عالم إيراني سني يطلب المساواة بالشيعة في الوظائف الحكومية

الجمعة 3 نوفمبر 2017 05:11 ص

اشتكى عالم الدين السني، «مولانا عبدالحميد»، من التمييز الذي يعاني منه السنة في إيران على مستوى التوظيف في الدوائر الرسمية، مطالبا بوضع حد لهذا التمييز.

جاء ذلك في حديث أجرته «الأناضول» مع «عبدالحميد»، إمام مسجد «الجامع المكي الكبير»  بمحافظة بلوشستان جنوب شرقي إيران، وأحد أكثر الأسماء تأثيرا في المجتمع السني بإيران.

وحول السنة في إيران، قال «عبد الحميد»: «حسب المعطيات التي لدينا، فإن السنة يشكلون 20% من عدد سكان إيران، ويتركزون قرب الحدود في ثلاث مناطق».

وأضاف: «هناك أكثر من مليون يعيشون في العاصمة طهران، ويمكننا القول إنه لا يوجد مدينة في إيران خالية من السنة».

ولفت إلى أن معظم السنة في إيران يحملون شهادات علمية، ويعملون بالتجارة والتسويق، مبينا أن «السنة والشيعة يعيشون سويا، وحتى أن بعضهم شركاء في شركات؛ فالطبقة العامة غير مختلفة، وإنما يعيشون في تعاون فيما بينهم».

وفي رده على سؤال حول الوضع السياسي والاجتماع والاقتصادي لمحافظة بلوشستان (ذات الأغلبية السنية)، أكد «عبد الحميد» أن الوضع جيد في المحافظة، وأن سكان بلوشستان يذهبون إلى الجامعات، وأنهم فعالون في المجالين السياسي والاقتصادي.

وأضاف: «إذا أردنا التحدث من الناحية الاقتصادية، فإنهم (سكان بلوشستان) يعانون مشاكل جراء البطالة، إلا أن أكبر ميزة في المحافظة تتمثل بامتلاكها لحدود (مع الدول المجاورة) على طول ألف و370 كم، منها 370 كم بحرية».

وحول مشاكل السنة في إيران، أشار «عبد الحميد» إلى أنهم يعانون مشاكل متعلقة في مجال التوظيف، وتولي مناصب رسمية، وأوضح أنهم يناضلون من أجل تقلد مناصب إدارية عليا مثل وزراء أو نواب وزراء أو سفراء أو محافظين.

كما أكد أن أحد مطالب السنة في إيران يتمثل في مراعاة توازن عدد الموظفين السنة والشيعة في الدوائر الرسمية بالمحافظات.

وقال في هذا الصدد: «السكان في معظم المناطق ومراكز الولايات ذات الأغلبية السنية، يتعرضون للتمييز بخصوص التوظيف، ونحن كسنة نطالب بإنهاء هذا؛ لأن جذور كافة المشاكل من الفقر والجهل كامنة في هذا التمييز، فالسنة يعانون هذه المشاكل».

وشدد «عبد الحميد» على وجود مشكلة أخرى تواجه السنة في المدن الكبرى وخاصة التي يشكل السنة أقلية فيها، تتمثل بعدم وجود حرية دينية، وعدم السماح لهم ببناء مساجد؛ لذلك فهم يضطرون إلى أداء صلواتهم في منازلهم.

وعزا عدم وجود تجاوب لدى السلطات لمطالب السنة إلى «المناخ الحاكم في إيران الذي لا يساعد على الموافقة على تلك الطلبات».

وقال إن «البلد الذي لا يتمتع بمستوى كاف من التقدم يعاني التعصب والتزمت، فضلا عن وجود أشخاص ذوي ميول راديكالية بين السنة والشيعة».

وأردف: «بسبب إدارة إخوة شيعة للسلطة، فإن بعض العناصر (داخل الدولة) يقومون بالضغط على السنة بشكل غير قانوني من خلال الاستناد إلى اجتهادات شاذة؛ فالميول ومظاهر التعصب يجب أن تبقى بمستوى معتدل مضبوط النفس، فالله والرسول محمد والإسلام رفضوا ذلك».

ولفت «عبد الحميد» إلى وجود تغييرات طفيفة تجاه السكان البلوش خلال رئاسة «حسن روحاني» للبلاد في السنوات الأربع الأخيرة، تمثلت في ترؤسهم لمعظم القائم مقامات في المحافظة.

واستدرك: «لكن هناك نائب محافظ واحد فقط من السنة، والبلوش يديرون نسبة مئوية صغير جدا من مديريات مدينة زاهدان التي تعتبر مركز الولاية؛ فرغم أن كافة القرارات المتعلقة بالولاية تصدر من زاهدان إلا أن البلوش لم يتمكنوا حتى الآن من الحصول على حقوقهم الواجب أن تمنح لهم».

وأوضح أنهم لم يتلقوا أي رد على طلبات متعددة تقدموا بها من أجل إعادة النظر في بعض المواد والفقرات في الدستور، وأنهم يحافظون على تفاؤلهم بحصولهم على نتيجة في المستقبل بخصوص تلك الطلبات.

وتطرق «عبد الحميد» إلى رسالة بعثها إلى المرشد الأعلى «علي خامنئي» عرض خلالها طلبين تمثلا في إلغاء التمييز، وضمان الحقوق الدينية للسنة لمجرد أنهم إيرانيون ويحبون بلدهم.

وأكد أن رد المرشد كان إيجابيا؛ حيث أعرب خلاله عن أن كافة أشكال التمييز بين المذاهب الدينية والجماعات العرقية «محظور».

وأضاف: «ورغم عدم إجابة خامنئي على الطلب الثاني، إلا أن إلغاء التمييز وعدم المساواة من شأنه أن يحل المشاكل المتعلقة بالحريات الدينية بشكل أوتوماتيكي حسب اعتقادي».

وأكد أن السنة في إيران متفائلون بالمستقبل، ومؤمنون بأن مشاكلهم ستحل عبر الحوار.

وشدد على أنهم يسعون وراء طلباتهم وحقوقهم من خلال التفاوض والحوار، ولا يؤمنون بالعنف والقتال لتحقيق ذلك، وسيواصلون ذلك بالسبل السلمية تحت أي ظروف.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

إيران سنة إيران إيران حقوق إنسان مولانا عبدالحميد