضي لمواصلة عمله الدبلوماسي.

وفي عام 1979، وقعت مصر و(إسرائيل) في العاضمة الأمريكية واشنطن معاهدة سلام، شكلت إطارا عاما لتسوية الصراع العسكري بين البلدين، وبدء علاقات ثنائية دائمة ومستقرة بينهما.

ورغم توقيع هذه الاتفاقية ظلت العلاقات مع (إسرائيل) أمرا مرفوضا على المستوى الشعبي، فيما كانت تدار على المستوى الرسمي في حدها الأدنى ومن خلف الكوليس، مراعاة لهذا الرفض الشعبي.

لكن منذ تولي «عبدالفتاح السيسي» حكم مصر في 8 يونيو/حزيران 2014، بعد انقلاب عسكري على «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، توثقت العلاقات بين القاهرة و(تل أبيب) على نحو كبير، واتخذت شكل التحالف بين البلدين؛ الأمر الذي جعل صحف عبرية تصف «السيسي» بأنه «كنز استراتيجي» بالنسبة لـ(إسرائيل).

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

مصر (إسرائيل) ديفيد غوفرين السفير الإسرائيلي ضريح أبو حصيرة معبد يهودي التطبيع