ناشطون: اعتقالات السعودية ظاهرها محاربة الفساد وباطنها تمكين «بن سلمان»

الأحد 5 نوفمبر 2017 04:11 ص

اتهم ناشطون ومغردون سعوديون بارزون، ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، بسرقة أموال كبار الأمراء ورجال الأعمال، لإفساح المجال لتنصيب نفسه ملكا، وذلك عبر حملة الاعتقالات الأخيرة التي شنها ليلة السبت/الأحد، بدعوى محاربة الفساد.

وعلى الرغم من تصدر وسم «الملك يحارب الفساد»، قائمة الأكثر تداولا في العالم، عبر موقع «تويتر»، وسط إشادات بقرارات إيقاف الفاسدين في المملكة، لكن مغردين بارزين كان لهم رأي آخر في هذه الحملة.

وأمس، شنت السلطات السعودية حملة اعتقالات واسعة بحق عدد من كبار الأمراء ووزراء سابقين وعدد من كبار المسؤولين ورجال الأعمال المعروفين، بمزاعم فساد مختلفة.

وجاء على رأس الموقوفين وزير الحرس الوطني المقال الأمير «متعب بن عبدالله»، والأمير «الوليد بن طلال» المليادير السعودي الكبير، ورئيس الديوان الملكي السابق «خالد التويجري».

وجاء قرار الاعتقال على خلفية مزاعم بالفساد وجهتها لهم لجنة عليا لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد «محمد بن سلمان»، أعلن عن تشكيلها بقرار ملكي قبل دقائق فقط من الإعلان عن صدور قرارات الاعتقال.

وقال المغرد الشهير «مجتهد»: «سبب الحملة على الأمراء والوزراء ورجال الأعمال؛ بن سلمان يريد الاستيلاء على أكبر كمية من أموالهم ويحيلها لحساباته».

 

 

 

 

واتفق معه المغرد الشهير «كشكول»، حين غرد بالقول: «بسبب أن الملك يحارب الفساد.. سيتمكن قرة عينه حوحو من تحقيق لقب أول ترليونير في التاريخ.. والله ملينا من لقب ملياردير ومليونير صارت سامجة!».

وأضاف: «هذه المذبحة تشبه ليلة السكاكين الطويلة، عندما قام هتلر بالقضاء على منافسيه داخل الحزب النازي.. ثم تفرد بالحكم».

وتابع: «بعد خصي واعتقال محمد بن نايف والتشهير به في رويترز بأنه مدمن وشاذ جنسيا، اقتنع محمد بن سلمان أن باقي عيال عمه جبناء ويستطيع فعل ما يريد بهم»، لافتا إلى أن «ما يحدث من اعتقالات ومصادرات بين آل سعود مدعاة للشماتة والسخرية منهم»

 

 

 

 

فيما غرد حساب «سماحتي» قائلا: « ليس الملك يحارب الفساد، والصحيح بن سلمان يسرق عيال عمه».

أما المعارض «سعد الفقيه»، فقال: «لا مجال لإحسان الظن.. محمد بن سلمان هو الفاسد الأكبر»، مضيفا: «مسرورون بالصدام بينهم ولكن إعفاء متعب أخطر من بقية الحملة».

ولفت إلى أن «الصورة تحتاج أياما حتى تتضح».

 

 

 

 

فيما قالت الأكاديمية «مضاوي الرشيد»: «أسهل طريقة للتخلص من الأمراء المنافسين سجنهم في قضايا فساد.. وكأن السجان قمة النزاهة»، مضيفة: «السعودية تبدو اليوم كالاتحاد السوفيتي لحظة وفاة ستالين.. مؤامرات وتصفيات داخل الحلقة المغلقة».

وسخرت قائلة: «لم يبق لمحمد بن سلمان إلا أن يجمع أهله في حفلة ويصفيهم كالمماليك».

 

 

 

 

أما «معالي الربراري»، فنشر صورة لوليد الإبراهيم رئيس قنوات «إم بي سي»، مع حكام الإمارات وعلق عليها بالقول: «لا ينبطح لمتآمري الإمارات إلا من هو فاسد.. سُعدت كثيراً بإيقاف زعيم عصابة mbc».

 

 

 

 

فيما تساءل حساب «نحو الحرية»: «ومن سيحاسب بن سلمان على شرائه يخت بـ2 مليار ريال؟ ومن سيحاسبه على نهب الترليون؟ ومن سيحاسبه على مغامرته الفاشلة باليمن؟».

وأضاف: «كل ما يحدث لا علاقة له بمحاربة الفساد، وإنما هو تمهيد الطريق لتولي ابن سلمان الحكم».

واتفق معه المعارض «غانم الدوسري»، حين قال: «من العار أن يحاسب الفاسد فاسدا مثله، ومن السخف أن نعتبر تصفية الحسابات محاسبة.. لو كانت المحاسبة أتت من مجلس شوري منتخب لباركناها، غير ذلك لا».

 

 

 

 

مزاعم الفساد

يشار إلى أن عدد الأمراء المعتقلين بلغ حتى الآن 18 أميرا، على رأسهم وزير الحرس الوطني المقال الأمير «متعب بن عبد الله» الذي اعتقل بعد مزاعم فساد تشمل صفقات وهمية وترسية عقود على شركات تابعة له، إضافة إلى صفقات سلاح في وزارته.

كما تم اعتقال شقيقه الأمير «تركي بن عبدالله» أمير الرياض السابق، بمزاعم فساد محلية ودولية، من ضمنها قطار الرياض.

في حين تم اعتقال الأمير «الوليد بن طلال» بعد مزاعم عن تورطه في قضايا غسيل للأموال.

الحملة على الأمراء شملت أيضا اعتقال الأمير «تركي بن ناصر» بمزاعم توقيع صفقات سلاح غير نظامية، وصفقات في مصلحة الأرصاد والبيئة.

أما نائب وزير الدفاع وقائد البحرية السابق الأمير «فهد بن عبدالله بن محمد»، فتم اعتقاله على خلفية مزاعم تتعلق بالفساد وخصوصا بالقوات البحرية.

ولم يتم الإعلان عن باقي أسماء الأمراء المعتقلين، حتي الآن.

وطالت الحملة المفاجئة، أيضا عدة وزراء حاليين وسابقين ومسؤولين ورجال أعمال كبار بالمملكة، حيث تم اعتقال رئيس الديوان الملكي السابق «خالد التويجري» بمزاعم فساد وتلقي رشاوي، وهي نفس التهم التي تسببت في اعتقال وزير المالية السابق «إبراهيم العساف»، إضافة إلى مزاعم فساد أخرى حول توسعة الحرم الشريف.

أما رجل الأعمال الشهير «صالح كامل» فقد تم اعتقاله هو وابنيه، بعد مزاعم بتورطهم في فساد مالي وتقديم رشاوي.

المقاول المعروف «بكر بن لادن» تم اعتقاله هو الآخر، بمزاعم فساد وتقديم رشوة في مشاريع عديدة من بينها مشروع توسعة الحرم.

كما تم اعتقال وزير الاقتصاد المقال «عادل فقيه» في مزاعم فساد حول قضية «سيول جدة».

وشملت الحملة مسؤولين سابقين من بينهم، رئيس الخطوط السعودية السابق «خالد الملحم» بمزاعم فساد واختلاس، وكذلك محافظ هيئة الاستثمار السابق «عمرو الدباغ» بمزاعم تتعلق بالتلاعب في أوراق المدن الاقتصادية.

وجاءت حملة الاعتقالات التي وصفها مراقبون بالانقلاب الجديد، بعد دقائق قليلة من أمر ملكي بتشكيل لجنة لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد «محمد بن سلمان».

وجاء الأمر الملكي متبوعا بكلمة للملك «سلمان بن عبدالعزيز»، أكد فيها أن سبب اللجنة الجديدة هو «ما لاحظناه ولمسناه من استغلال من قبل بعض ضعاف النفوس الذين غلبوا مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة، واعتدوا على المال العام دون وازع من دين أو ضمير أو أخلاق أو وطنية».

وأضاف أن «هؤلاء استغلوا نفوذهم والسلطة التي اؤتمنوا عليها في التطاول على المال العام وإساءة استخدامه واختلاسه، متخذين طرائق شتى لإخفاء أعمالهم المشينة، ما حال دون إطلاع ولاة الأمر على حقيقة هذه الجرائم والأفعال المشينة».

وبهذه الخطوات أنهى العاهل السعودي وولي عهده خطوات الإطاحة بالعديد ممن يعتقد أنهم قد يشكلون عقبة أمام تصعيد «بن سلمان» لقيادة المملكة.

كما تأتي الحملة الأخيرة مع استمرار وضع ولي العهد السابق الأمير «محمد بن نايف» قيد الإقامة الجبرية عقب عزله، وسط تقارير عن عدم تمتع هذه الخطوات برضى كل أفرع العائلة المالكة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الفساد محمد بن سلمان تنصيب رجال أعمال متعب بن عبدالله مكافحة الفساد