«كولن» يهاجم «أردوغان» و«الإخوان» من «الأهرام» المصرية.. ماذا قال؟

السبت 4 نوفمبر 2017 10:11 ص

فتحت صحيفة «الأهرام»، كبرى الصحف الحكومية المصرية، أبوابها للمتهم الأول بمحاولة الانقلاب الفاشل بتركيا «فتح الله كولن»، للهجوم على الرئيس «رجب طيب أردوغان»، وجماعة الإخوان المسلمين.

الصحيفة، وصفت «كولن» بأنه يمثل رقما صعبا في معادلة المشهد السياسي التركي، وأن حركة «الخدمة» التى أسسها، تمثل هاجسا وشبحا وكابوسا لـ«أردوغان»، بحسب قولها.

وهذا هو الحوار الثالث لـ«كولن» لذات الصحيفة، منذ محاولة الانقلاب الفاشل، منتصف العام الماضي، في استمرار لفتح مصر أبوابها للحركة المعارضة التركية، التي نجحت في تأسيس شبكة نفوذ ضخمة شملت مؤسسات اجتماعية وثقافية وتعليمية داخل مصر.

وزعم «كولن»، خلال الحوار، أن «تركيا تنجرف منذ خمس سنوات تقريبا وبسرعة فائقة نحو سلطة الرجل الواحد»، لافتا إلى أن «حقوق الإنسان والحريات الأساسية باتت أمورا لا قيمة لها فى تركيا، أما سيادة القانون واستقلال القضاء فقد باتت من الأحلام، وتركيا الآن فى ظل هذا النظام أصبحت بعيدة تمامًا عن تركيا التي كانت تفاوض على عضوية الاتحاد الأوروبي في عام 2004»، بحسب قوله.

وهاجم الرئيس التركي بالقول: «لا يخفى على أحد هوس أردوغان بحلم زعامته للعالم الإسلامي، لقد كان يتوقع منا نحن أبناء الخدمة أن نروج لهذه الزعامة، وأن نبايعه بوصفه خليفة وأميرًا للمؤمنين، ولما أدرك أن هذا لن يتحقق، فتح النار علينا جميعا».

وأضاف: «لا أعتقد أنه صدرت حتى الآن من تركيا تحت وصاية أردوغان أى مساهمة تعود بالنفع على المنطقة والمسلمين، ولو استمر النظام على هذا النحو فلن يكون في المستقبل أيضًا».

ولفت إلى أن «النظام التركي يسعى وراء مصلحة أفراده الشخصية والسياسية من خلال كل خطوة يخطوها بادعاء مصلحة المسلمين».

وتابع: «تدخله السافر في شؤون الدول الأخرى سواء المجاورة لتركيا أو غيرها، بات واضحًا للعيان، ولا أعتقد أن هناك دولة ترحب بمثل هذه التدخلات الخارجية».

وادعى «كولن»، أن التحالف بين تركيا وقطر، يهدف إلى «المصالح السياسية للقادة، أكثر من المنافع المتبادلة التى تعود على الشعوب».

وأضاف: «من الصعب الحديث في الفترة الأخيرة عن استقرار في العلاقات الدولية لتركيا، فهى سرعان ما تبدل مواقفها مع الدول التى تبدو صديقة لها، والعكس صحيح».

دفاع عن الانقلابيين

وحول هجوم السلطات التركية عليه واتهامه بمحاولة الانقلاب، قال «كولن»: «أردوغان يصور الخدمة وكأنها غول، ليستخدم ذلك ذريعة للوصول إلى السلطة المطلقة التى يخطط لها».

وعن تبعات محاولة الانقلاب الفاشلة، التي جرت منتصف العام الماضي، قال «كولن»: «الواقع أن حملة الإقالات والاعتقالات التي تمت عقب محاولة الانقلاب مباشرة، كانت تدل على أن تلك الحملة مخطط لها سابقًا، ولا علاقة لها بالانقلاب».

وأضاف: «السلطة بفصل الموظفين تهدف إلى توطين الموالين لها، سواء من الحزب الحاكم أو الأحزاب الموالية الأخري»، بحسب قوله.

وتابع: «ردود فعل المجتمع الدولي بشأن هذه المسألة، وبالأخص دول الاتحاد الأوروبي، كانت دون توقعاتنا بكثير».

وأيد «كولن»، المسيرة التي نظمها حزب الشعب الجمهوري والمعارضون من أنقرة إلى إسطنبول، وقال: «كل حراك سلمي يؤدى إلى استعادة المسار الديمقراطي، هو خطوة إيجابية خصوصا في ظل مناخ الخوف والرعب الذى بات يهدد الجميع ويدفعهم إلى الانزواء والتقوقع على أنفسهم»، بحسب قوله.

ونفى «كولن» وجود اتصالات بينه وبين الإدارة الأمريكية، الحالية أو السابقة، لافتا إلى أنه «لم يتلق إلى الآن إشارة سلبية حول وضعه».

وقال: «حصلت على إقامة دائمة في الولايات المتحدة منذ عام 2008، وليس لدي لديّ علم بخصوص أمر تسلمي».

هجوم على الإخوان

وهاجم «كولن»، جماعة الإخوان المسلمين، وتساءل: «هل تحتضن الحكومة التركية الإخوان المسلمين وتقترب منهم لأنها تتشارك معهم فى نفس القيم والمعتقدات؟، أم أنها تريد أن تستخدمهم لتحقيق غرض ما؟».

وقال: «أعتقد أن النظام التركي الحالي يستخدم الإخوان أداة لبسط نفوذه في جميع أنحاء العالم الإسلامي، عبر استغلال المشاعر الدينية، وقضايا الأمة المركزية».

علاقة مع مصر

وردا على سؤال حول علاقة جماعة «الخدمة» مع الحكومة والشعب المصري، قال «كولن»: «الشعب المصرى أشقاؤنا فى الإنسانية والدين والتاريخ، ومصر لها تقدير خاص لديّ، فقد كان الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي يردد دائمًا أن مصر هي واحدة من الدول القليلة التى تتمتع بطاقة كامنة في العالم الإسلامي، أما الحكومة المصرية فأشكرها على موقفها النبيل مع الأتراك. كما أن مصر موقفها واضح في النضال ضد الإرهاب والعنف والتطرف».

يشار إلى أن الحركة، سعت من خلال هذه مؤسسات اجتماعية وثقافية وتعليمية في مصر، لتعزيز نفوذها بنشر رؤية «كولن» بدعم وتمويل مجموعة رجال أعمال أتراك وفدوا إلى مصر منذ أعوام، وتجمعهم صلة فكرية بالحركة، وبمؤسسها التاريخي.

وتوقفت العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وأنقرة عقب الانقلاب الذي قام به الرئيس الحالي «عبدالفتاح السيسي» ضد الرئيس المنتخب «محمد مرسي» في 3 يوليو/ تموز 2013، حيث شن «أردوغان» هجوما ضد «السيسي»، واصفاً إياه بـ«المجرم والانقلابي»، واتهمت مصر تركيا بالتدخل في شؤونها الداخلية.

وكانت تركيا قد أجهضت محاولة الانقلاب التي نفذتها مجموعة من عناصر الجيش، في 15 يوليو/ تموز 2016، واستعادت الحكومة السيطرة على الأوضاع في البلاد في غضون عدة ساعات، بعد نزول المواطنين إلى الشوارع والميادين استجابة لنداء من الرئيس «أردوغان».

وفي المقابل، عرقلت مصر إصدار بيان بالإجماع لـ«مجلس الأمن» يندد بمحاولة الانقلاب الفاشل في تركيا، في خطوة تظهر ما يضمره الجانب المصري من مساندة لمحاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد.

وخلال المناقشات في «مجلس الأمن» اعتبرت مصر أنه لا يعود إلى «مجلس الأمن تحديد ما إذا كانت الحكومة (التركية) منتخبة ديمقراطيا، وطلبت إلغاء هذه العبارة، حسبما أوضح دبلوماسي معتمد في مقر الأمم المتحدة.

ومصر عضو غير دائم في مجلس الأمن وعلاقتها مع السلطات التركية متوترة بسبب ما تعتبره دعما يقدمه «أردوغان» إلى جماعة «الإخوان المسلمين».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الأهرام تركيا فتح الله كولن الانقلاب الانقلاب الفاشل مصر