استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

السياسة.. حين تكون مغامرة

الأحد 5 نوفمبر 2017 06:11 ص

في السياسة يجب التفريق بين أمرين مختلفين تماماً، حتى إن التبس بعضهما بالآخر في بعض الأوقات، فيبدوان كما لو كانا الأمر نفسه، والأمران هما: الإقدام والمغامرة.

وببعض الشرح نقول: إن القائد، القائد السياسي بالذات، يجب أن يتحلى بالإقدام، بما هو شجاعة اتخاذ مواقف قد تجلب عليه انتقادات ومتاعب، ولكنه يقدم عليه بعد أن يكون قد درس أبعاد الخطوة أو الخطوات التي أقدم عليها، بعينين شاخصتين نحو الأبعد، لا نحو الأقرب وحده.

وبالتالي فإنه يدرك أن ما سيواجهه من انتقادات ومتاعب في المرحلة الأولى، سرعان ما سينقلب إلى ثناء وتقدير، حين يلمس الناس، بمن فيهم من انتقدوا خطواته، أن تشخيصه للأوضاع كان صائباً، وبالتالي فإن ما أقدم عليه من خطوات، كان هو الآخر صائباً، حتى لو لم ير الناس ذلك في حينه.

لكن المغامرة ليست هي الإقدام، بل إنها تلك الحال من التهور وسوء التقدير وخطأ الحسابات والثقة المبالغ فيها بالنفس حد الغرور، ما يجعل من عواقبها بعد أن يقدم عليها القائد السياسي المعني عواقب مدمرة، لا عليه وحدها وإنما على الجماعة التي يقودها أو الدولة التي يرأسها.

وإذا كانت بعض الخطوات المقدامة تجلب على صاحبها، كما أسلفنا، انتقادات ومتاعب في البداية، سرعان ما تكشف التجربة خطأها، فتتحول إلى ثناء وتقدير، فإن الحال تبدو معكوسة تماماً في حال المغامرة.

فما أكثر ما ينال الزعيم المغامر من التمجيد والتقديس من الدهماء من الناس، وحتى من غير الدهماء، الذين يرون في مغامرته شجاعة، فيطرب هذا القائد لكل ذلك ويتمادى في مغامرته، ولكن بعد أن يهدأ كرنفال الاحتفاء تتوالى الكوارث الناجمة عن تلك المغامرة.

قرأ «صدام حسين» مستجدات الوضع الإقليمي والدولي بعد انتهاء الحرب العراقية - الإيرانية بصورة خاطئة، وتملّكه شعور بالقوة وبالثقة الفائضة عن الحد في النفس، وأوهمه الأمريكان، لغايات في أنفسهم، ها نحن شهود عليها اليوم، أنهم لن يقفوا ضد دخول قواته إلى الكويت، لأن تلك خلافات بين العرب أنفسهم لا شأن لهم بها.

لم يقولوا له: ادخل ونحن خلفك، ولم يقولوا له: لا تدخل وإلا فستنال شر الجزاء، تركوا له الباب موارباً ليقع في الفخ ووقع، هذا مثال نموذجي على المغامرة.

مثال نموذجي آخر جسّده الاستفتاء الذي دفع إقليم كردستان العراق إليه الزعيم الكردي «مسعود بارزاني»، هنا أيضاً لم يقل له الأمريكان: اذهب إلى الاستفتاء فنحن معك، ولم يقولوا له أيضاً: لا تذهب إليه لأنه سيضر بشعبك، فتركوا الباب موارباً مرة أخرى، وحدث ما حدث، حين خسر كرد العراق في أيام معدودات ما حققوه من مكاسب على مدار سنوات.

* د. حسن مدن، كاتب صحفي من البحرين.

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

المغامرة السياسية القائد السياسي تشخيص الأوضاع سوء التقدير التهور خطأ الحسابات غرور السياسي كردستان مسعود بارزاني صدام حسين