اهتمت الصحف المصرية الصادرة صباح الإثنين بتصريحات الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» حول أهمية العلاقات المصرية السعودية الاستراتيجية في «الحفاظ على الأمن القومي العربي»، وتأثيرات الاعتقالات الأخيرة في المملكة على الاستثمارات في مصر، إضافة إلى تفجير أزمة بين وزارة السياحة المصرية وشركات السياحة بها بسبب تأخير انطلاق موسم العمرة، وهو ما تسبب في خسائر فادحة لها.

وتناولت الصحف تصريحات «السيسي» بشأن الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 2018، وتناوله الأزمة السياسية في بيروت خلال اتصاله بالرئيس اللبناني «ميشال عون» ولقائه مع رئيس مجلس النواب اللبناني «نبيه بري»، إضافة إلى مباحثات وزارة الاستثمار المصرية لزيادة الاستثمارات الإماراتية في التنقيب عن الذهب، والتعاون مع السودان لتحقيق الاكتفاء، وانتهاء باستدعاء القاهرة سفراء 5 دول للاحتجاج إدانتها اعتقال السلطات المصرية محاميا حقوقيا.

داخليا، ارتفع الاحتياطي النقدي الأجنبي لدى البنك المركزي المصري، كما رصدت الصحف قبول 60 تظلما فقط طيلة 4 سنوات من عمل لجنة مصادرة أموال أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين».

العلاقات المصرية السعودية استراتيجية

وبشأن العلاقات السعودية المصرية، أبرزت صحيفة «الأخبار» تصريحات «السيسي» خلال حواره مع صحيفة «الشرق الأوسط» حول الأهمية التستراتيجية للعلاقات المصرية السعودية، معتبرا أن لها أهمية كبيرة في «الحفاظ على الأمن القومي العربي».

وأشاد «السيسي» بـ«تحركات المملكة العربية السعودية في كل الاتجاهات»، حيث رأى أنها «تعكس حكمة وحزما بتوازن فائق»، وشدد على أن «السبيل الوحيد لمواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة العربية هو التكاتف وأن نكون جميعا معا»، بحسب تعبيره.

الاعتقالات.. واستثمارات المملكة بمصر

وفي سياق العلاقات مع السعودية أيضا، قالت صحيفة «المصري اليوم» إن السفير السعودي بالقاهرة «أحمد قطان» رفض التعليق على الاعتقالات الجارية أو الحديث عن مصير استثمارات بعض من شملهم قرار التحفظ، واكتفى بالقول: «ليست لي علاقة بالأمر، وأرجو إعفائي من التعليق»، بحسب الصحيفة.

وأعلنت الصحيفة أن الحكومة المصرية لم تتلق حتى الأحد أي طلبات سعودية بتجميد أرصدة أو وقف التعامل على أسهم رجال الأعمال والأمراء السعوديين الصادر بحقهم مرسوم ملكى بتوقيفهم ومنعهم من السفر خارج المملكة والتحفظ على أموالهم بتهم تتعلق بالفساد.

كما نقلت عن مصادر وصفتها بالـ«مطلعة» أن وجود الأمير «الوليد بن طلال» والشيخ «صالح كامل» بقائمة المتحفظ عليهم سيؤثر على أسواق المال والاستثمار المباشر بشكل كبير، خصوصا أن «بن طلال» يحتل المرتبة الأولى عربيا بقائمة أثرياء العالم بثروة تقدر بنحو 18.7 مليارات دولار، كما أنه أحد أكبر المستثمرين الأفراد فى مصر بـ6 مليارات دولار، وكان يعتزم استثمار 800 مليون دولار إضافية، لافتة إلى أنه يتم رصد قرارات مجلس إدارة شركة «المملكة» القابضة المملوكة لـ«بن طلال».

صحيفة «الوطن» بدورها قالت إن الغموض يكتنف مستقبل الاستثمارات السعودية في مصر، ونقلت عن نائب مجلس الأعمال المصري السعودي أنه من السابق لأوانه التنبؤ بمستقبل وضع الاستثمارات السعودية في مصر في أعقاب القرارات الأخيرة، وقال: «نتمنى من الله ألا يكون لها تأثير على حجم الاستثمارات القائمة في مصر، أو تلك التي كان من المقرر ضخها الفترة المقبلة».

العمرة تفجر أزمة

وفي شأن ذي صلة، كشفت صحيفة «الأخبار» عن أزمة متفجرة بين أصحاب الشركات السياحية ووزارة السياحة بسبب تأخير الإعلان عن الضوابط الجديدة المنظمة للعمرة هذا العام، ما يؤدي بدوره لتأخر بدء الموسم، وأعلنت «الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة» رفضها لذلك التأخير، وقررت تشكيل لجنة لاتخاذ ما تراه لازما لمواجهة الأزمة مع وزير السياحة «يحيي راشد» وتنفيذ قرارات الجمعية العمومية التي تهدف لمنع «الدمار الذي يواجه شركات السياحة» والمواطن، بحسب ما نقلته الصحيفة.

وأكد «باسل السيسي» رئيس لجنة السياحة الدينية بغرفة الشركات السياحية، أن الغرفة دعت لعقد عمومية طارئة بعد أن أرجأت وزارة السياحة الضوابط المنظمة لموسم العمرة، الأمر الذي يسبب مشكلة كبيرة تلاحق الشركات، وأنه سيتسبب في مشاكل لدى الشركات من تشريد للعمالة لعدم القدرة علي دفع رواتبهم، كما أن شركات الطيران أيضا تتضرر من تأخر بدء موسم العمرة، وذلك لعدم إجراء أي تعاقد معهم حتىي الآن، ولم يتحدد موعد لبدء انطلاق أولى الرحلات.

صاحب الحق الأصيل

ونقلت صحيفة «البوابة» مقاطع من حوار «السيسي» مع  قناة «سى إن بى سى» الأمريكية، على هامش انعقاد منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، وتطرق «السيسي»، خلال الحوار، إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدا أن انتخاب رئيس الجمهورية يتم فقط بإرادة الشعب المصرى، صاحب الحق الأصيل فى اختيار رئيسه. 

وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادى فى مصر، قال «السيسي» إن «هناك تحسنا ملحوظا على هذا الصعيد»، وقال إن هذا هو ما تشير إليه تقارير المؤسسات الدولية المعنية، والتى كان لها انعكاس واضح على فرص ومناخ الاستثمار فى مصر الذى يشهد تحسنا كبيرا خاصة بعد صدور قانون الاستثمار الجديد الذى يوفر إطارا تشريعيا مناسبا».

دعم لبنان ورفض التدخلات

واهتمت صحيفة «الوطن» باستقبال «السيسي» رئيس مجلس النواب اللبناني «نبيه بري» على هامش مشاركته في منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، ورفض «السيسي»، ما قال إنه مساع للتدخل في الشؤون الداخلية للبنان، مؤكدا أن بلاده «مهتمة بالحفاظ على أمن واستقرار لبنان، ووقوفها إلى جانبه ودعمه في مواجهة التحديات الراهنة».

كما تلقى «السيسي»، اتصالا تليفونيا من الرئيس اللبناني «ميشال عون»، تناولا خلاله التشاور المتبادل حول التطورات السياسية على الساحة اللبنانية على ضوء التطورات الداخلية الأخيرة، وكذا استعراض مستجدات عدد من الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

التنقيب عن الذهب

وأبرزت صحيفة «الأخبار» مباحثات وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي «سحر نصر»، مع رئيس مجلس إدارة شركة ثاني دبي الإمارات للموارد الطبيعية والتعدين «عبدالله سعيد آل ثاني»، زيادة استثمارات شركته في مصر بمجال الاستطلاع والتنقيب عن الذهب.

وبحسب البيان، فإن الشركة تعمل حاليا فى عمليات التنقيب عن الذهب فى منطقة وادى حوضين بالصحراء الشرقية بالتنسيق مع وزارة البترول والثروة المعدنية، وأشاد «آل ثانى» بتحسين مناخ الاستثمار فى مصر والذى يشجع المستثمرين على توسيع أعمالهم بها.

تعاون مصري سوداني للاكتفاء

ونقلت صحيفة «الوطن» عن وزير الموارد المائية والري «محمد عبدالعاطي» قوله إن القيادة السياسية في كل من مصر والسودان حريصة على دفع عملية التنمية المشتركة، وتعزيز أواصر العلاقات في مختلف المجالات، بما يحقق آمال الشعبين الشقيقين، وبخاصة تحقيق الاكتفاء الذاتي من الإنتاج الزراعي والحيواني، في إطار ما تمتلكه الدولتان من مقومات طبيعية وبشرية.

تصريحات «عبدالعاطي» جاءت خلال افتتاح الاجتماع الأول للدورة 57 للهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل بين مصر والسودان، والتي تستمر اجتماعاتها بالقاهرة حتي التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

احتجاج شديد اللهجة

ونشرت صحيفة «الشروق» خبر استدعاء وزارة الخارجية المصرية سفراء 4 دول أوروبية إضافة إلى كندا للاحتجاج على بيان مشترك أصدرته الدول الخمس بشأن ظروف الاحتجاز المستمر للمحامي الحقوقي المصري «إبراهيم متولي حجازي»، المعروف بكونه محامي أسر المختفين قسريا في مصر، كما أنه والد أحد المختفين قسريا منذ يوليو/تموز 2013.

والدول الأوروبية التي تم استدعاء سفرائها هي كل من بريطانيا ألمانيا وإيطاليا وهولندا إضافة إلى كندا، وبرر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية «أحمد أبو زيد» استدعاءهم  بـ«تقديم احتجاج رسمي شديد اللهجة على البيان الصادر عن الدول الخمس بشأن ظروف وملابسات احتجاز المدعو إبراهيم متولي، وللإعراب عن استياء مصر الشديد لما ينطوي عليه البيان من تدخل سافر وغير مقبول في الشأن الداخلي وفي أعمال السلطة القضائية»، على حد قوله.

ارتفاع الاحتياطي النقدي

واحتفت صحيفة «الأهرام» بإعلان البنك المركزي المصري ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي بنحو 168 مليون دولار خلال الشهر الماضي؛ ليسجل 36.703 مليارات دولار بنهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي مقارنة مع 36.535 مليار في سبتمبر/أيلول الماضي.

وفي المقابل، قفز مستوى الدين الخارجي لمصر إلى 79 مليار دولار بنهاية يونيو/حزيران مقابل نحو 55.8 مليارات دولار على أساس سنوي.

وبينما تروج الحكومة المصرية لإصلاحاتها الاقتصادية حيث تقول إنها السبب في ارتفاع الاحتياطي النقدي الأجنبي، فإن خبراء اقتصاديين يصفون الاحتياطي النقدي لمصر بـ«الوهمي»، إذ أن أغلبه يتكون من ودائع الدول الخليجية المطلوب ردها، حيث تشكل الك الودائع، المفترض ردها من الاحتياطي النقدي خلال نحو أربع سنوات، حوالي 70% من الاحتياطي الحالي.

60 تظلما في 4 سنوات

ورصدت صحيفة «الشروق» قبول «لجنة أملاك جماعة الإخوان» برئاسة المستشار «محمد ياسر أبو الفتوح» نحو 60 تظلما فقط على قرارات التحفظ الصادرة ضد أعضاء بالجماعة ومدارس ومستشفيات وشركات وجمعيات، وذلك منذ بداية اللجنة عملها قبل 4 سنوات.

ونقلت عن مصدر قضائي -فضل عدم نشر اسمه- لـ«الشروق»، أن اللجنة قررت منذ ديسمبر/كانون الأول 2013 التحفظ على أملاك نحو 1538 إخوانيا وقبول تظلمات 6 منهم، كما تم التحفظ على 1166 جمعية وقبول تظلمات 41 منها، والتحفظ على 112 مدرسة وقبول تظلمات 7 منها، والتحفظ على 65 شركة وقبول تظلمات 3 منها، والتحفظ على 21 شركة صرافة وقبول تظلم شركتين منها.

وذكر المصدر أن الشركات التى تم التحفظ عليها أمامها أن تطعن على قرارات إدراجها على قائمة الإرهاب والتحفظ على أموالهم أمام محكمة النقض، حيث سبق أن تم إدراج جميع الأسماء المتحفظ عليها على قائمة الإرهاب، كما أعيد تشكيل لجنة التحفظ والإدارة بقرار قضائى وفقا لقانون الكيانات الإرهابية.