سبق علمي بإجراء جراحة على جنين لم يولد بعد

الأحد 5 نوفمبر 2017 01:11 ص

أجرى الجراحون في مستشفى تكساس للأطفال في هيوستن، جراحة غير مسبوقة على جنين لم يولد بعد، لحمايته من أثر «السنسنة المشقوقة»، بالرغم من وجوده داخل رحم أمه.

وقد قال الدكتور «مايكل بلفور»، الذي يرأس قسم النساء والتوليد في المستشفى، إن هذه الخطوة «إنجاز حقيقي».

لماذا الجراحة قبل الولادة؟

كان الهدف من العملية هو علاج آثار السنسنة المشقوقة على الرضيع البالغ من العمر 24 أسبوعا فقط، و«السنسنة المشقوقة» هي حالة يفشل فيها العمود الفقري والحبل الشوكي للطفل في التطور بشكل صحيح أثناء وجوده في الرحم، ما يؤدي إلى مضاعفات، مثل تراكم السوائل على الدماغ، وشلل الساقين وخطر التهاب السحايا.

ولم يصل العلم بعد بشكل مؤكد لسبب هذه الحالة، لكنهم يعرفون أنها تبدأ في المراحل المبكرة من الحمل، في غضون 3 إلى 5 أسابيع، وعادة ما يصلح الجراحون العمود الفقري في غضون 28 ساعة من الولادة، لكن 20% فقط من هؤلاء المرضى يمكنهم المشي بشكل مستقل عندما يكبرون.

ولهذا عمل المجتمع الطبي على تطوير عملية تسمح للجراحين بإجراء العمليات على الرضيع قبل ولادته، لتقليل المضاعفات، لكن المشكلة أن الأطفال الذين أجروا هذه العملية، كانت ما تزال لديهم مشاكل في المثانة، وعجزوا عن تمرير البول بدون قسطرة.

أما الآن، فقد قام الدكتور «بلفور» بالتعاون مع الأستاذ المساعد في جراحة أعصاب الأطفال، «ويليام وايتهيد»، بالتوصل إلى تقنية تجريبية جديدة وغير مسبوقة.

توقعات بالنجاح

أجرى الجراحون شقا واسعا في أسفل بطن الأم، ورفعوا رحمها بلطف -وهو ما يزال معلقا بالداخل- ثم قاموا بعمل شقين صغيرين طولهما 4 ملليمترات، وأدخلوا منظاراً جنينيا «فيتوسكوب» في الشق الأول؛ وهو تليسكوب صغير مزود بكاميرا وضوء، بالإضافة إلى أداة للإمساك بالطفل، أما الشق الثاني فقد كان للأدوات المصغرة الأخرى، وبدا الرحِم «متوهجاً بالأحمر وسحرياً في الغرفة المظلمة»، وفقاً لوصف المراسلة الصحفية «دينيس جرادي».

كانت العملية تهدف لمنع السائل الأمنيوني الذي يحيط بالجنين من التسرب داخل الأنسجة العصبية المكشوفة الناجمة عن الفجوة في العمود الفقري الخاص بالجنين؛ وهو ما يعد السبب الرئيسي لمضاعفات السنسنة المشقوقة.

وبدا بعد ساعات من الجراحة، أنها كانت ناجحة، مع أن الزمن هو الذي سيكشف لنا حقيقة ذلك، ومن المقرر أن يولد هذا الطفل في 14 يناير/كانون الثاني من العام المقبل.

  كلمات مفتاحية

جراحة علوم أجنة